أشار شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدّروز ​سامي أبي المنى​، خلال "موقف العزاء والصّلاة على أرواح الشّهداء الأبرار الّذين قضوا دفاعًا عن الأرض والعرض والكرامة في محافظة ​السويداء​ العزيزة الشّامخة"، الّذي أقامته مشيخة العقل لطائفة الموحّدين الدّروز والمشايخ في خلوات جرنايا- كفرحيم الشوف، إلى "أنّنا نلتقي من كل الجبل وعلى تنوُّع عائلاته ومناطقه، لنتبادل التعازي بالأبطال الشّهداء الأحرار والقتلى الأبرياء الأبرار في السويداء الغالية العزيزة، مترحّمين على أرواحهم الطّاهرة، ومتأسّفين على دمائهم الزكيّة، وعلى ما أصاب العشرات والمئات منهم من ضِيقٍ وحرَجٍ وجراحٍ ومعاناة".

وشدّد على أنّ "عنواننا الأوّل والأخير هو أنّنا لا ولن نترك أهلنا في السويداء، ولن نتخلّى عنهم ولن نتخاذل في نصرتِهم، وهم أهل النّخوة والشّرف والدّين والأبطال الأشداء الميامين أبناءُ الجبل الأشمّ، جبل الوطنيّة والعروبة والنّضال التاريخي من أجل استقلال ​سوريا​ ووحدة شعبها وأرضها".

وركّز أبي المنى على أنّ "عنواننا الأكثر دقّةً اليوم، هو كيف يمكننا أن ننصرهم ولا نخذلهم، فعلًا لا قولًا، وحكمةً لا انفعالًا، كي لا نَستدعي المزيد من الدّماء والدّمار والعبث"، لافتًا إلى "أنّني أشعر اليوم وكأنّني في قلب كلّ واحدٍ منكم، بما ينبضُ به من غيرةٍ وحميّةٍ وعنفوان، وفي عقل كل شيخ من شيوخنا الأجلّاء وقادة الرّأي وزعماء العشيرة المعروفيّة الإسلاميّة التوحيديّة، بما يوحي به من واقعيّةٍ وإدراكٍ لأهميّة الخطاب العقلاني الجامع في هذه اللّحظة الدّقيقة المصيريّة من تاريخ طائفتنا والمنطقة".

وذكر "أنّني أشعرُ بكل ما به تشعرون، وأفكّر بكل ما به تفكّرون، لذلك أختار أن يكون كلامي للتّهدئة لا للتعبئة، فليس منَّا من هو أكثر غيرةً من الآخر عندما يتعلّق الأمر بالكرامة والوجود، ونحن والرّئيس السّابق للحزب "التقدّمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ لا نَكِلُّ عن المتابعة والعمل دونما توانٍ، وهو القائد الواسع المدى والبعيد الرّؤيا والأجدر والأقدر على التواصل والضّغط والمتابعة حيث يجب".

كما بيّن "أنّنا نخاطب العالم ونتابع الموضوع، كلٌّ على طريقته وتحت سقف التفاهم العام ووحدة الموقف، وغيرُنا لا يقصِّرُ بما يراه مناسبًا ومفيدًا، لكن علينا جميعًا أن ندرك أنّ الانتصار للسّلام والتهدئة أهمّ من الانتصار للحرب والتعبئة، والتبصُّر بالأمور يقضي بأن نصون جبلنا وأن نحافظ على أهلنا بالموقف الواقعي الصّلب وبالمعالجة الحكيمة والمواجهة الموحَّدة".

وأعلن أبي المنى "مطالبَ محقّة وخطوات لا بدّ منها أوّلًا بأوّل، وأوّلها: الدّعوة لتثبيت وقف إطلاق النّار ووضع حدٍّ لدعوات النّفير العام وللهجمات على القرى الدّرزيّة في محافظة السويداء، مطالبين الدّولة السّوريّة بتحمّل مسؤوليّة تأمين طريق دمشق السويداء ومسؤوليّة حماية مواطنيها، العمل الحثيث لتبادل الأسرى دون إبطاء، ولمعالجة الجرحى والمصابين، ولتأمين مستلزمات المستشفيات ومقوِّمات الحياة بالسّرعة القصوى، وقد بدأت تباشيرها اليوم نتيجة المتابعة الحثيثة، ليكون ذلك تمهيدًا جدّيًّا لخطوات لاحقة لا بدّ منها تتعلّق بتثبيت أسس العلاقة بين الموحّدين الدّروز وجيرانهم أبناء العشائر العربيّة، الّذين تجمعهم بهم صلات المودّة والشّهامة والأخوّة والوطنيّة عبر التاريخ؛ والاستعداد لبدء حوار جدّي حول عمليّة الاندماج بالدّولة والمشاركة في بناء مؤسّساتها ونهضتها وحفظ أمنها".

وجزم "أنّنا لم نقبل ولن نقبل أن نكون في موقع الذّل والهوان، ولا في موقع العداء مع إخواننا أهل السنّة، ونحن على صلاتٍ يوميّة معهم على أرفع المستويات، ولكننا نرفض التطرُّف والتكفير، ولا نبالي بتركيبات وتحريضات الفتنويّين على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإعلام المُغرضة"، مناشدًا "إخوانَنا وأبناءنا، الالتزام بنهج مشايخنا وقادة مجتمعنا المنادين دومًا بحفظ الجار ولو جار، وبصون الكرامات وعدم التعدّي".

وشدّد على "أنّنا نرفض الاعتداء على العمّال السّوريّين والتشفّي منهم، فهم يعيشون بيننا ويعتاشون من عرق جبينهم وتعب أيديهم في مؤسّساتنا وقرانا، كما نرفض الدّعوات لقطع الطّرقات ولمظاهر الأعلام المتنقّلة في غير مكانها وأوانها"، داعيًا إلى "ضبط السّجال الإعلامي وعدم نشر ما يُسيء ولا يفيد، فلغةُ العقل والرّزانة تليق بنا أكثر من سواها".