لن تكون زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح إلى لبنان عابرة. هناك علاقة تاريخية خاصة بين ​الكويت ولبنان​، برهنت عن مدى عمقها في كل المراحل، حين وقف لبنان مع الكويتيين ضد الغزو الذي قام به نظام الرئيس العراقي صدام حسين، ومؤازرة الكويت للبنانيين في جميع المحن الماضية.

يمتلك الكويتيون منازل ومصالح في لبنان، لم يستغنوا عنها، لكن الحذر الخليجي السابق، من الأزمات المتلاحقة في الاقليم، دفعت دولة الكويت إلى تجميد الزيارات والنشاطات في لبنان، طيلة سنوات مضت، لتستعيد الكويت مجدها الآن في لبنان، بعدما جرى انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي اظهر انفتاحاً قوياً ومنتجاً على الدول العربية، وهو ما جسّد الثقة الخليجية العربية عموماً، بالعهد الرئاسي في لبنان، ليأتي تعبير وزير الداخلية الكويتي مؤشراً جوهرياً، ناقلاً إلى الرئيس عون، تحيات أمير دولة الكويت، حيث اعلن عن استعداد بلاده للدعم التام للبنان.

من شأن زيارة وتصريحات الوزير الكويتي، اعادة استنهاض دور بلاده، في كل اتجاه، وعودة الكويتيين إلى لبنان، وسط ترحيب اللبنانيين بقدومهم.

وهكذا، يحسم العرب الخليجيون قرارهم بإعادة دورهم في لبنان، واستعادة مجد العقود الماضية بعد غياب طويل، بسبب الأزمات السياسية والامنية في الاقليم، التي كان لبنان يدفع ثمنها غالياً.

ويُتوقع ان يقوم الرئيس عون بزيارة إلى مملكة البحرين في الايام القليلة المقبلة، في ذات المسار التعاوني الذي يعمل لأجله بين لبنان والدول العربية.