حاضر وزير الصناعة جو عيسى الخوري عن النظام السياسي في لبنان وتأثره بالعوامل الديموغرافية، مشيرا إلى "تنوع الأنظمة السياسية في العالم ومدى قابلية تطبيقها في الواقع اللبناني"، وذلك خلال اليوم الثالث من فعاليات الموسم الثامن من ​الأكاديمية المارونية​ التي تنظمها المؤسسة المارونية للانتشار لعام 2025، برنامجا مكثفا من المحاضرات التي تناولت ​تاريخ لبنان​ ونضاله والارتباط الماروني به، إضافة إلى ​النظام السياسي اللبناني​ وتحدياته المعاصرة.

وتوقف عند الأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية التي يشهدها لبنان مؤخرا، لافتا الى "تسرب الأموال وضعف التوزيع العادل للثروات، إضافة إلى غياب نظام استثماري فعال في القطاع المصرفي"، معتبرا أن "هذه الثغرات من أبرز أسباب الانهيار المالي والسياسي الحالي".

واستهل اليوم الثالث بمحاضرة ألقاها المدير العام لقناة "تيلي لوميار" رئيس مجلس إدارة "نورسات" جاك الكلاسي تناول فيها "قدرة أجداد اللبنانيين على الصمود والبقاء في أرضهم رغم كل أشكال الاضطهاد والاحتلالات والحكم التعسفي". وتطرق إلى "مجاعة جبل لبنان التي أودت بحياة ثلث سكانه وأجبرت الثلث الثاني على الهجرة، في حين صمد الثلث المتبقي ليحافظ على استمرارية لبنان"، وقال: "لولا هذا الصمود والتشبث بالأرض لما بقي لبنان الذي نعرفه اليوم".

من جهته، شدد الدكتور إيلي إلياس على "الارتباط الماروني العميق بلبنان، ولا سيما البعد السياسي لهذا الارتباط"، عارضا كيفية "إسهام المراحل التاريخية المختلفة في ترسيخ ​الهوية المارونية​ ودورها في تكوين الكيان اللبناني".

وأشاد بالمحطات التاريخية التي "شكلت معالم أساسية في الوجود الماروني واللبناني معا".

واختتم اليوم بمحاضرة ألقاها النائب نعمة إفرام، الذي تحدث عن "أهمية لبنان وضرورة أن يفتخر كل لبناني بانتمائه رغم كل التحديات التي يمر بها الوطن"، وقال: "المؤسسة المارونية للانتشار وجدت كي تربط المغتربين بجذورهم، وهذه الأكاديمية ليست مجرد لقاء، إنها فرصة حقيقية للتغيير". اضاف: "رغم كل الظروف الصعبة، لا يزال لبنان أرضا خصبة للاستثمار والإعمار، وما أقوله ليس مجرد شعارات، بل هو واقع ورسالة بأن نبني بلدا يشبهنا، فلبنان اليوم لا يشبه لبنان الذي يجب أن يكون".

وتحدث عن "شغف المارونية بالحرية"، ورأى فيها "فيروسا جميلا يتمثل في التشبث بالإيمان وحب الحرية"، داعيا إلى "الحفاظ على الهوية المارونية واللبنانية رغم وصف المسيحيين أحيانا بالأقلية في الشرق الأوسط، وهم في الحقيقة ميزة أساسية في تنوع المنطقة".

وعرض أشكال الأنظمة التي مر بها لبنان منذ عهد المتصرفية حتى قيام دولة لبنان الكبير، مؤكدا "ضرورة الحفاظ على التوازن التاريخي والسياسي الذي صنع هوية لبنان". وشدد على "الدور المحوري للشباب في المشاركة بصناعة التغيير"، مؤكدا أن "نجاحهم في حياكة نسيج شرق أوسط جديد ولبنان حديث يتطلب منهم: طاقات جدية وقوية، قدرة على التواصل الإيجابي، التحرك بخطوات مدروسة وصحيحة لتفعيل دورهم الوطني والإنساني".