أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "علينا عدم خداع أنفسنا بفكرة أنّنا ضامنون للملكوت، فقط لأنّنا نُدعى مسيحيّين"، لافتًا إلى أنّه "يسهل على مسيحيّي اليوم أن يظنّوا أنّهم متمّمون واجباتهم الدّينيّة، فقط لأنّهم يأتون صباح الأحد إلى الكنيسة ويصلّون قليلًا، ويضعون القليل من المال في الصّندوق".
وذكّر، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، بأنّ "الفرّيسيّين في زمن المسيح ورثوا تديّنهم بالولادة، فظنّوا أنّهم سيرثون الملكوت، لكنّهم صلبوا المسيح وأماتوه جهلًا وتعسّفًا"، متسائلًا: "كم من مدّعِ للإيمان في أيّامنا يسيئ التصرّف ويقوم بأعمال تسيئ إلى الإيمان الحق، أو يرتكب الخطايا والمعاصي باسم تديّنه المزعوم؟ كم من الجرائم تُرتكب باسم الدّين؟ كم يُظلم أبرياء في أيّامنا أو يُقتلون باسم الدّين؟ وكم يجري تخريب بلدان وقهر شعوب باسم الدين، فيما الإيمان الحق يختصر بالمحبّة والرّحمة وحفظ كرامة الإنسان؟".
وشدّد المطران عودة على أنّ "الأديان لا تدعو إلى العنف ولا تعلّم الكراهيّة والحقد والإلغاء. الإيمان الحقيقي تواضع وتضحية ومحبّة"، مركّزًا على أنّ "دعوتنا اليوم أن نكون من أبناء الملكوت الضّامنين مكانًا لهم في الفردوس، أوّلًا عبر الإيمان بالإله المحب البشر، وثانيًا عبر محبّتنا للآخر الّتي تُترجم إيماننا".
وأكّد أنّ "كلمات الرّبّ في الإنجيل يجب أن تكون جرس إنذار لنا، حتّى نستيقظ من سكرتنا بلقبنا كمسيحيّين، ونجاهد ونعمل لنستحق أن نُدعى باسم المسيح".