وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة، لمناسبة إحياء ​ذكرى العاشر من محرم​ في دار الإفتاء الجعفري، قال فيها: "ألا وإنه العاشر من المحرّم الحرام بكل ما يعنيه من قرابين النبوة وذبائح الرسالة والإنقلاب الشامل الذي أصاب صميم مشروع السماء، ولأن القضية تتعلق بالإنسان وأهداف وجوده فقد نهض الإمام الحسين ليقول للخلائق: لا شيء فوق الحق، ولا قداسة أكبر من الحقيقة، ولا لفصل الأرض عن السماء، ولا للسلطة الفاسدة، ولا للدولة المستبدة، ولا لطواقم الطغيان، ولا لتمزيق الإنسانية، ولا لتحطيم الروح الأخلاقية، ولا للتربية والأبواق التي تعتاش على التملق والتبعية العمياء والإرتزاق من فساد السلطة وأنانية الحاكم ومصادرة حقوق الناس السيادية والفكرية والمالية والأخلاقية، والعين على لبنان وسط هجمة أميركية تنال من صميم السيادة الوطنية وواقع هذا البلد النازف، والعين على قوتنا الوطنية ووحدتنا اللبنانية، ولا شرف بهذه الأيام أشرف من التضحيات الوطنية، ولا خيانة أكبر من التنازل عن عوامل قوتنا السيادية، والمقاومة بهذا المجال قوة لبنان وضمانته، وثلاثية جيش شعب مقاومة بنية استراتيجية دفاع لبنان وصموده، وسط منطقة تلتهمها الحرائق الإقليمية وخرائط الخراب الأميركية الإسرائيلية، ولا قيمة للبنان بلا مقاومة وكذبة الضمانات لا محل بهذا العالم".

واكد ان "عليه لن نقبل بأي مشروع سيادي ابتزازي، ولعبة السواتر مكشوفة وواقع البلد لا يحتمل الإزدواجية، وكأني بالمسيح اليوم يطوف على مذبحة الطفّ ليرفع أشلاء قربان الله المخصوص بالإمام الحسين ليردّد على مسامع العالم عذابات الأنبياء والأولياء الذين تمزّقوا في سبيل تعاليم السماء وضمانات الأفراد والشعوب وكياناتهم، ولا شيء أهم بهذا اليوم العظيم من وحدتنا ومحبتنا وتوثيق روابطنا وحماية وطننا وعدم توريط هذا البلد المظلوم بخرائط اللعبة الدولية الإقليمية، والعهد أن نبذل أرواحنا دون صوت الإمام الحسين الذي أحيا الخلائق بثورته التي لا تقبل التملق أو الصفقات".