تلقى رئيس الجمهورية ​جوزاف عون​ دعوة رسمية من الرئيس البلغاري رومن راديف لزيارة بلغاريا في الربع الأخير من العام الحالي، نقلها السفير البلغاري في ​لبنان​ IASSEN TOMOV وذلك بهدف تعزيز العلاقات اللبنانية- البلغارية وتطويرها في المجالات كافة.

وجاء في الرسالة: "اسمحوا لي أن أعرب لكم عن بالغ احترامي، وأن أهنئكم على الجهود المتواصلة التي تبذلونها من أجل استعادة الاستقرار في لبنان، وعلى التزامكم بتنفيذ الإصلاحات الضرورية الرامية إلى ترسيخ دعائم الدولة في بلدكم الجميل. وأود، ضمن روح العلاقات التقليدية الطويلة الأمد من الصداقة والاحترام المتبادل التي تربط بين جمهورية بلغاريا والجمهورية اللبنانية، أن أوجه إلى فخامتكم دعوة كريمة لزيارة بلدنا في الفترة التي ترونها مناسبة خلال الربع الأخير من عام 2025".

وأضاف الرئيس البلغاري: "إني على يقين بأن زيارتكم، قبيل احتفال بلدينا العام المقبل بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، ستشكّل فرصة قيّمة للغاية لتعزيز الحوار بين بلغاريا ولبنان على أعلى المستويات السياسية. كما أؤمن بأن تواصلنا الشخصي المباشر سيتيح لنا فرصة مناقشة وتحديد مجالات التعاون المستقبلية وسبل تعميقها وتوسيعها في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم رفاهية وازدهار شعبينا الصديقين. إن حضوركم إلى بلغاريا سيكون محل تقدير بالغ، وفرصة للتعبير عن تضامننا ودعمنا لجهود لبنان في مساره نحو الازدهار والتنمية المستدامة".

والتقى رئيس الجمهورية وفدا من ​مجلس كنائس الشرق الأوسط​ برئاسة امينه العام البروفسور ميشال عبس الذي تحدث في مستهل اللقاء فقال: "بفرح وأمل نزوركم اليوم نحن وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط المؤلف من الأمناء العامين ومسؤولي الوحدات المركزية في المجلس." أضاف: "إن زيارة رئيس البلاد تقليد معتمد في المجلس عند عقد اجتماع لجنته التنفيذية في إحدى دول تواجد الكنائس الأعضاء في الشرق الأوسط".

وأضاف "نحن مؤسسة بعيدة عن ال​سياسة​، ولكننا معنيين بمصائر اوطاننا، لذلك كنا مهتمين ان يصير للبنان رئيس جمهورية من ذوي التاريخ المؤسساتي الصلب، لأن هذا جل ما يحتاجه لبنان، وهذا ما حصل عند إنتخابكم، على ضؤ تجربتكم اللامعة في قيادة مؤسسة الجيش في أحلك الظروف".

وختم بالقول: "أما كونكم رئيس للجمهورية ينتمي الى الدين المسيحي في العالم العربي، فهذا امر يعني لنا الكثير أيضا، نحن المؤسسة المسيحية المسكونية المنفتحة، بمعنى ان يرى العالم اننا في لبنان واحد امام الخالق، وإن مسيحيتنا هي مع الغير ومن اجل الغير، وهذا الأمر واضح أيضا في قيادتكم لمؤسسة الجيش اللبناني المباركة. نتطلع معكم الى لبنان معافى، متماسك، خال من الفساد، يشكل نموذجا يقتدى".

ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد، وقال: "إن المسؤولية مشتركة وهي ليست على عاتق فرد او مجموعة واحدة، إنما على عاتق كافة طبقات المجتمع، على المستوى القضائي، والسياسي، والديني، والصحي...، كما على مستوى المسؤولين في الدولة".

وشدد على أنّه "لدينا فرص كبيرة. والأهم، يبقى كما ذكرتم الحوار، وابرز ما فيه ان المسيحيين يعملون لأجل الغير لا ضد الغير، خصوصا في المرحلة التي نعيشها وفي المنطقة التي تحيط بنا. ومحاولات البعض إخافة اللبنانيين من بعضهم البعض لا تمت الى الواقع بصلة. وانتم دوركم أساسي من خلال إحتكاكم بالناس على المستوى اليومي، ومع كافة شرائح المجتمع. وبالأمس كان هناك عمل وطني بين دار الفتوى ومشيخة العقل من خلال إصدارهما البيان المشترك لحماية المجتمع اللبناني من إنعكاسات ما حصل في سوريا".

