أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بياناً توجّه فيه للقيادات وللشعب ال​لبنان​ي العزيز بالقول "واقعنا اليوم مرّ للغاية، وحرائق المنطقة خطيرة وسريعة ومشبّعة بوقود الفتنة والتقسيم، والمعركة معركة حماية لبنان ومنع أي فتنة فيه بخلفية إصرارنا الأبدي على الوحدة الإسلامية المسيحية بما في ذلك منع النار الطائفية والإستثمار الإعلامي فيها، ولا فرق في هذا البلد بين ماروني وسني وشيعي ودرزي وعلوي وباقي الطوائف، والخلافات البينية تفصيل أمام الكارثة التي تأكل المنطقة وتهدّد أصل وجود لبنان".

وواشار الى ان "الخطير أنّ العرب منقسمون، وبعضهم يستثمر بالخلافات البينية بعيداً عن الوحدة العربية النوعية، والثقل الدولي المجنون يصادر الثقل الإقليمي الممزَّق. ولأن التاريخ وطن، ولأننا نعيش تحت ظلّ لبنان التاريخي لذا يجب أن نتعامل مع كل الملفات على أساس أن لبنان عائلة وطنية متضامنة والخلافات التفصيلية مهما كانت يمكن حلّها، وبهذا المجال يفترض بالدولة استباق الأزمات ووأد الفتن ومنع الإعلام من لعبة التحريض والقتل الطائفي، والجهات الرسمية مطالبة بتدشين ​سياسة​ وطنية وإعلامية وتحشيد عابر للطوائف والمناطق بالتوازي مع قدرات أمنية ولوجستية تحفظ هذا البلد وتمنع نار الفتنة من الشوارع والخطابات، واللحظة لحماية لبنان بعيداً عن الصفقات الدولية والإقليمية، خاصة أنّ واشنطن تطبق سياسات تمزيقية وضماناتها لا تفترق عن ضمانات الأسد الجائع، لذلك أي خلاف بالسياسة لا يجوز أن يتحوّل خلافاً على الوطن، ووحدة الداخل وتماسكها كفيلة بمنع أي فتنة، والمنطقة تغلي بالتحريض والتقسيم والفظاعات، ولا قيمة للبنان بلا قدرات داخلية ووحدة وطنية وثقة أكيدة بين الطوائف والمذاهب".

واكد قبلان ان "ما يجري في غزة وباقي المنطقة من صميم المشروع الأميركي الجديد، وفشل واشنطن بحربها على طهران دفعها نحو تفتيت ما يمكن تفتيته بهذه المنطقة وهنا تكمن الكارثة الجديدة، ولا بد من التعاون والتضامن بكل الأوضاع والظروف لحماية لبنان، وواقعنا يفترض تماسكنا، وإذا وقع السيف انتهى الأمان، ولبنان أمانة، وأي فشل سياسي يضعنا بقلب أسوأ الفتن الطائفية والمحارق الدولية، ولا قيام للبنان بلا وحدته العائلية وسيادته القوية، والحذر الحذر من لعبة الشوارع والفتنة المتنقّلة لأنها إنْ وقعت لا سمح الله طار لبنان".