أشار الأمين العام لـ"حزب الله" الشّيخ ​نعيم قاسم​، في ختام مراسم يوم العاشر ‏من محرّم، إلى أنّ "هذا الحضور الواسع ‏كان مُلفتاً جداً في هذا العام. البعض راهن أنه يمكن بعد هذه الأزمات التي مررنا بها، وبعد هذه ‏الاعتداءات الكثيرة التي حصلت في لبنان، قد يكون هناك انحسار شعبي. لكن الواقع من خلال ما نراه ‏على شاشات التلفزة، من خلال حضوركم، من خلال التقارير التي وصلت إلينا، الحضور في هذا ‏العام في المجالس، في الشوارع، إلى جانب المضائف، في اللطميات، هو مميز جداً؛ ويُعتبر الأفضل بين كل الأعوام السابقة".

وركّز على "أنّنا في لبنان نُواجه العدو الإسرائيلي للدفاع عن بلدنا ‏ومقاومتنا، وهذا الدفاع سيستمر، ولو اجتمعت الدنيا بأسرها من أولها إلى آخرها، لأننا نُؤمن أن ‏التحرير واجب، ولو طال الزمن، وكثرت التضحيات"، متسائلًا: "كيف تُريدوننا ألا نقف بهذه الصلابة، والعدو ‏الإسرائيلي لا زال يعتدي، لا زال يحتل النقاط الخمسة، ولا زال يدخل إلى الأراضي ويقتل؟ قَتل في ‏النبطية، وقَتل في خلدة، وقَتل في أماكن مختلفة، وقصف وروّع الأهالي والسكان والأطفال".

وأكّد الشّيخ قاسم أنّ "هذا ‏عدوان لا يمكن أن نُسلّم له، وفي رقبتنا أمانة الشهداء والجرحى ولأسرى، أمانتكم أنتم أيها العوائل الذين قدمتم في كل المجالات من دون استثناء، أنتم بيرق الحرية، أنتم إشعاع نور التحرير، أنتم الذين حملتمونا مسؤولية أن نكون معكم، وأن نُتابع معكم، وسنحمي ما ضحى الجمع لأجله".

وأوضح أنّ "هذه المقاومة لا يمكن إلا أن تستمر، وأن تحفظ العهد. ولدينا قناعة بأن مهمتنا المقاومة هي أن تبقى جذوة المقاومة مشتعلة، حتى ولو كانت الظروف الآن صعبة ومعقدة، ويحرم أن يطفئها أحد، وأن يَحرِم الأجيال من هذه المقاومة العظيمة"، جازمًا "أنّنا لن نكون جزءًا من شرعنة الاحتلال في لبنان وفي المنطقة، لن نَقبل بالتطبيع، الذي هو تنازل ومذلة للمطبعين مع العدو الإسرائيلي، وسيرون أن النتائج سلبية عليهم من إسرائيل وأميركا". وذمر أنّ "خيارنا خيار حسيني، خيار الشعب خيار حسيني، هذا الشعب الهادر لا يقبل الظلم والاستسلام. نحن حفظة الأمانة، نحن سنستمر، ونحن سنواجه".

كما لفت إلى أنّ "اتفاق وقف إطلاق النار محطة يُفترض فيها أنها أوقفت حربًا، وأن تُوقف العدوان الإسرائيلي، تجاوزه العدوان بخروقاتٍ بالآلاف، ودعم أميركا هذا العدوان. وبالتالي، هم دائمًا يعملون على تهديدنا، ويُروجون بأن علينا أن نخضع إذا لم يكن هناك اتفاق جديد، أو إذا لم تكن هناك خطوات منا إليهم. هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام".

وأضاف قاسم: "لا يُقال لنا: لينوا مواقفكم، بل يُقال للعدوان: توقف. لا يُقال لنا: اتركوا السلاح، بل يجب على أولئك الذين يتفرجون أو يُضيقون علينا أن ينضموا إلى منظومة الدفاع برعاية الدولة التي عليها أن تتصدى بكل الوسائل إن لم تنفع الدبلوماسية"، مشدّدًا على أنّ "استباحة العدوان والقتل والجرائم الإسرائيلية الأميركية يجب أن تتوقف".

