أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال خطبة الجمعة أن "خلاصة ما بثورة الإمام الحسين الوعي، وقداسة القيم، والإصرار على الحق والعدالة، ومنع السلطة من التفرّد والاستبداد، وبذل المجهود الاستثنائي، لمنع الطغيان السياسي والتربوي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها. لذلك، الحياد هنا حرام وخيانة وكارثة دينية ودنيوية لا مثيل لها على الإطلاق. من هنا لا يمكن اختزال ثورة الإمام الحسين فقط باللحظة التاريخية التي حصلت فيها، لأنها قضية بحجم الرسالة النبوية، والعذابات الإنسانية، وحقيقة الوجود بما لا يقبل بالطاعة العمياء، ونظام السخرة، أو التنازل الحقوقي. والقضية هنا حقّ الله والإنسان، لا الراحة الفردية أو الصفقات السلطوية، والصبر هنا صبر على دفع الأثمان الهائلة، لا الانسحاب من ملحمة الحياة وواقع معاركها التي تتقاطع واقع العلاقة مع الله وما يلزم لساحة القيامة".
واعتبر قبلان ان "المنطقة تعيش أزمة كبيرة للغاية، وواقع الحرب الإيرانية - الأميركية والإسرائيلية كشف إسرائيل عن وضعية المهاجم المكشوف والكيان الضعيف أمام الصواريخ الإيرانية الثقيلة، والمواجهة لم تنتهِ بل تبدّلت أدواتُها، وواقع الحرب أكّد أن الردع الإيراني قوي، وأن مشروع ابتلاع الشرق الأوسط اصطدم بالقوة الإيرانية، فيما واشنطن تريد متابعةَ خرائطها على طريقتها، وحتماً لبنان جزء من لعبة واشنطن في المنطقة"، معتبرا انه "بالنسبة إلينا لا شيء أهم من الوحدة الوطنية، ومنع الفتنة الداخلية، والأبواق السياسية المتصهينة هي الكارثة التي تطال صميم قوة لبنان، ولا يمكن التخلّي عن قوة لبنان الوطنية، ومجلس الأمن اليوم مذبح أممي حقيقي لحقوق الدول والشعوب. والتعويل على الضامن الأميركي كشف لبنان عن كارثة سيادية، والمنطقة الآن بفترة غموض شرق أوسطي".
ورأى أن "الدولة اللبنانية معنيّة بالشجاعة وقليل من الجرأة لا الاستسلام، ولبنان عائلة تاريخية وطنية مصيرية، والإسلام والمسيحية قيمة وطنية وبناء تأسيسي وروح كبيرة لهذا البلد العزيز، والمنطقة على موعد مع أزمات ناريّة، والحلّ بحماية لبنان وحفظ وحدته الداخلية، ولا شيء أهم من العائلة الوطنية والقيمة السيادية للبنان".