على وقع اللقاء الذي عُقد أمس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، في عين التينة، لفتت صحيفة "الأخبار"، إلى أنّ "زوار برّي نقلوا عنه ارتياحه للاجتماع، وأنه "جرى الاتفاق على ملفات عدّة"، من بينها، وفق معلومات "الأخبار"، أن "تباشر الحكومة خطوات بشأن إعادة الإعمار، من خلال عملية مسح شامل كخطوة أولى".
وكشفت أنّ "سلام قد تعهّد بـ"القيام بجولة اتصالات جديدة مع الخارج، للمساعدة في تطبيق قرار وقف إطلاق النار"، مبيّنةً أنّ "كذلك تطرّق البحث إلى ملف التعيينات، وأبلغ بري سلام بأنه "يدعم التمديد لنواب الحاكم الأربعة، كونهم أدّوا دورهم بشكل جيد خلال فترة غياب الحاكم الأصيل"، وأشار إلى رغبته بتغيير كامل وزني في لجنة الرقابة على المصارف، مع الإبقاء على واجب قانصو في هيئة الأسواق المالية".
وأشارت المعلومات إلى أنّ "كذلك، أبلغه موقف الثنائي الرافض لتعديل قانون الانتخابات، مؤكداً على ربط الـ"ميغا سنتر" بإصدار البطاقة الممغنطة، واقتراع المغتربين لستة مقاعد في الخارج، وعدم تكرار ما حصل في الدورة السابقة".
وفي ما يتعلق بعلاقة سلام مع "حزب الله"، أفاد مصادر الصحيفة بأنّ "رئيس الحكومة سبق أن طالب بـ"الجلوس مع أعلى مسؤول سياسي، وكان يعتبر أن النائب محمد رعد هو المناسب". وبعدما أرجأ "حزب الله" البحث في الأمر إلى ما بعد القمة العربية في العراق، لعدم تجاوز رئيس الجمهورية في مناقشة ملف الحرب وتداعياتها، وجد في زيارة الرؤساء لمناسبة عيد المقاومة والتحرير فرصة لدقّ أبواب رئيس الحكومة، وطلب موعداً لوفد يرأسه رعد؛ إلا أن سلام اعتذر بداعي السفر".
ولفتت معلومات "الأخبار" إلى "ترتيبات لعقد اجتماع بين الجانبين قريباً، وهو ما يؤكده تعليق رعد على تصريحات سلام أمس بالقول: "شكراً لودّ رئيس الحكومة، وسنلاقيه في أقرب وقت، وندلي برأينا في ما نراه مصلحةً لشعبنا وبلدنا"، خصوصاً في ما يتعلق بإعطاء الأولوية لملف إعادة الإعمار، ورفض التدخل الخارجي وابتزاز لبنان".
لبنان يترقب حسم الموقف الأميركي بإعفاء أورتاغوس من مهامها
من جهة ثانية، أكّدت صحيفة "الشّرق الأوسط" أنّ "إعادة إعمار المناطق التي دمّرتها إسرائيل وربط الملف بسحب سلاح "حزب الله" وحصريته بيد الدولة، يُقلق الثنائي الشيعي الذي يتخوف من وجود قرار دولي بتأجيل البحث في الإعمار، وترحيل المسألة إلى ما بعد الانتخابات النيابية في ربيع 2026".
وأوضحت أنّ "الثنائي يخشى أن يكون الهدف تحريض السواد الأعظم من المتضررين الشيعة وتأليبهم على الحزب، الذي استطاع بتحالفه مع حركة "أمل" في الانتخابات البلدية تجديد شعبيته، فيما يترقب موقف واشنطن النهائي حيال ما يتردد لبنانياً على نطاق واسع، بأن البيت الأبيض يميل إلى تعيين خلف لنائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس المكلفة بملف الجنوب، مبدياً ارتياحه إذا تقرر إعفاؤها من مهامها كونها، من وجهة نظره، تخلت عن وساطتها لتطبيق اتفاق النار بانحيازها لإسرائيل التي تعيق التنفيذ".
