دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ ​علي الخطيب​ إلى التوقف عن السياسات المسيئة التي تضر بالشعب والدولة، محذرًا من نتائج التغافل والغفلة عن الحقائق، ومن ضياع الفرصة للعودة والتوبة قبل فوات الأوان.

وسأل الخطيب، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس على طريق المطار، محذرًا من عواقب الإعراض عن الحق: "ألا مستيقظ من غفلته قبل نفاد مدته؟!"

وأوضح أن العوامل التي تمنع الناس من الاعتبار بالتجارب والتفكر في الآخرة بسبب الغفلة والغرور، تمنعهم كذلك من الاعتبار حتى بأمور الدنيا، إذا ما أضيفت إليها عوامل الحقد والكراهية والاعتداد بالقوة وحب التغلب والانتقام، والتي تصم الآذان وتعمي القلوب عن إدراك الحقائق والانصياع لصوت العقل.

وانتقد الشيخ الخطيب بعض القوى في المجتمع، التي قال إنها تنطلق من مصالح آنية وذاتية ومحدودة، ما يضيع عليها الطريق ويخلط المفاهيم، فتفشل في التمييز بين الصديق والعدو، وبين أن تكون السلطة في خدمة الدولة أو أن تُستخدم الدولة لتنفيذ سياسات دول معادية أو معتدية. وأشار إلى أن "السلطة اليوم في ​لبنان​ لا ترى مشكلة فيه إلا ​المقاومة​ وسلاحها، ولا ترى مشكلة إلا مع شعبها، بينما تتغافل عن مشكلة الاحتلال والعدوان الصهيوني المستمر على سيادة لبنان وشعبه، وعن تنفيذ القرار الدولي 1701، الذي ألزم العدو بالانسحاب من الأراضي المحتلة، ونشر الجيش اللبناني على الحدود المعترف بها دوليًا، ووقف العدوان، وإعادة الإعمار".

وأضاف أن السلطة تتغافل عن كل ذلك وتتجاوزه، لتفتعل مشكلة مع أهل الجنوب وتضيّق على أبناء طائفة بأمها وأبيها، وتفتعل مشكلة مع المسافرين من أبنائها، مستخدمة التعمية لتبرير الأمر بزعم أن الإجراء يشمل جميع القادمين عبر ​مطار بيروت​، "بينما الأمر يقتصر على أبناء الطائفة دون سواهم". وأشار إلى أن الربط بين الإعمار ونزع السلاح يثير تساؤلات، وسأل: "فمصالح من تحققون؟ وأوامر من تنفذون؟ وعن أي ميليشيات تتحدثون حينما تتحدثون عن إنجازاتكم بسحب سلاحها؟".

وتابع: "فللذين لا يفقهون التمييز بين الميليشيا والمقاومة أو يقولونها كما هو الصحيح إرضاء لأسيادهم، هل سيصدق أسيادكم أن هذا إنجاز لكم؟ أم أنهم يعلمون أنكم أعجز من أن تحققوا ذلك؟". وأضاف: "المقاومة أرادت الاستجابة لإرادة ​الشعب اللبناني​ وتجنيب اللبنانيين ويلات الحرب، فلا تعطوا أنفسكم بطولات لستم أهلًا لها. نحن ندعوكم إلى التواضع بدلًا من هذه الادعاءات الفارغة، وعدم استخدام ما قدمته المقاومة طوعًا للدولة اللبنانية، فليس هذا إنجازًا للسلطة التي تمثلونها للأسف وبهذه الذهنية".

ودعا إلى تصحيح السياسات المسيئة قبل أن تسيء إلى الشعب والدولة، مطالبًا بإنجازات حقيقية لصالح اللبنانيين على صعيد الاقتصاد، وتحرير الأرض، وإعادة الإعمار، وعدم التغطية على العجز بادعاءات فارغة. واعتبر أن "خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية يجب أن يكون خارطة الطريق للحل"، مشددًا على أن "السلم الذي تنشدونه، والاستقرار الذي تطلبونه، لا يتحقق بالفرض والكسر والعزل، بل بالحوار الهادئ والتفاعل البنّاء"، وختم بالقول: "ولكم في تاريخ هذا البلد عبرة لمن يريد أن يعتبر.. والسلام على من اتبع الهدى".