أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن "منسوب القلق يرتفع في هذه الأيام لدى الناس، وتضج وسائل الإعلام بالسيناريوهات يميناً وشمالاً، كما أن التصريحات التي يطلقها الإسرائيليون وحلفاؤهم الأميركيون، والحلفاء المحليون للأميركيين، إنما يراد منها كلها ان تصب في إطار الضغط على السلطة اللبنانية كعهد وحكومة، وعلى الرأي العام اللبناني، وعلى قيادة المقاومة، كي تخضع للمطالب والشروط الإسرائيلية التي يطرحها الأميركي".
وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني في الضاحية الجنوبية، أكد فياض أننا "لا ننكر حجم المخاطر ولا مقدار الضغوطات ولا جدية التهديدات التي يتعرض لها البلد، ولكن يجب أن نكون متنبهين تماماً إلى أن أسوأ السيناريوهات، هو نجاح الإسرائيلي والأميركي، في تحويل القضية من كونها مشكلة لبنانية-إسرائيلية إلى كونها مشكلة لبنانية-لبنانية، ليقف الإسرائيلي عندها متفرجاً على صراعاتنا وانقساماتنا، ولهذا يجب أن يمتلك اللبنانيون الروية والحكمة في إدارة هذا الملف، والشجاعة والثبات والصلابة في مواجهة التهديدات والضغوطات، لأنه كلما كان الموقف اللبناني موحداً أو منسقاً، كلما كنا أقدر على مواجهة الضغوط وتحصين الداخل".
وأشار فياض إلى أن الإسرائيلي يريد أن يتصادم اللبنانيون ببعضهم البعض، ونحن حريصون على أن يتفاهم اللبنانيون مع بعضهم البعض، لافتاً إلى أن الجانب اللبناني قد أبلغ الوسيط الأميركي بالموقف اللبناني، وهو لم يتلق جواباً لغاية اللحظة، والموقف يقوم على ان الإسرائيلي يجب ان يلتزم ابتداءً بوقف إطلاق النار والإنسحاب من الأراضي التي احتلها، فهذه هي الخطوة الأولى التي لا يمكن تجاوزها في أي مسار معالجة، لأنه وبكل صراحة ووضوح، لا شيء يوحي أو يضمن أو يؤشر على أن بنية الإسرائيلي الإنسحاب من التلال الخمس أو إيقاف الأعمال العدائية مهما تكن الإلتزامات اللبنانية، علماً أنه من زاوية موجبات تفاهم وقف إطلاق النار في تشرين 2024، فإن لبنان قام بما يجب أن يقوم به.
وأضاف فياض "لقد أبلغ وزير مال العدو الإسرائيلي "سموتريتش" قبل يومين في لقائه مع مستوطني الشمال، أن إسرائيل لن تنسحب من الأراضي اللبنانية، ولن تسمح بإعادة إعمار القرى اللبنانية الأمامية وعودة السكان إليها، فهذا هو الموقف الرسمي الإسرائيلي، وما لا يريد ان يعلنه "نتنياهو" يعلنه "سموتريتش"، ولهذا عندما يطالب الوسيط الأميركي الحكومة اللبنانية بترجمة المبادىء والكلمات إلى أفعال، ماذا حول الموقف الإسرائيلي، الذي لم يلتزم مطلقاً، لا على مستوى المبادىء والكلمات، ولا على مستوى الأفعال، الأمر الذي يجعل من أي التزام لبناني، تنازلاً مجانياً دون أي مقابل ودون أي ضمانات".
وشدد فياض على "ضرورة أن يثبت الموقف اللبناني عند التراتبية التي وردت في كلام فخامة الرئيس، من ناحية أولوية وقف الأعمال العدائية والإنسحاب من أرضنا من قبل العدو الإسرائيلي، قبل أي بحثٍ آخر".