وبيّنت مصادر شبه رسمية لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "الحديث عن إعفاء أورتاغوس أخذ يتردد داخل الأروقة الرئاسية، مع أن لبنان لم يُبلَّغ رسمياً بعد بقرار استبدالها، والموقف نفسه ينسحب على السفارة الأميركية في بيروت. وعلى الرغم من أن زيارتها المقررة للبنان في نهاية عطلة عيد الأضحى، لا تزال قائمة بلا أي تعديل، لكن لم يُعرف بعد إن كانت زيارة وداعية أم تأتي للرد على كل ما يشاع بأن الملف اللبناني سُحب منها".
واستبعدت أن "يشارك في الزيارة، كما يتردد، السفير الأميركي لدى تركيا، اللبناني الأصل توماس برّاك، المكلّف في الوقت نفسه بمتابعة الملف السوري، وبالتالي يُستبعد أن يخلفها كونه يصعب عليه القيام بكل هذه المهام مجتمعة".
وأشارت مصادر نيابية للصحيفة، إلى أنّ "أورتاغوس كانت موضع انتقاد، بسبب إملائها الشروط الإسرائيلية على لبنان وحصر لقاءاتها غير الرسمية برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إلى جانب الرؤساء الثلاثة، على الرغم من أن السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون أوحت للذين التقتهم، على هامش عشاء أقامه النائب فؤاد مخزومي على شرف أورتاغوس؛ بأن ضيق الوقت حال دون توسيع مروحة الاتصالات".
وأفادت بأنّ "السفيرة الأميركية وعدت في حينها، بأن أورتاغوس -وعلى مسمع منها- ستلتقي في زيارتها المقبلة عدداً من القيادات غير الرسمية، وخصت بالذكر الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، لكن الأجواء بينهما سرعان ما توترت على خلفية انتقادها له واضطراره الرد عليها؛ قبل أن تتحرك الوساطات".
وأكّدت مصادر الثنائي لـ"الشرق الأوسط"، أنّه "يراهن على إمكانية تبدُّل الموقف الأميركي بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، وفي المقابل يتخوف من قيامها بتوسيع استهدافها لمناطق جديدة، تحت عنوان ملاحقتها لمقاتلي "حزب الله" وتدميرها لمنشآته وبنيته العسكرية الواقعة خارج جنوب الليطاني امتداداً إلى البقاع، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المخاوف لديه حيال لجوئها إلى تعكير موسم الصيف بتهديد الاستقرار في الجنوب، ما يعيق تحريك العجلة الاقتصادية في الموسم السياحي الواعد".
وتساءلت: "لماذا لا تضغط واشنطن على تل أبيب لإلزامها بوقف خروقها، أسوة بالضغط الذي تمارسه عليها لمنعها من القيام بأي عمل عسكري يستهدف إيران، لتوفير الحماية الأميركية لاستمرار المفاوضات مع إيران، في ظل رهان الإدارة الأميركية على أنها ستبلغ في نهاية المطاف الأهداف المرجوة منها؟".
وزير المال في واشنطن
كما علمت "الشرق الأوسط" أن "زيارة وزير المال ياسين جابر، برفقة زميله وزير الاقتصاد عامر البساط إلى واشنطن، تمحورت حول تأهيل البنى التحتية بالإفادة من القرض الميسّر من البنك الدولي للبنان وقيمته 250 مليون دولار، وحظيت بتأييده لأن القرض مخصص لهذا الغرض".
ولفتت إلى أنّ "استعداداً لتكليف مجلس الإنماء والإعمار، بعد أن أُعيد تشكيل إدارته، بإعداد خطة لتأهيل البنى التحتية، فإن سلام يستعد لاستضافة طاولة مستديرة تُعقد الثلثاء المقبل في السراي الحكومي، بمشاركة جابر وحضور أكبر حشد من السفراء العرب والأجانب وممثلين للمؤسسات المالية الدولية والهيئات المانحة، تخصص لجمع الهبات للشروع في تأهيلها على أن تصل إلى حدود 750 مليون دولار؛ تضاف إلى القرض الدولي ليبلغ المجموع مليار دولار لتغطية التكلفة المالية المترتبة على تأهيلها".
