استقبلت محافظ لبنان الشّمالي بالإنابة ​إيمان الرافعي​ في مكتبها في سراي طرابلس، رئيس أساقفة أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران ​يوسف سويف​، في زيارة بروتوكوليّة تمّ خلالها بحث عدد من القضايا الاجتماعيّة والإنسانيّة الّتي تهمّ أبناء طرابلس والشّمال، لا سيّما في ظلّ الظّروف الاقتصاديّة الصّعبة الّتي تمرّ بها البلاد.

وأثنى المطران سويف على "دور الرّافعي وجهودها ونهجها في معالجة القضايا الملحّة للمواطنين"، مشدّدًا على "أهميّة السّير على طريق الإيمان والتمسّك بقيم التواضع والمحبّة، ونبذ كل أشكال التعصّب والطّائفيّة، والعمل من أجل خدمة الإنسان بمعزل عن انتمائه الطّائفي أو السّياسي".

وأكّد أنّ "المرحلة الرّاهنة تتطلّب تضافر الجهود من كل الفاعليّات الدّينيّة والمدنيّة، لتأمين الحدّ الأدنى من مقوّمات الصّمود للمواطنين، والتخفيف من أعبائهم المعيشيّة والحياتيّة، في ظلّ ما يواجهونه من تحدّيات يوميّة".

واستعرض المطران سويف أمام المحافظ الرافعي، أبرز الخدمات الّتي تقدّمها مؤسّسات الأبرشيّة التربويّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، مركّزًا على أنّ "رسالة الكنيسة هي في خدمة جميع أبناء الوطن، من دون تمييز وبروح العدالة والمساواة، وأنّ مؤسّسات المطرانيّة تحتضن المواطنين من كل الطّوائف والمذاهب وتداوي أوجاعهم".

من جهتها، أعربت الرافعي عن تقديرها العميق "للدّور الوطني الجامع الّذي تضطلع به القيادات الرّوحيّة، لا سيّما في هذه المرحلة الدّقيقة الّتي تتطلّب حضورًا معنويًّا وأخلاقيًّا يخفّف من وطأة الأزمات"، مشيدةً بـ"رسالة أبرشيّة طرابلس المارونيّة ومؤسّساتها التربويّة، ودورها الإنساني والاجتماعي في خدمة جميع فئات المجتمع من دون تمييز". وأشارت إلى أنّ "هذا النّهج يرسّخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين مكوّنات ​المجتمع اللبناني​ عامّةً وطرابلس والشّمال خاصّة".

وثمّنت بشكل خاص "المبادرات الّتي يقودها المطران سويف بالتعاون والتنسيق الوثيق مع مفتي طرابلس والشّمال، وسائر القيادات الرّوحيّة، إضافةً إلى المجتمع المدني وأصحاب الاختصاص، في سبيل دعم الجهود الهادفة إلى معالجة آفة الإدمان على ​المخدرات​ من خلال رعاية مركز معالجة المدمنين"، معتبرةً أنّ "هذه المقاربة الشّاملة والمتكاملة تُعدّ نموذجًا يُحتذى به في مقاربة القضايا الاجتماعيّة، لما تعكسه من تلاق وطني وإنساني حول صحة الإنسان وكرامته ومستقبله".

وأكّدت الرّافعي "أنّنا بحاجة إلى من يعزّز فينا روح الانتماء إلى الوطن الواحد، ويؤكّد على وحدة المجتمع وتماسكه"، مشدّدةً على أنّ "باب المحافظة سيبقى مفتوحًا دائمًا أمام الجميع، وأنّ الإدارة في خدمة النّاس بلا تفرقة، ومن واجبنا تسهيل أمور المواطنين ومساعدتهم ضمن الأطر القانونيّة".