وأشار إلى أنّه "لِيكن معلومًا وواضحًا: إسرائيل هي المشكلة وليست المقاومة. المقاومة هي حلٌ من الحلول، وبقاء إسرائيل أزمة حقيقية يجب أن نُواجهها"، موضحًا "أنّنا أمام مرحلتين متتاليتين: المرحلة الأولى الاتفاق، والمرحلة الثانية تطبيق القرار 1701. موقفنا أننا مع الانتهاء من المرحلة الأولى. أولًا، يجب على إسرائيل أن تُطبق الاتفاق: أن تنسحب من الأراضي المحتلة، أن تُوقف عدوانها، أن تُوقف طيرانها، أن تُعيد الأسرى، أن يبدأ الإعمار".

وأكّد أنّه "عندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية، حاضرون لِنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية، حاضرون لِنرى كيف يكون بلدنا قويًا في الاقتصاد والعسكر والأمن وال​سياسة​ وبناء الدولة. نحن حاضرون لكل شيء، ولدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتراضى، ومن أجل أن نتوافق. لكن اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونُعطي النتيجة، لا تعنينا معادلة أميركا وإسرائيل التي تُهدد بالقتل أو الاستسلام".

وأردف قاسم: "حاليًا اليوم توجد معادلة يقولون لنا: إما أن نقتلكم، وإما أن تستسلموا. هذه المعادلة سخيفة بالنسبة لنا، قطعناها منذ زمن، وخلصنا منها منذ زمن. نحن لدينا معادلة ثانية، هي التي نسير بها: حقوقنا أو باطلهم"، مركّزًا على "أنّنا متمسكون بِحقوقنا، وإذا استلزم من أجل تحقيق حقوقنا أن نُستشهد أو أن نَنتصر، فنحن حاضرون لإحدى الحُسنيين، لكن لا يوجد محلّ للاستسلام. لا تُناقشوا إمكاناتنا، ولا تُناقشوا قدرتنا، ولا تُناقشوا عواطفنا ومشاعرنا".

إلى ذلك، أعلن باسم "حزب الله"، "أننا مستعدّون للخيارين: مستعدّون للسلم وبناء البلد، وبذل أقصى الطاقة والتعاون بما التزمنا به، ومن أجل النهضة والاستقرار. ونحن جزء لا يتجزأ من سلام لبنان، وبناء لبنان، وعزّة لبنان. كما أننا مستعدّون للمواجهة والدفاع"ن جازمًا "أنّنا قومٌ لا نُهزم ولا نخضع، نحن قومٌ لن نتخلّى عن بلدنا وأرضنا، لن نتخلّى عن كرامتنا، لن نتخلّى عن حقوقنا، سندافع بلغ ما بلغت هذه التضحيات".

وذكر أنّه "يكفينا شرفًا وسعادة وتوفيقًا أننا في حزب الله وحركة أمل على قلب واحد، في كل بيت، وفي كل شارع، ومع كل بندقية، وفي كل مواجهة. يكفينا أننا في بيئتنا، سواء كان الناس من المتديّنين أو غير المتديّنين، هم بيئة واحدة تحت ظلّ المقاومة. يُشرفنا أن لنا أنصارًا من المكوّنات الأخرى أيضًا، يُشكّلون رديفًا مهمًّا وأساسيًا".

وتابع قاسم: "يقولون:ولماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟"، متسائلًا: "كيف نُواجه إسرائيل وهي تعتدي علينا، إذا ما كان معنا؟ من الذي يمنع إسرائيل من أن تدخل إلى القرى وتقوم بإنزالات وتقتل الشباب والنساء والأطفال في داخل بيوتهم، لو لم تكن هناك مقاومة عندها قدرات معيّنة تستطيع أن تُدافع بالحدّ الأدنى؟ هل يمكن أن نقبل بأن نتخلّى عن قدرة دفاعنا؟ نحن لا نقبل أن نعيش في لبنان في سجن كبير، بل في بلدٍ حرّ وعزيز وسيّد ومقاوم. وهذا هو الشرف الذي نعمل لأجله".