عيَّن مجلس الوزراء في جلسته التي انعقدت في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، رئيس وأعضاء الهيئة الناظمة لزراعة نبتة القنب للاستخدام الطبي والصناعي، وهم السيدات والسادة التالية أسماؤهم: داني جورج فاضل رئيسا، والأعضاء ماري تيريز مطر، العقيد أيمن مشموشي، دانا حيدر، مروان جوهر، القاضي جوزف تامر، ومحمد علي مروة.
كذلك عين رئيس وأعضاء الهيئة العامة للطيران المدني على النحو التالي: محمد عبد العزيز عزيز رئيسا، والأعضاء حاتم محمد ذبيان، ربيع أديب الخطيب، مارك جورج حداد، وأنجيلا جورج عواد.
واشار وزير الاعلام بول مرقص خلال تلاوته مقررات مجلس الوزراء، الى ان الرئيس عون استهل الجلسة باطلاع الوزراء على البيان الذي صدر عن سفراء الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء حول لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين والذي تضمن الدعم الذي يقدمه الاتحاد والدول الأعضاء، ولا سيما التمويل للمناطق المتضررة بأكثر من 600 مليون دولار، وهو يمثل ما يقارب نصف حجم دعمهم المستمر في لبنان والذي يتجاوز حالياً مليار دولار.
وأشار الرئيس عون إلى أن البيان تناول تخصيص تمويل إضافي للمساعدة في الحد من تأثير النزاع على أمن واستقرار البلاد من خلال دعم قدرات الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب وإزالة الركام والذخائر غير المتفجرة وتعزيز إدارة الحدود. ولفت إلى أن البيان أكد على دور قوات اليونيفل في الحفاظ على الاستقرار والأمن في الجنوب وهو دور سيبقى ضرورياً في المستقبل مع الحاجة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بما في ذلك ضمان حصرية الدولة للسلاح والالتزام بآلية وقف اطلاق النار المقررة في تشرين الثاني 2024.
وأشار فخامة الرئيس إلى ما ورد في البيان لجهة الإشادة بالخطوات التي اتخذتها السلطات منذ بداية العام بما في ذلك إقرار مجلس النواب لقانون السرية المصرفية وتعبئة الشواغر الأساسية.
ووصف الرئيس عون البيان بأنه مهم لا سيما لجهة المساعدة على التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب. وتطرق بعدها الرئيس عون الى ما حققته الحكومة من إنجازات خلال الأشهر الستة من عمرها، والتي تتخطى ما تم إنجازه في السنوات الماضية، مشيراً الى ان هذه الإنجازات والإصلاحات التي تقوم بها، هي حاجة لبنانية قبل ان تكون مطلبا خارجيا، "فلا يمكننا ان نبقى متقوقعين وتبقى الامور سائرة على النحو السابق". ثم وجه تهنئة الى الحكومة على الثقة التي حصلت عليها امس في جلسة مجلس النواب حيث كانت كلمة رئيس الحكومة شاملة وموضوعية. وأضاف:" للاسف بعض الاعلام يلعب دورا سيئا في مكان ما وعلينا نحن في المقابل ان نظهر الحقيقة ونواجه الادعاءات عبر الافعال التي نعتبرها الرد الحقيقي على ذلك".
ولفت رئيس الجمهورية الى ان "المواطنين متعطشون اليوم ، ليس للتعيينات او لغيرها فقط، بل للكهرباء وللمياه وللرواتب الجيدة، كما هم في حاجة الى رؤية حركة اقتصادية مزدهرة في البلد. إننا نرى بعض التقدم في هذا الاطار، لا سيما في مجال الصناعة الوطنية، التي علينا دعمها وتشجيع الصناعيين اللبنانيين . فالصناعة قطاع اساسي وحيوي وذو اهمية بالنسبة الى لبنان وهو في طور التطور، وقد التقيت بجمعية الصناعيين الذين علينا مساعدتهم لا سيما لجهة حل مسألة الكلفة التشغيلية العالية التي يعانون منها والتي لا تسمح لهم بالدخول الى الاسواق المجاورة، كما انهم يعانون من التهريب والتزوير وعلينا معالجة الموضوع من كافة النواحي وخصوصاً مع الجمارك، وهم يشكون ايضاً من عدم اعطائهم الافضلية في المناقصات العامة التي تطلبها الدولة. كما علمت ايضاً ان المؤسسات السياحية البحرية سجلت نسبة حجوزات عالية هذا الموسم، علماً أن عملهم يتأثر كثيراً بالتطورات في المنطقة".
