أشار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، في خطبة ​عيد الأضحى​ من بلدة شانيه، إلى أن "الخطوات الأولى للدولة أثبتت بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، مما أنعش الأمل والثقة لدى ال​لبنان​يين بدولتهم، ولدى أشقائهم العرب والمجتمع الدولي بلبنان، وكأنه عائد في القريب العاجل إلى معناه الحضاري ودوره الرسالي وحضوره المؤثر وواقعه النوعي".

وقال أبي المنى "نعيش ظروف التغيير الحتمي في المنطقة، حيث التدمير والتهجير في مكان، وأهل غزة يدفعون الثمن الأكبر، وحيث انطلاقة عمليات البناء والاستثمار في مكان آخر، وأبناء سوريا يستعيدون الحياة بقرار دولي مواز، وحيث لبنان يستعد للانطلاق بحذر وبطء، ولكن بإرادة وحزم، على أمل ألا يتأخر فيفوته القطار، وهذا هو التحدي".

وأضاف "كم نحن بحاجة في زمن الأضحى المبارك إلى إعلاء صوت الحكمة والإيجابية على أصوات النشاز والعنتريات الفارغة والإساءات المتعمدة والإطلالات الإعلامية الاستعراضية، لأن مسيرة العهد وخطاب الدولة ومقتضيات المرحلة تفرض على الجميع أن يتحلوا بروح المسؤولية وتوجب على المتطرفين إسكات أبواق المناكفة والسلبية في داخلهم. لقد تحققت جملة إنجازات تبشر بالخير، وعولجت جملة قضايا ولا بد من استكمال المعالجات، واتخذ قرار قيام الدولة وبسط سلطتها في كل مكان، والمطلوب هو التفاهم والحوار، ولكن مع الإصرار على القرار، والتأكيد على حل المشاكل العالقة بروح إيجابية تصالحية، لا تصادمية، وبإرادة وطنية قوية. نريد السلام، ولا شيء غير السلام، لكننا نأبى الإذلال وطمس الهوية الذاتية والوطنية".

ولفت إلى "أننا نقر بأننا نعيش عصر التغيير والانفتاح، لكننا نرفض المساومة على حق الفلسطينيين وعلى حقوق الشعوب المستضعفة، واستمرار حرب الإبادة والتدمير والتهجير وانتهاك حرمة المقدسات".

وأشار إلى "أننا نؤيد انتصار الثورة في سوريا على نظام القهر والاستبداد، وقيام إدارة جديدة تستمد قيمها من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، لكننا نحذر من التكفير والتطرف والتعصب الأعمى ومن إهمال حقوق الطوائف والمناطق".

وذكر أبي المنى "أننا نعترف بالواقع الجديد الذي أسفرت عنه حرب عدوانية همجية مدمرة على جنوب لبنان، لكننا ندين استمرار احتلال أراض في جنوب لبنان ومواصلة الأعمال العدوانية بعد حصول اتفاق وقف إطلاق النار، وندعو دول القرار إلى وضع حد لمحاولات زعزعة الاستقرار والتشويش على نجاح العهد وعلى قرار إعادة بناء الدولة ومؤسساتها".

وفي إطار المعايدة بعيد الأضحى المبارك تم التواصل الهاتفي بين ​الشيخ سامي أبي المنى​ وكل من الشيخ موفق طريف والشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي، وقد تمنى أبي المنى أن "يكون عيد الأضحى محطة مباركة، لتجديد النهضة الدينية وتثبيت القيم الاخلاقية في مجتمعاتنا، وللتأكيد على التعلق بإرث الأجداد التوحيدي والوطني الذي يبقى حافظا للطائفة المعروفية ودافعا لأبنائها لعيش المودة والاحترام في ما بينهم، فوق كل الاعتبارات"، وآملا أن "تزول الغيوم من سماء المنطقة، وأن تبقى طائفة الموحدين الدروز محصنة دائما بتراثها التوحيدي وقيمها الاجتماعية وأصالتها الإسلامية والعربية التي عرفت بها عبر التاريخ".