رأى مصدر دبلوماسي أوروبي أن "الصراع السني- الشيعي في الشرق الأوسط كبير، وهو ليس جديداً، ولكنه يتفاقم، وهذا بديهي في العراق وفي سوريا مع تعزيز إيران تأثيرها في كل العاملين على الأرض وليس فقط في القريبين منها".

ولفت الى صحيفة "الحياة" الى أن "هذه هي الخلفية الحقيقية للتنافس على النفوذ في المنطقة. وفي لبنان السؤال هو: هل بإمكان "حزب الله" الخروج من هذه الخلفية؟ وهل يريد فعلاً الخروج منها؟ وهل بإمكان اللبنانيين حماية أنفسهم من الآثار الأولية التي ستقع على لبنان بعد سقوط النظام السوري، وهي ستكون شعور السنة بأنهم انتصروا في سوريا وسيستمرون بالشعور بالنصر في أماكن أخرى، منها لبنان؟".

وأشار المصدر الى أنه "في لبنان، يبدو أن الجميع موافق على تشخيص المرض وفي الوقت ذاته لا أحد بإمكانه إتخاذ القرار الذي ينبغي، لأن كلفته مرتفعة، ما يؤكد الحاجة إلى إجراء انتخابات تمكن البلد من حماية نفسه من رياح الصراعات".

وإعتبر أن "الانطباع حالياً هو أنه رغم إدراك الجميع أن هنالك خطراً على لبنان من الوقوع في الصراع المتفاقم في المنطقة، لا أحد يتمكن من القيام بتحرك لتجاوز هذا الخطر"، موضحا أن "المسيحيين يريدون إعادة النظر في القانون الانتخابي الحالي، لأنه يعطي الآخرين، حتى لو كانوا حلفاء، القرار. وهذا الشعور بتجريد المسيحيين من قرارهم عميق جداً".

وأعرب المصدر عن إعتقاده أنه "رغم هذه المخاوف الكل بحاجة لإجراء الانتخابات، فالبلد في حاجة إلى انتخابات لتجنُّب أن يكون ضعيفاً سياسياً، كون الحكومة اللبنانية اليوم في حال إهتراء مع رئيس حكومة ينتقد وزراءه ويقول إن هناك خلافات في الحكومة".

وخلص إلى القول إنه "إذا لم يكن هناك احتمال لإجراء انتخابات فمصير البلد مجهول، والرئيس ​ميشال سليمان​ لا يمكنه مع الجيش وحده أن يمثل وحدة البلد، واذا صح القول إن أفرقاء عدة لا يريدون الانتخابات، فذلك يعني أنهم مستعدون للمواجهة. والسؤال هو: هل تستعد الجهات للمواجهة، أم في النهاية ستتحرك من أجل تسوية تشجع المعتدلين ومنع المواجهة؟".

إلى ذلك، أوضح المصدر أن "عدد اللاجئين السوريين، وفق المصادر الأمنية اللبنانية، بلغ 900 ألف إلى مليون لأن العمال السوريين الذين كانوا يأتون للعمل في لبنان لن يعودوا إلى بلدهم ويلتحقوا بعائلاتهم، ما يشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد اللبناني، والآن هناك اتجاه لإلقاء مسؤولية أي عمل سيء على اللاجئين السوريين، فهناك شعور بعنصرية إزاء السوريين مسيء جداً". ورأى المصدر أن "عوامل التوتر تتفاقم في لبنان يومياً".

وفي السياق، لفت مصدر أوروبي آخر معنيّ بالملف اللبناني، الى أن "بعض الدول التي التزمت في الكويت بدفع أموال للاجئين السوريين لم تدفع، وهذا سلبي جداً". ورأى أن "الشعب اللبناني مستاء من سياسييه، ولكن ليس هناك إحتمال لربيع عربي، لأن ليس هناك ديكتاتور يتمثل بشخص واحد يثور عليه الشعب".

ورأى المصدر الأوروبي أن "حزب الله لا يحتاج إلى انتصار كبير في الانتخابات لأنه مهيمن على البلد وهو لا يريد إدارة البلد كلياً، ولكن يريد التأكد من أن لديه النفوذ الكافي لمنع أي كان من محاولة التخلص من سلاحه، أي أنه يريد حماية خطه الأحمر، وقد توجد هذه الحماية أيضاً في ​قانون الستين​، ولكنه يريد مسايرة ميشال عون".

وأوضح أن "عناصر من "​جبهة النصرة​" موجودون في مخيم ​عين الحلوة​"، كاشفا أن "الاتحاد الأوروبي لن يضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب طالما ليس هناك أدلة واضحة، وأن السلطات البلغارية أبلغت السلطات اللبنانية عن تورط لبنانيين في عملية بورغاس وأعطت أسماءهم".