شارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القداس الالهي في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، بمناسبة عيد سيدة التلة، والذي حضره السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا، والنواب مروان حمادة، جورج عدوان، فريد البستاني، كميل شمعون، غسان عطاالله، ونجاة عون، والوزير السابق ناجي البستاني والوزيرة السابقة غادة شريم وقائمقام الشوف مارلين قهوجي وقائد منطقة جبل لبنان في قوى الامن الداخلي العميد عبدو خليل والمدير العام لمؤسسة الإسكان روني لحود ورئيس بلدية دير القمر الدكتور ناجي جرمانوس وأعضاء المجلس البلدي وعدد من المسؤولين الأمنيين والقضائيين والفعاليات الرسمية والمدنية.
ولدى وصول الرئيس عون كان في استقباله في أنطش سيدة التلة، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي ادمون رزق ورئيس الأنطش الأب جوزيف ابي عون، وكهنة الرعية والسفير البابوي، والمونسنيور عبدو أبو كسم ممثلا راعي الأبرشية المطران مارون العمار الذي تغيب لاسباب صحية ، وعدد من الآباء. واتجه الرئيس عون الى ساحة دير القمر حيث تجمع عدد من المغتربين اللبنانيين الاتين من اميركا وأوروبا والذين هتفوا بحياة الرئيس عون وازدهار لبنان .
وبعد استراحة قصيرة في صالون الدير الاثري استمع خلالها الى شروحات من الاب ابي عون حول تاريخ الصالون والدير ، دوَّن الرئيس عون كلمة في السجل الذهبي للأنطش، جاء فيها: "في هذا المكان المقدس، يلتقي الايمان مع التاريخ. كنيسة سيدة التلة المباركة في دير القمر المشرفة على هذه المدينة التاريخية الخالدة، شاهدة على قرون من الايمان والصمود، ومنارة للسلام والمحبة في قلب جبل لبنان، وهي ملاذ المؤمنين من كل انحاء لبنان والمنطقة في بلدة دير القمر, هذه الجوهرة التراثية في تاريخ لبنان المليء بالمحطات المضيئة التي دونها تاريخ وطننا. في هذا اليوم المبارك، نسأل العذراء مريم، سيدة التلة، ان تبسط حمايتها على لبنان وشعبه، وان تهب أرضنا الحبيبة السلام والازدهار، ونطلب شفاعتها ليبقى لبنان موحداً بكل أبنائه الى أي طائفة انتموا، ليبقى منارة للحضارة والتعايش في قلب الشرق. تحية الى أبناء دير القمر والشوف، الذين يجدون في سيدة التلة شفيعة، وهذه الكنيسة التاريخية مركز اشعاع روحي وثقافي".
ثم ترأس القداس الأباتي إدمون رزق الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية، وعاونه الآباء، جوزف أبي عون رئيس أنطش سيدة التلة وكاهن الرعية، وليد موسى رئيس دير مار عبدا ومدير جامعة سيدة اللويزة فرع دير القمر، الأب شربل عيد وكيل أنطش سيدة التلة والنائب المعاون في الرعية، وإيلي طربيه المعاون في الرعية.
وقد خدمت القداس الإلهي جوقة سيدة التلة بقيادة السيدة ليليان شلهوب.
