ذكرت منظمة "​سكايز​" ان "شهر شباط 2013 سجل أعلى نسبة في عدد القتلى بين الصحافيين والفنانين والناشطين الإعلاميين منذ اندلاع الثورة في سوريا، في ظل استمرار عمليات الخطف والاعتقال. وكان لافتاً تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية في الضفة الغربية، إذ سُجِّل إصابة 19 صحافياً ومصوراً بجروح وحروق نتيجة استهدافهم بالقنابل الصوتية والمسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة الى اعتقال آخرين ومنعهم من تغطية الاحداث، كما تعرض الصحافيون والمصورون في أراضي الـ48 للاعتداءات والمضايقات الاسرائيلية نفسها".

وفي تقريرها الشهري، اوضحت "سكايز" تفاصيل الانتهاكات في كل من البلدان الأربعة التي يغطيها مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، وهي لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، فجاءت على الشكل الآتي:

في لبنان، شهدت الساحة الاعلامية والثقافية خلال شباط 2013، عدداً من الانتهاكات أهمها إصابة مراسل جريدة "الأنوار" فتحي المصري برضوض وتحطيم كاميرته في طرابلس (8/2)، وإجبار عناصر مخفر البرج المدوّنة عبير غطاس على إزالة مقال من مدونتها (5/2)، ومحاولة عناصر الدرك منع الصحافيين والمصورين من تغطية اعتصام هيئة التنسيق النقابية في شارع الحمراء (25/2)، فيما طلب عناصر من الجمارك وأمن المطار آلة تصوير فريق "الجديد" للاطلاع على اللقطات المصوّرة خلال تصوير تقرير عن عودة رحلات سياحة كويتية إلى لبنان (22/2).

كما برز إحالة المصوّر الليبي وليد محمد إلى القضاء العسكري بعد توقيفه في المطار (1/2) عند قدومه إلى لبنان لتغطية دورة رياضية، وقرصنة موقعي "نقابة أطباء الاسنان" (11/2) ومجلس النواب (23/2)، واعتصام المحرِّرين المصروفين من "دار ألف ليلة وليلة" أمام نقابة المحررين مطالبين بحقوقهم (25/2).

إلا أن الحادث الأكثر مأسوية كان مقتل الصحافية الماليزية كلوديا ثيوفيلوس في منزل أصدقائها في بعقلين نتيجة إطلاق نار خطأ (2/2).

وفي سوريا، ارتفع المستوى الدموي والوحشي في التعامل مع الجسم الإعلامي والثقافي خلال شباط/فبراير 2013، مع تسجيل سقوط 16 قتيلاً من الصحافيين والناشطين الإعلاميين والكتّاب والفنّانين، في حصيلة تعتبر الأعلى منذ اندلاع الثورة.

وكانت البداية مع مقتل الصحافي الكردي كمال حنان في حلب (1/2)، وبعده الصحافي عبد اللطيف خضر في ريف دمشق (2/2)، لتكرّ السبحة وتحصد الصحافي الرياضي لؤي دعبول على معبر باب الهوى (11/2)، والمصور الفرنسي أوليفييه فوازان في إدلب (23/2)، إضافة إلى الناشطين الإعلاميين نبيل النابلسي (2/2)، محمد الدهون (8/2)، فاروق النايف (10/2)، حمادة الخطيب (12/2)، يوسف عادل البكري (14/2)، محمد محمد (15/2)، عدنان أبو عبدو (19/2)، وائل حمود (25/2) ومحمد الحموي (17/2). وفي حين قضى الكاتب عمر عزيز تحت التعذيب (16/2)، قُتل الفنان التشكيلي أحمد جمعة برصاصة قناص (7/2)، والفنان المعروف ياسين بقوش بقذيفة أطلقها الجيش النظامي على سيارته (24/2). كما سُجّل إصابة كل من المصورة نور كلزي (7/2)، والناشطين الإعلاميين مهند النجار (28/2) ومحمد وعلاء أبازيد (23/2) وأبو عبد الرحمن الديراني (24/2) وصالح أبو بنون (4/2) بجروح.

وكان لافتاً دهم "لواء أحرار سوريا" المعارض مركزين إعلاميين في حلب واعتقال صحافيين عاملين فيهما (14/2)، وخطف مجهولين كلاً من الموسيقي الفنان محمد فتيان (11/2) ومراسل "مركز حلب الإعلامي" محمد ابن حلب (22/2)، إضافة إلى قرصنة الجيش السوري الإلكتروني المقرب من النظام حسابَي "وكالة ​الصحافة​ الفرنسية" (26/2) و"سكاي نيوز عربية" (Sky News Arabia) على "تويتر" (Twitter) (7/2).

وفي الأردن، شهدت الساحة الإعلامية والثقافية هدوءاً نسبياً على صعيد الانتهاكات خلال شباط/فبراير 2013، عكّره الاعتداء على مراسل قناة "رؤيا" الاردنية يوسف البستنجي بالضرب بالأيدي وبعقب المسدس على الرأس على يد عنصرين من جهاز مكافحة المخدرات (22/2)، إضافة إلى اختراق مجهولين حساب وزير الخارجية الاردني على "تويتر" (23/2)، واتخاذ محكمة جنايات عمّان قراراً بالسير في محاكمة الإعلامية رولى الحروب رغم انتخابها نائبة في البرلمان (6/2) على خلفية ما ورد في برنامج كانت تقدمه على قناة "جوسات".

