يشارك وزير المالية ياسين جابر في اجتماعات مركز المساعدة التقنية للشرق الأوسط METAC التابع لصندوق النقد الدولي الذي بدأ أعماله اليوم في القاهرة، والذي يعتبر شريكاً أساسياً في دعم الإصلاحات الاقتصادية في عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وافتتح جابر المؤتمر الذي ترأسه باعتباره رئيس اللجنة التوجيهية، بكلمة تتطرق فيها الى مراحل التعاون المشترك، والى خطوات التحديث الفني التي يتم العمل عليها راهناً.
وأشار الى انه "يشرفني ويسعدني أن أترأس هذا الاجتماع للجنة التوجيهية لمركز المساعدة الفنية للشرق الأوسط (METAC).
واسمحوا لي أولاً أن أعرب عن امتناننا العميق لحكومة جمهورية مصر العربية على حسن الضيافة وكرم الاستقبال، وعلى استضافتنا اليوم في هذه المدينة النابضة بالحياة والغنية بالتاريخ — القاهرة".
وقال "على مر السنين، لم يقتصر دور لبنان على الاستفادة من برامج بناء القدرات التي يقدمها المركز، بل أسهم أيضاً في توجيه مسارها. فقد كانت مؤسساتنا — بما فيها وزارة المالية، ومصرف لبنان، وإدارة الإحصاء المركزي، ومعهد باسل فليحان المالي والاقتصادي — من بين أكثر المؤسسات مشاركة في برامج METAC".
أكد انه "أثمرت هذه الشراكة طويلة الأمد عن نتائج ملموسة. فقد أسهمت في تكوين جيل من المهنيين اللبنانيين الذين تلقوا التدريب والدعم من METAC، واكتسبوا من خلالها مهارات تقنية متقدمة، وفهماً إقليمياً معمقاً، وقيمًا راسخة في خدمة المصلحة العامة".
وأكد أنه "في هذه أوقات شديدة فعلاً. لا يزال لبنان يواجه تحديات اقتصادية ومؤسسية عميقة. ومع ذلك، بقي تعاوننا مع METAC وثيقاً. ففي العام الماضي، تلقينا دعماً فنياً حيوياً لإصلاح نظام ضريبة الدخل وتحسين إدارة السيولة النقدية، بما في ذلك من خلال بعثات ميدانية هامة نُفذت هنا في القاهرة. لقد ساعدتنا هذه الجهود في التعامل مع الضغوط المالية المتزايدة، ووضعت الأسس لإصلاحات أوسع".
في ما يخص سوريا، قال "نرحب بإعادة انخراط METAC ونعتبر ذلك خطوة أساسية في إعادة بناء القدرات المؤسسية في بلد يلعب دوراً محورياً في استقرار المنطقة وتعافيها. ولبنان، باعتباره الجار الأقرب وصاحب العلاقات التاريخية العميقة، معنيٌّ بشكل خاص بمستقبل سوريا، ومستعد للإسهام في هذه الجهود".
وبتابع جابر "النظر إلى المستقبل، نعيد تأكيد التزامنا باستضافة METAC في لبنان. فذلك ليس مجرد ترتيب لوجستي، بل رمزٌ للملكية الإقليمية والاستمرارية. فعلى مدى عقدين، كانت بيروت قاعدة انطلق منها المركز للنمو والابتكار والخدمة. ونحن مستعدون لتجديد هذه الشراكة في السنوات المقبلة".
ولفت الى أننا "نتطلع إلى استقبالكم في بيروت العام المقبل، في اجتماع اللجنة التوجيهية لعام 2026. ونأمل أن تكون هذه المناسبة بمثابة عودة إلى مدينة كانت على الدوام في قلب هذه القصة الإقليمية الناجحة".