وقال عون: "نحن نشد على ايديكم، وندعو لكم بالتوفيق في مهمتكم، لأن دوركم كبير واساسي للغاية. نحن وإياكم نتطلع الى إيصال السفينة الى بر الأمان. إن الحقد والكراهية يولدان الخراب والدمار".

وأضاف "نحن في لبنان نتفيأ كلنا بعلم واحد ولدينا كلنا هوية واحدة. وحق الإختلاف مقدس، لكن الخلاف غير مسموح. ما تقومون به لجهة إبعاد المواطنين عن الفتنة والأبلسة، رسالة أساسية، لأن البعض يلعب على هذا الوتر إما لمصالح خارجية او لمصالح شخصية بهدف تسجيل حيثية تحضيرا للإنتخابات النيابية. لكن لدي ملء الثقة بوجود امثالكم ان هذه الأمور ستواجه بحكمة وفاعلية".

وختم الرئيس عون بالقول: "في لبنان، أبلسنا بعضنا كثيرًا، وتعاملنا مع الخارج ضد الآخر في الداخل، وهذه كانت خطيئتنا الكبرى. فلنستقو ببعضنا في الداخل ضد الخارج أيا كان هذا الخارج، فما يعطينا قوة موقف هو وحدتنا".

وفي ختام اللقاء، قدم البروفسور عبس ميدالية المجلس المذهبة للرئيس عون.

واستقبل الرئيس عون، في حضور وزير الثقافة غسان سلامة، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (السكو) الدكتور محمد ولد اعمر على رأس وفد من المنظمة.

وقد اطلع ولد اعمر الرئيس عون على النشاطات التي تقوم بها المنظمة التي تضم 22 دولة عربية، وذلك في المجالات الثقافة والفكرية، لافتا الى التعاون القائم على اعلى المستويات وفي مختلف المجالات. وركز على الدور المحوري للبنان والمساعدات التي سبق للمنظمة ان قدمتها وهي في صدد تقديم مساعدات أخرى، مؤكدا على التواصل الدائم مع لبنان عبر سفير لبنان السابق في تونس السفير طوني فرنجية. وتحدث الوزير سلامة فأكد على ان لبنان عضو فاعل في المنظمة التي تتخذ من تونس مقرا لها، لافتا الى ان النشاطات التي تقوم بها " السكو" ثقافية وفكرية وادبية وليست سياسية.

ورحب الرئيس عون بالمدير العام لـ"السكو" والوفد المرافق مركزا على أهمية العمل العربي المشترك في مختلف المجالات لاسيما الثقافية منها والاقتصادية حيث يبقى الامل في ان تنشأ سوق اقتصادية عربية مشتركة وصولا الى ان تتجسد وحدة الموقف العربي وصلابته. وشكر الرئيس عون الوفد على الدعم الذي تقدمه المنظمة للبنان، مشددا على ضرورة استقطاب العقول العربية التي تبقى الرأسمال الأساسي في حياة الدول والشعوب.

واستقبل الرئيس عون المطران بولس الصياح يرافقه مدير برامج السودان ولبنان في مؤسسة " ماكس بلانك" للسلم الدولي وسيادة القانون البروفسور رودغر ولفروم والباحثة الأولى في القانون الدولي والتعاون في المنظمة الدكتورة ناياد خوري، وتسلم منهم دراسة أعدتها المؤسسة حول قانون مجلس الشيوخ ووثيقة تعرض كافة النقاط التي تدور حول موضوع الحياد الإيجابي. ووضع الوفد إمكانات المؤسسة بتصرف الرئيس عون لاسيما لإعداد دراسات أخرى تتناول اتفاق الطائف والحياد الإيجابي. وأشار الوفد الى تنظيم ورشة عمل ستقام يومي الأربعاء والخميس في 30 و31 تموز الحالي حول موضوع اللامركزية.

وفي قصر بعبدا، أيضا سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو الذي عرض مع الرئيس عون للعلاقات اللبنانية الفرنسية وسبل تطويرها.