وفي حين استمرت موجة الانتقادات للتعديلات على قانون المطبوعات والنشر (6/2)، قدّم عشرة نواب في البرلمان المنتخب حديثاً مذكرة تقترح تعديله (10/2).

وفي غزة، سُجّلت ثلاثة انتهاكات خلال شباط 2013، تمثلت في استدعاء أمن "حماس" الصحافي حسين كرسوع ثلاث مرات والتحقيق معه حول علاقته بأشخاص في مدينة رام الله (3/2)، واحتجاز شرطة "حماس" طاقم قناة "فلسطين اليوم" أثناء تصويره مدينة رفح بحجة عدم وجود إذن (27/2)، ومنع أمن "حماس" حزب "التحرير" من عرض فيلم وثائقي عن الثورة السورية في الساحات العامة (1/2).

وفي الضفة الغربية، صعّدت السلطات الاسرائيلية وتيرة انتهاكاتها بحق الصحافيين الفلسطينيين خلال شباط/فبراير 2013، ولا سيما في المناطق التي شهدت مواجهات بين الجنود الاسرائيليين وشبان فلسطينيين، فتم استهداف الصحافيَين محمد دجانة أبو عيشة وشادي حاتم (15/2)، وكل من المصورين عامر عابدين (11/2)، سامر نزال (15/2)، جوزيف حنظل (22/2)، يسري الجمل وعبد الحفيظ الهشلمون (22/2) بالرصاص المطاطي، فيما أصيب الصحافي هارون عمايرة (2/2) والمصورون فادي ماضي (21/2)، معاذ مشعل (2/2 و15/2)، فدوى الهودلي وإياد حمد (2/2) بقنابل مسيّلة للدموع، واعتُدي بالضرب على المصورَين علاء بدارنة وجعفر اشتية (23/2).

كما سُجِّل اعتقال القوات الاسرائيلية رسام الكاريكاتور محمد سباعنة ومنع محاميه من زيارته (16/2)، والمصورَين الصحافيَين عبد الغني النتشة وناصر الشيوخي وإطلاق سراحهما لاحقاً (9/2)، إضافة إلى احتجازها الصحافيين ممدوح حمامرة، سامر حمد وعبد الرحمن يونس بهدف منعهم من التصوير في مدينة بيت لحم (19/2)، والمصور حسام أبو علان أثناء تغطيته المواجهات في منطقة باب الزاوية وسط الخليل (22/2)، ومنْعها المصور عبد الرحيم القوصيني من تغطية المواجهات التي اندلعت بينها وبين مواطنين من مدينة نابلس (22/2)، فضلاً عن اقتحامها منزل الصحافي أمين أبو وردة والتحقيق الميداني معه (1/2)، في حين جددت السلطات الإسرائيلية الإعتقال الإداري بحق الصحافي عامر أبو عرفة ستة أشهر للمرة الرابعةً (5/2).

أما في الداخل الفلسطيني، فقد احتجز جهاز الأمن الوقائي الصحافي محمد عوض (19/2) بعد دهم منزله مرتين (7/2 و10/2) ومدّدت محكمة صلح رام الله اعتقاله خمسة عشر يوماً (22/2)، واستدعى الجهاز نفسه كلاً من الصحافيَين علاء الطيطي (7/2) وخلدون مظلوم (26/2) وأخضعهما للتحقيق، كما ألغي حفل "هيب هوب" (Hip Hop) بعد ضغط من نائب محافظ طولكرم وعدد من عناصر الأمن الوقائي والمخابرات وشبان من حركة "فتح" (14/2).

وفي أراضي الـ48، تكرر مشهد الانتهاكات الإسرائيلية خلال شباط 2013، وأبرزها إصابة المصور أحمد صيام برصاصة مطاطية في ركبته أطلقها عليه جندي إسرائيلي عمداً (8/2)، استهداف الجنود الاسرائيليين المصور أحمد صيام أيضاً بعد أسبوع وزميله مجد غيث بقنبلتين صوتيتين أصابتهما بجروح وحروق (15/2)، إضافة إلى اعتقال الشرطة الاسرائيلية مصور القناة الفرنسية الأولى (TF1) جميل قضماني (22/12).

كما سُجِّل إلقاء مجهولين قنبلة يدوية على منزل الإعلامي حكمت غرة (19/2)، وتلقي إذاعة "الشمس" رسالة تهديد لإدارتها وعضوي الكنيست جمال زحالقة وباسل غطاس (13/2)، وصدور أمر توقيف بحق الموسيقي عمر سعد بسبب رفضه التجنيد الإلزامي (12/2)، وسجن الصحافي إياد الرفاعي وتغريمه ثم إطلاق سراحه بعد أن أمضى ثلاثة أشهر ونصف الشهر في السجن (4/2).