رجّي وسلام يناوران وعون مستاء
على صعيد منفصل، ووسط الحديث عن تأخّر إقرار التشكيلات الدبلوماسية، ربطاً بالخلاف حول المواقع الكبرى، مثل نيويورك وواشنطن، علمت صحيفة "الأخبار" أنّ "وزير الخارجية يوسف رجّي لا يسهّل اعتماد اسم نجاد عصام فارس لرئاسة بعثة لبنان في واشنطن، بخلاف رغبة رئيس الجمهورية جوزاف عون، علماً أنّ فارس وافق على التخلّي عن جنسيته الأميركية أثناء مدّة تولّيه المنصب، وفقاً لما ينصّ عليه النظام الداخلي لوزارة الخارجية".
وركّزت مصادر الصحيفة، على أنّ رجّي "يريد في واشنطن سفيراً أكثر قرباً من حزب "القوات اللبنانية"، وأنّ نجل عصام فارس قد لا يكون الشخص المناسب للمهمّة".
وذكرت "الأخبار" أنّ "رجّي يتعاطى مع رئيس الحكومة نواف سلام باعتباره المرجع في ملف التشكيلات، ويريد تفاهماً معه حول بعثة لبنان في نيويورك، كونها من حصّة الطائفة السنية، فيما لا يزال رئيس الحكومة يناور في تسمية شخصية لهذا المنصب؛ وهو ما يثير استياء القصر الجمهوري".
وفسّرت أنّ "عون يعتبر أنّ له كلمته في التشكيلات أيضاً، ولا سيّما في نيويورك، إذ ستتابع بعثة لبنان لدى الأمم المتّحدة ملفّات أساسية مرتبطة بالـ1701، واليونيفل وترسيم الحدود، التي يتولّى رئيس الجمهورية متابعتها داخلياً وخارجياً؛ وليس لسلام دور فيها".
وفد فلسطيني في بيروت لوضع آلية تسليم السلاح داخل المخيمات
من جهتها، أفادت صحيفة "الشّرق الأوسط" بأنّ "العمل بدأ على وضع آلية لترجمة التفاهمات التي تم التوافق عليها بين الرئيسين اللبناني جوزاف عون والفلسطيني محمود عباس، لجهة حصر السلاح بيد الدولة ونزع السلاح الفلسطيني، وذلك في لقاءات يعقدها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، الذي وصل إلى بيروت مساء الأحد على رأس وفد".
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الشرق الأوسط"، عن "ثلاث مهام يقوم بها الأحمد، وهي أولاً، التأكد من وضع حد للتوترات التي حصلت داخل "فتح" في الآونة الأخيرة نتيجة تباين وجهات النظر حول ملف تسليم السلاح، ثانياً محاولة توحيد الموقف الفلسطيني حول هذا الملف، من خلال اجتماعات يعقدها مع قادة الفصائل غير المنضوية بإطار منظمة التحرير، وثالثاً التفاهم مع السلطات اللبنانية على آليات تنفيذية لعملية التسليم".
ولا تنفي مصادر حكومية لبنانية عبر الصحيفة، "وجود شد حبال بين الفصائل حول عملية التسليم، لكن في المقابل هناك إصرار من الحكومة اللبنانية على إطلاق هذه العملية كما هو متفق عليه في 16 حزيران الحالي في مخيمات بيروت"، لافتةً إلى أن "اجتماعاً سيُعقد الخميس المقبل بين هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تضم فصائل منظمة التحرير والفصائل الأخرى غير المنضوية في المنظمة مع لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني التي يرأسها السفير رامز دمشقية، لاستكمال وضع الآليات التنفيذية لعملية التسليم".