وألقى الأباتي رزق العظة التالية في القداس: نَسْتَقْبِلُكمْ الْيَوْمَ بِقُلُوبٍ مَلأى بِالْإِيمانِ وِالرَّجَاءِ، مُتَّقِدَةٍ بِالْمَحَبَّةِ، فِي عِيدِ سَيِّدَةِ التَّلَّةِ، هُنَا فِي دَيْرِ الْقَمَرِ، حَيْثُ جَعَلَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ الْمَارُونِيَّةُ الْمَرْيَمِيَّةُ بيتَ شفيعتِها وباتت ترعى هذا المقامِ المقدّس منذُ أجيالٍ، وتصونُهُ بالصلاةِ والخدمةِ، وتَتَجَدَّدُ فِيهِ الرَّوَابِطُ بَيْنَ أَبْنَاءِ هٰذِهِ الْأَرْضِ الطَّيِّبَةِ. عيد مريم قد أتى، هلموا نحتفل معاً بعيد أمنا. في مستهل كلمتي أنقل اليكم يا صاحب الفخامة محبة وصلاة ومعايدة راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار السامي الاحترام، الذي تعذر حضوره. عيد مريم يجلب معه الأحبة من كل صوب، وديرها دير القمر، يصبح ساحة بهجة بوجود أحبائها، الذين يأتون مسرعين ليفرحوا في عيدها وفي هذا المقام، مقامها الكريم. أنقول المثل اللبناني الشهير "الأم بتلم"؟ أم نقول" الجنة تحت أقدام الأمهات"؟
اضاف "نحن اللبنانيين، نحب امهاتنا وهن أساس مجتمعنا، واعيادهن فيها اجمل اللقاءات واطيب الولائم. فعيد الأم هو عيد كل واحد من أبنائها وبناتها، الكل يلتقي لأن الأم تدعوهم واحداَ واحداً ليزوروها، وتزرع فيهم الشوق والأمان، فيأتون اليها. نعم، هذه حال سيدة التلة التي تدعونا كل سنة لنزورها هنا، في مقامها الكريم، لنلتقي ببعضنا البعض في عيد ولا اجمل: عيدها هي وعيد بيتها، وعيد هذه البلدة الحبيبة: دير القمر العريقة. ما أبهى هذا اللقاء وما اقدسه، اذ ينعقد تحت نظر العذراء مريم شفيعة لبنان الأولى ونجمة رجائه. عِيدُ سَيِّدَةِ التَّلَّةِ لَيْسَ مُنَاسَبَةً مَحَلِّيَّةً فَحَسْبُ، بَلْ مَوْعِد وَطَنِيّ رُوحِيّ، يَتَجَدَّدُ فِيهِ اللِّقَاءُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالدَّوْلَةِ، بَيْنَ الْعَذْرَاءِ وَلُبْنَانَ الرِّسَالَةِ. وَنَحْنُ الْيَوْمَ نُحْيِي تَقْلِيدًا عَرِيقًا، عُمْرُهُ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً، بَدَأَهُ الرَّئِيسُ بِشَارَةُ الْخُورِي (1943–1952)، وأكمله ابن هذه البلدة الرئيس كميل شمعون، حِينَ ثَبَّتَ مُشَارَكَةَ رَئِيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ فِي قُدَّاسِ هٰذَا الْعِيدِ، تَجَاوُبًا مَعَ دَعْوَةِ الْمُطْرَانِ أَغُوسْطِينُوسَ الْبُسْتَانِي عَامَ 1936، فَصَارَ هٰذَا الْعِيدُ مَحَطَّةً وَطَنِيَّةً مُضِيئَةً، يَتَجَلَّى فِيهَا حُضُورُ الدَّوْلَةِ فِي قَلْبِ الْإِيمَانِ، حَتَّى عَامَ 1974. وَيُشَرِّفُنَا الْيَوْمَ، يَا فَخَامَةَ الرَّئِيسِ، أَنْ نَسْتَعِيدَ هٰذَا التَّقْلِيدَ مَعَكُمْ، وَأَنْ نَرْفَعَ مَعَكُمُ الصَّلَاةَ مِنْ أَجْلِ وَطَنِنَا الْجَرِيحِ، فِي زَمَنٍ دَقِيقٍ، تَتَزَاحَمُ فِيهِ الْأَزَمَاتُ، وَتَتَعَمَّقُ فِيهِ الْحَاجَةُ إِلَى رَجَاءٍ صُلْبٍ لَا يَخِيبُ".
ثم كانت كلمة في ختام القداس للأب ابي عون شكر فيها الرئيس عون على مشاركته في قداس عيد سيدة التلة حفاظا" على التقليد الرئاسي منذ الاستقلال ، وقال:" نحيي فيكم الشخص رجل القرار، تعرفون متى تتخذون القرار المناسب والضروري في الوقت المناسب. ونحيي فيكم رجل المحبة والتواضع وهذا يظهر بابتسامتكم وقربكم".
وأهدى بعدها الاباتي رزق والأب ابي عون رئيس الجمهورية أيقونة سيدة التلة.
وألقى بعدها رئيس بلدية دير القمر الدكتور ناجي جرمانوس كلمة، رحب فيها برئيس الجمهورية في دير القمر، معتبرا ان هذه الخطوة هي رسالة محبة وصدق ووفاء لهذا الشعب المتجذر في الأرض والتاريخ، ولبلدة كانت وما زالت منارة الجبل والبحر. وشكر الرئيس عون على جهوده لاستكمال انشاء مستشفى دير القمر. واشار الى ان رؤية رئيس الجمهورية ستقود لبنان نحو مستقبل آمن .وأهدى جرمانوس الرئيس عون، لوحة تضم صورة لكنيسة سيدة التلة، والى جانبها صورة الرئيس عون.
وبعد انتهاء القداس، أقيم غداء تكريمي على شرف الرئيس عون حضره عدد من المدعوين الروحيين والسياسيين.