يمرّ الوضع السوري بكثير من الدقّة والحذر خصوصاً وأن ​سوريا​ تتجه نحو الفوضى الخلاقة، ففي ظاهر ما نسمعه تطمينات بعد رفع العقوبات وازالة هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات المصنّفة إرهابية، إلا أن ذلك لا يلغي أو يخفي كلّ ما يحدث هناك من جرائم وخوف على المصير المجهول، الى حدّ أن البعض ومنهم المسيحيون، باتوا يرون أن الخلاص الوحيد هو في فتح باب الهجرة للإنتهاء من هذا الوضع السيّء والمريب الذي يعيشون فيه.

سوريا للعالم ليست كما كانت لأهلها وسكانها، بمعنى آخر ما يرونه لا يشبه أبداً ما يعيشونه لناحية القتل والإجرام الذي يحصل. إذ يروي أحدهم (تتحفّظ "النشرة" عن ذكر اسمه) كان يعيش في الساحل السوري أن "عائلة مؤلفة من أربعة أشقّاء أحدهم مقعد دخل عليهم ارهابيّون وقتلوا ثلاثة، أما المقعد فـ"تفنّنوا" بتعذيبه، إذ كبّلوه ليشاهد عملية قتل أخوته وأشعلوا النار من تحته ليموت إحتراقاً".

وليست هذه هي الحادثة الوحيدة التي شاهدها، فهناك إمرأة اعدموا زوجها وأولادها باستثناء ولد واحد، كانت تصرخ وترجوهم ألا يقتلوه لأنه "نور عينيها". فأعدموا الطفل على مرأى منها واقتلعوا عينيه وأعطوها إياهما.

نعم، هذا جزء بسيط من الجرائم ضدّ الانسانية مما يحصل في سوريا، ومرتبط بكل الشعارات التي وُزّعت ونُشرت في السرّ على جدران صافيتا، والتي تدعو الى "تدمير دور المسيحيين وذبح أطفالهم وسبي نسائهم. فنساؤهم حلالكم ومالهم غنيمتكم". وهنا تشرح مصادر مطلعة أنه "تمّ التحقيق بالموضوع وتبيّن أن شبّانًا وزّعوا تلك الشعارات ولم يعرف المقصود أو على الأقلّ لم يتبيّن السبب أو الغاية من المسألة". لكن في المقابل تشير المصادر الى أنه "خلال اقامة القاديس والصلوات في الكنائس في محافظات عدّة، فإن رجال الأمن يتواجدون ولكن من أن يزرع الاطمئنان والأمان في قلوب الجميع"، وتضيف المصادر: "كلّ ما له علاقة بالنشاطات الشبابية المسيحيّة تمّ الغاؤه وتُرِك الخيار للعائلات لتقرّر هي المشاركة من عدمها بأي نشاط".

تسأل المصادر "هل عنصر الأمان يتوقف فقط على العبادة؟ حتماً لا. وهو مفقود اليوم في سوريا، إذ عندما يغيب الأمن وتنهار الظروف المعيشية عبر زيادة الـ200% الّتي لم تطبّق، فعن أي أمان نتحدث"؟ تذهب المصادر أبعد من ذلك لتتحدث عن الحرائق التي طالت مساحات واسعة في الساحل السوري، والتي ليست بريئة أبداً بحسب المصادر. وتشير الى أن "هدفها ربما تغيير الديموغرافيا خصوصاً وأن جزءًا من تلك المساحات هي لعلويين خسروا وظائفهم والبعض الآخر هو ملك للدولة السورية، والسؤال: من سيسكن بدل هؤلاء الذين هُجِّروا ونزحوا قسرًا؟ هل هم التركمانستان؟ لا أحد يمكن أن يجزم بالموضوع ولكن الأكيد أن ما جرى ليس بريئاً".

تخلص المصادر الى التأكيد الى أن "ما سهّل سقوط نظام بشّار الأسد هو سلوكه طيلة الفترة السابقة، والفقر المدقع الذي وصل اليه السوريون... كذلك فإن هذا السلوك هو نفسه الذي خلق الأرضية لكلّ ما يحصل اليوم".

لا شكّ أن وضع السوريين مُزْرٍ لا بل هو دقيق الى حدّ أن البعض يرى أن البقاء في سوريا أشبه أن يكون كالعيش أحياء في مقبرة بانتظار شبح الارهاب الّذي سيأتي يومًا ما ليقضي عليهم.