وتطرق الرئيس عون من جهة ثانية الى واقع موظفي القطاع العام ، مشدداً على ضرورة معالجة أوضاعهم خصوصاً لجهة تحسين رواتبهم، واعادة الاعتبار لهم ، وهم يشكون بأنهم مهمشون ويتعرضون لمضايقات من قبل المستشارين في بعض الوزارات وعدم استماع الوزراء لمطالبهم، مؤكداً أنه يشعر مع هذا الموظف لاسيما انه " ابن هذا القطاع" ، وقد بحث في هذه المواضيع خلال لقائه رابطة موظفي القطاع العام، حيث اكد لهم اننا نعول الآن على الموسم السياحي والجباية لزيادة المداخيل، وقد طُرح في آخر جلسة لمجلس الوزراء موضوع إعداد دراسة شاملة لكافة المعاشات إلا أن تبدل الواقع الحالي بحاجة الى بعض الوقت. ولفت رئيس الجمهورية الى ان الموظفين يعانون ايضاً من دفع فرق التغطية الصحية لدى دخولهم الى المستشفيات، وهم لا يتحملون الكلفة الباهظة لذلك، وقد طالبوا بتثبيت المتعاقدين وبتغطيتهم الصحية. واثاروا أيضاً مسألة المثابرة والغاء شروط منحها لأن هذه الشروط لا تخول الموظف الاستفادة منها إذا تعدت اجازته مدة خمسة ايام.
وأكد الرئيس عون ان الامور "تسير بشكل جيد ولكن للاسف بعض وسائل الاعلام لا يلقي الضوء على الامور الايجابية، بل يغطي فقط القسم الفارغ من الكوب. و اتساءل دائماً عن مغزى هذه السياسة التي يتبعها البعض في هذا المجال."
وتطرق رئيس الجمهورية الى موضوع الاعتداءات الاسرائيلية على دمشق امس ولا سيما على المقرات الرسمية، كالقصر الجمهوري ووزارة الدفاع ومقر رئاسة الاركان، فدان بشدة هذه الاعتداءات معتبراً انها انتهاك واضح للسيادة السورية، وللأسف لبنان يعاني من هذه الانتهاكات والاعتداءات، ونحن هنا يهمنا وحدة سوريا واستقرارها فاستقرار لبنان من استقرار سوريا، ووحدة سوريا تؤثر ايضاً على لبنان، مشيراً الى الغارات الاسرائيلية التي استهدفت امس السلسلة الشرقية وسقط نتيجتها 15 ضحية ، 7 من الجنسية السورية و5 لبنانيين.
اما بالنسبة الى زيارة وزير الداخلية الكويتي الاخيرة للبنان، فرأى الرئيس عون انها عبّرت كالعادة عن محبة الكويت وقيادتها وشعبها للبنان وقال: "هم جاهزون لدعم لبنان في كافة المجالات، لا سيما في مجال الامن الداخلي ، كمكافحة الارهاب والمخدرات ".
وأشاد الرئيس عون بالدور الذي يلعبه القضاء والمديرية العامة لأمن الدولة لاسيما في مجال محاربة الفساد، مؤكداً على ضرورة الاستمرار في محاسبة المرتكبين والمخالفين.
ومع اقتراب ذكرى تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل، طالب الرئيس عون الوزارات القيام بما يتلاءم مع يوم الحداد الوطني المذكور.
ثم ألقى سلام مداخلة تطرق فيها الى مسألة الطعن بقرار مجلس الوزراء المتعلق بإعطاء مساعدات مالية للعسكريين يتم تغطيتها عبر ضريبة على المحروقات، فدعا الى مزيد من التشاور حول الموضوع للخروج بحل ملائم دون المساس بالمنح المقدمة للعسكريين، كما تطرق الى موضوع اصلاح أوضاع الجمارك لتحسين مداخيل الدولة، فدعا الى إدراج مسألة إجراء تعيينات شاملة في الجمارك على جدول أعمال مجلس الوزراء في اسرع وقت ممكن.