والتقى الرئيس عون امين عام حزب الكتلة الوطنية ميشال حلو على رأس وفد من الحزب. وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في البلاد واخر المستجدات.

كما استقبل الرئيس عون النائب وائل أبو فاعور، وعرض معه التطورات الأخيرة.

واستقبل الرئيس عون جمعية تجار جونية وكسروان الفتوح برئاسة جاك الحكيم الذي تحدث في مستهل اللقاء شاكرا للرئيس عون استقباله وقال: "لقد ترعرعنا على فكرة ضرورة دعم موقع رئاسة الجمهورية منذ الصغر، اما اليوم وبعدما تعرفنا عليكم على رأس قيادة الجيش ومن ثم في سدة الرئاسة الأولى، تولد لدينا كامل القناعة بدعم رئاسة الجمهورية والوقوف الى جانب فخامة رئيس الجمهورية في مختلف المواضيع".

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: "افهم تعطش الشعب اللبناني الى الدولة بعدما تعب من حالة الفساد والحرب والإصلاح يتطلب وقتا وانا لا املك عصا سحرية في هذا السياق، لكننا نواصل احراز الكثير من التقدم في مختلف المجالات ونسن التشريعات اللازمة لوضع لبنان على السكة الصحيحة".

واكد الرئيس عون ان القطاع الصناعي والتجاري أساسي للبنان وهو ما ساهم ولا يزال يساهم في صموده رغم الازمات التي تعاقبت عليه. وقال إن "أي ازمة يمكن ان تمر بسهولة اذا ما توفرت الإدارة السليمة لان سوء الإدارة متلازم مع الفساد. وهذا ما نلمسه في الكثير من المؤسسات التي استطاعت الإنتاج والاستمرار بفضل حسن ادارتها".

وفي حوار مع أعضاء الوفد، اكد الرئيس عون انه سيتابع مطالب الوفد، داعيا الى المحافظة على الايمان بلبنان الذي هو "ملك للجميع ومن مسؤوليتهم ". كما دعا أعضاء الوفد الى ان يساعدوا الأجهزة الأمنية في المنطقة للسهر على امنها ومنع ارتكاب الجرائم فيها.

وشدد رئيس الجمهورية على ان الاستثمار سيعود الى لبنان بعد الإصلاحات الاقتصادية وإصلاح القطاع المصرفي، لان جل ما يريده الاستثمار ويطلبه هو تشريعات وقوانين ووجود قضاء نزيه وسليم، معيدا التأكيد على ضرورة الإضاءة على الإيجابيات لا على السلبيات فحسب لا سيما في ظل وجود من هم نقيض الدولة لان قيامها يتعارض مع أسباب وجودهم.

وقال: "ان لبنان يسير باتجاه التعافي وان ببطء، ونحن نشهد الكثير من التجاوب من الدول التي نزورها، وعلينا في المقابل ان نقوم ببعض التدابير ومنها الأمنية لا سيما لجهة ضبط الجمارك وعدم تهريب المخدرات "وهذا من مسؤوليتنا ومن واجبنا ونحن نقوم بما علينا في الاتجاه الصحيح". واكد ان اللامركزية الإدارية الموسعة هي احدى الأهداف التي سنعمل لتحقيقها ولكن علينا البدء بالإصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد".

واستقبل الرئيس عون رئيس اتحاد الريشة الطائرة (البادمنتون) جاسم قانصوه على رأس وفد ضم اللاعب رضا رزق الذي حلّ في المرتبة الثالثة من بطولة العالم للبارابادمنتون لزوجي الرجال، التي أقيمت في تايلاند واللاعبة آيات مشلب التي وصلت الى الربع النهائي الفردي. علما ان اللاعب رزق من ذوي القامات القصيرة، واللاعبة مشلب من ذوي الإرادة الصلبة.

ورحب الرئيس عون بالوفد وهنأ كلاً من اللاعبين رزق ومشلب على الإنجاز الرياضي الذي حققاه، مركّزاً على ضرورة الاهتمام بذوي الإرادة الصلبة الذين يتمتعون بقوة التحدي وصولا للفوز في ما يتمنون، لافتا الى ان الدولة ترعى مثل هذه الألعاب الرياضية خصوصا، والألعاب الأخرى عموما، بالنظر الى أهمية الرياضة ودورها في حماية المجتمع من الآفات والعادات السيئة.