أفادت وكالة الأنباء ​الصين​ية "شينخوا" بأنه تم إطلاق ​مركز التعاون العلمي​ والتكنولوجي الصيني-العربي للصحة العامة في مدينة هانغتشو، حاضرة مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، رسمياً، والذي من شأنه تعزيز التعاون في التكنولوجيا الطبية و​البحث العلمي​ المشترك وإعداد الأكفاء.

وأوضحت المركز، الذي يتخذ من المستشفى الأول التابع لكلية الطب بجامعة تشجيانغ مقرا له، يهدف إلى مواجهة تحديات ​الصحة العامة​ المشتركة من خلال البحث التعاوني واستراتيجيات مكافحة الأمراض المشتركة بين الصين والدول العربية.

وأشارت إلى أن خطة إنشاء المركز من الالتزامات التي قطعت في عام 2022، انبثقت عندما اتفقت الصين والدول العربية على ثماني مبادرات تعاون رئيسية لتعميق التعاون العملي. وعند تحديد هذه المبادرات، تم تحديد الصحة العامة كأولوية رئيسية، مع أهداف تشمل توثيق التعاون العلمي والتطوير المشترك للقاحات.

وأعلن تشن جيا تشانغ نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني أن إطلاق مركز التعاون يعد مثالا واضحا على تطبيق مجتمع المستقبل المشترك الصيني-العربي، وخطوة ملموسة في تعزيز روح الصداقة الصينية-العربية، مشيرا إلى أن إنشاء المركز يعكس حس المسؤولية لدى الصين تجاه التعاون في مجال الصحة العالمي.

وأعرب مسؤولون وخبراء من الدول العربية عن تطلعاتهم القوية بشأن المركز، معتبرين إياه منصة مشتركة لتعميق التعاون البحثي وتعزيز الابتكار في مجال الصحة ودعم تطوير النظم الطبية بين الصين والدول العربية.

بدوره، وصف أحمد مصطفى فهمي، رئيس مكتب تمثيل جامعة الدول العربية لدى الصين، المبادرة بأنها "نهج علمي حقيقي" لتعزيز التعاون في مجال الصحة بين الجانبين العربي والصيني، وأشار إلى "أن الثقة قائمة بالفعل، ونحن نبني عليها الآن في إطار مبادرة الحزام والطريق".

وأكد ممثلون مصريون على دور المركز في دعم تطوير نظام الصحة العامة ووضع السياسات القائمة على الأدلة. ووصفت مها الرباط، وزيرة الصحة والسكان المصرية السابقة، المركز بأنه مركز امتياز للتعاون في البحث والابتكار ومواءمة حلول الصحة العامة مع الاحتياجات المحلية.

وسلطت مها الرباط الضوء على ضرورة تركيز التعاون على البحث وبناء القدرات والرقمنة والتدريب، ليس على المستوى الوطني فحسب، بل على المستوى الإقليمي وفي جميع أنحاء أفريقيا أيضا.

وبصفته المؤسسة المضيفة للمركز، يعمل المستشفى الأول التابع لكلية الطب بجامعة تشجيانغ بنشاط على توسيع تعاونه مع المؤسسات الطبية العربية من خلال البحوث المشتركة وبرامج التدريب والتبادل المهني. وتهدف هذه الجهود إلى بناء قدرات طويلة الأمد وتلبية الاحتياجات الصحية الخاصة للدول الشريكة.

وفي عام 2025، أطلق المستشفى برنامجا تدريبيا للكوادر الطبية العربية. وفي أيار الماضي، وصلت أول مجموعة من خمسة متدربين من مصر إلى هانغتشو لبدء الدراسات السريرية.