أعلن وزير الصّحة العامّة ​ركان ناصر الدين​، تعيين ملكة جمال ​لبنان​ لعام 2024 ​ندى كوسا​ سفيرةً للصّحة النّفسيّة في لبنان، بالتّعاون مع البرنامج الوطني للصّحة النّفسيّة، "بهدف زيادة الوعي العام على أهميّة هذه الصّحة وضرورة المحافظة عليها، علمًا بأنّ كوسا هي اختصاصيّة نفسيّة".

ولفت في مؤتمر صحافي في الوزارة، إلى أنّ "الظّروف الّتي مررنا بها في لبنان في السّنوات السّت الأخيرة، أدّت إلى زيادة الضّغط والقلق والتوتر، وانعكس ذلك سلبًا على صحة اللّبنانيّين، حيث يلاحظ الأطبّاء أنّ الكثير من الأمراض الجسديّة والمشاكل الصّحيّة لها علاقة بالقلق والتوتر النّفسي".

وأشار ناصر الدّين إلى أنّ "​وزارة الصحة العامة​ الّتي تولي اهتمامًا كبيرًا لمواضيع الإستشفاء والدّواء، تهتم كذلك وبشكل كبير بالصّحة النّفسيّة"، موضحًا أنّ "تعيين ملكة جمال لبنان سفيرةً للصّحة النّفسيّة، يأتي في سياق هذا الاهتمام بهدف تفعيل البرنامج الوطني للصّحة النّفسيّة وتحقيق النّتائج المرجوّة". وأبدى الثّقة بأنّ "كوسا ستكون خير ممثّل للصّحة النّفسيّة"، والأمل بأن "تتقلّص أرقام الإنتحار والمصابين بالاكتئاب في لبنان".

وركّز على "ضرورة إشراك طاقات الشّباب اللّبناني لكي يضفوا فعاليّتهم وحيويّتهم على البرامج الّتي يتم تنفيذها"، مشدّدًا على أنّ "اللّبناني، ورغم محيطه الصّعب، يتمتّع بالإرادة والأمل والقدرة على إيجاد الحلول، وهذا ما يركّز عليه برنامج ​الصحة النفسية​ في وزارة الصّحة العامّة، الّتي تَعد بالقيام بواجبها على أكمل وجه في هذا المجال".

من جهتها، أبدت كوسا امتنانها لـ"هذا التّعيين الأوّل من نوعه من قبل وزارة الصّحة العامّة، ممّا يشكّل دليلًا على تطوّر الوعي بأنّ الصّحة النّفسيّة ليست كماليّةً بل إنّها أمر أساسي"، مؤكّدةً أنّ "التّعافي يبدأ عندما نعترف بالأمل". وبيّنت "أنّنا في لبنان مررنا بحروب وانهيار اقتصادي ونزوح وصدمات وخسارات كبيرة، ولا تمر هذه الأحداث من دون آثار، ليس فقط جسديّة، إنّما نفسيّة أيضًا".

وأشارت إلى أنّ "الخطوة الأولى في التّعافي الوطني تكمن في التّعافي الفردي، والصّحة النفسيّة هي القاعدة الّتي يقوم عليها هذا التّعافي"، مشدّدةً على أنّ "الكثيرين في لبنان يعانون من مشاكل نفسيّة، إلّا أنّهم لا يطلبون المساعدة بسبب الوصمة أو ضعف الإمكانات أو الخوف، وذلك رغم أنّ الصّحة النّفسيّة تؤثّر على كل نواحي الحياة من التّعليم إلى الحياة العائليّة والقدرة على الإنتاج وتطوّر المجتمع".