أوضح رئيس تيّار "​الكرامة​" النّائب ​فيصل كرامي​، تعليقًا على استقباله وفدًا من "​حزب الله​" برئاسة النّائب علي عمار قبل أيّام، أنّ "التواصل مستمر مع "حزب الله"، وهو لم ينقطع، وإن كان متقطّعًا نتيجة الظّروف الّتي يمرّ بها الحزب"، مؤكّدًا أنّ العلاقة بينهما لم تتأثّر بالحملات الّتي يتعرّض لها أحيانًا على مواقع التواصل الاجتماعي، "وحتى عندما يكون هناك عتب منّي أو من جهتهم، فهو عتب المُحب والحريص على البلد".

وأشار في حديث لصحيفة "الجمهوريّة"، إلى "أنّني ملتزم بسقف الدّولة والدّستور، و"حزب الله" كذلك، وبالتالي نحن نلتقي على الهدف نفسه وهو كيف نحمي ​لبنان​، وإن تباينت أحيانًا المقاربات حول سبل تحقيقه"، مركّزًا على أنّ "موازين القوى المستجدّة بعد العدوان الأخير تفرض نفسها علينا جميعًا، وينبغي أن نتعاطى معها بواقعيّة بعيدًا من المكابرة، لكنّني في الوقت نفسه أرفض أن يتمّ التعامل مع "حزب الله" كمهزوم أو مأزوم".

وسأل كرامي "بعض الانتهازيّين في الدّاخل، ممّن يحاولون الاستثمار في نتائج الحرب لتحقيق مكاسب سياسيّة ضيّقة: العدو هو الّذي شنّ الحرب، "إنتو شو دخلكم حتى تتصرّفوا كأنكم منتصرين بعضلاتكم؟"، معربًا عن استغرابه أنّ "من يطالبون بنزع السّلاح، هم أنفسهم يهدّدون باللّجوء إلى العنف واستخدام السّلاح... يا لها من مفارقة ومعادلة".

واعتبر أنّ "الوقائع السّياسيّة والميدانيّة تغيّرت في لبنان والإقليم، ولا يجب أن نتجاهلها أو نقفز فوقها عند رسم خياراتنا، بل علينا أن نأخذ نفسًا ونرمّم ذاتنا ونتحرّك ببراغماتيّة ومرونة"، مؤكّدًا أنّ "الوضع الرّاهن مرير وقاسٍ، ويكاد يكون أصعب ممّا كان عليه عام 1982".

كما شدّد على أنّ "عدوّنا واحد، وينبغي أن يكون همّنا الوحيد حماية البلد منه، وهذا ما نتّفق كلّنا و"حزب الله" عليه". ورفض استخدام مصطلح نزع أو سحب السّلاح، موضحًا أنّ "الدّقيق هو حصر السّلاح في يد الدّولة، ضمن تفاهم بين "حزب الله" ورئيس الجمهوريّة وقائد الجيش، على التوليفة المناسبة الّتي تحقّق الحصريّة".

ورأى كرامي أنّ "تكليف الجيش وضع خطّة لحصر السّلاح، قد يكون مخرجًا وليس مشكلة، إذ كلّنا لدينا ثقة في الجيش. فدعونا نتركه يحدّد الطّريقة الأنسب للوصول إلى الحصريّة، وهذا قد يكون مدخلًا للبحث في شكل من أشكال الاستراتيجيّة الدّفاعيّة أو استراتيجيّة الأمن الوطني".

وأكّد أنّ "قائد الجيش العماد ​رودولف هيكل​ آدمي ووطني ونفَسُه ممتاز، ولديه موقف مبدئي وصريح ضدّ العدو الإسرائيلي، وبالتالي هو موضع ثقة كاملة، وآمل في أن يحصل حوار بينه وبين حزب الله".

وكشف "أنّه تمنّى على وفد "حزب الله" الّذي زاره، أن يتمّ التركيز على الأولويّات الآتية: حماية لبنان الّتي تشكّل الوحدة الوطنيّة ضمانها الأساسي، إجراء حوار معمّق مع رئيس الجمهوريّة وقائد الجيش، تحصين السّلم الأهلي والاستقرار الدّاخلي وعدم الانسحاب من الحكومة، وعدم التعرّض للدّول العربيّة وعلى رأسها ​السعودية​، لما لها من أبعاد عروبيّة وسنيّة نحن في أمسّ الحاجة إليها اليوم حرصًا على السّلم الأهلي".

إلى ذلك، شدّد كرامي على أنّه "ليس من مصلحة لبنان ولا "حزب الله" معاداة الدّول العربيّة"، منبّهًا إلى أنّه "إذا قرّر المجتمعان العربي والدّولي الإنكفاء عن لبنان، فإنّ ذلك سيضعنا في مواجهة أسئلة صعبة من نوع: هل سيتمّ التعاطي معنا كدولة مارقة؟ كيف سينطلق مشروع إعادة الإعمار؟ ماذا لو نُقل البلد من اللّائحة الرّماديّة إلى السّوداء؟ وماذا لو أُعطي العدو الضّوء الأخضر لشنّ حرب جديدة؟".

وذكر "أنّني أتفهّم مشاعر بيئة "الحزب" في هذه المرحلة الصّعبة، وأتفاعل مع هواجسها المشروعة، لكن للأسف البلد وُضع في عين العاصفة، وبين المطرقة والسّندان، وليست لدينا خيارات واسعة".