اعتبر الباحث الإسرائيلي يورام شفايتسر أن "حزب الله" يعاني من أزمة سياسية عميقة، وتوقع ان تتفاقم هذه الأزمة بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وفي الوقت ذاته حذر شفايتسر صناع القرار في اسرائيل من القوة العسكرية لحزب الله، قائلاً إن حزب الله سيخوض المواجهة القادمة ضد اسرائيل بشراسة وسيستعمل ترسانته الهائلة من أجل إحداث أضرار كبيرة في الممتلكات والأرواح في صفوف الإسرائيليين في العمق.

ورأى ان الشائعات الأخيرة حول مرض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واصابة نائبه الشيخ نعيم قاسم في سوريا، ساهمت إلى حد كبير في تشويه صورة حزب الله، وإدخاله في دوامة كان في غنى عنها، على حد تعبيره. وساق الباحث قائلاً إنه في حقيقة الأمر فإن هذين الحادثين عززا الأزمة التي يعيشها الحزب في السنة الأخيرة، والتي نبعت من دعم الحزب لنظام الرئيس السوري ضد المعارضة المسلحة، ذلك أنه مع بداية ما يُطلق عليه "الربيع العربي" أعلن حزب الله عن تأييده للمتظاهرين في كل من مصر وتونس، ولكن حماسه للثروات العربية بدأ يتبدد مع اندلاع الأزمة في سوريا قبل حوالي السنتين، ذلك لأن الأحداث في بلاد الشام بدأت تُهدد حليفه الإستراتيجي القديم، بشار الأسد.

ووفقًا للباحث الإسرائيلي فإن تأييد حزب الله للأسد تحولت إلى تعهد سياسي ثقلها كبير، ذلك أن الحزب الذي بنا صورته على أنه قائد المقاومة والمحافظ على المصالح الوطنية للدولة اللبنانية، تحول فجأة وبات يدعم النظام القمعي والاستبدادي في سوريا، الأمر الذي دفع بالعديد من المراقبين في لبنان وفي العالم العربي أن يكشفوا عن تلونه ونفاقه السياسيين، كما أن هيبته، التي وصلت إلى القمة بعد "النصر الإلهي" الذي حققه ضد إسرائيل في حرب لبنان الثانية صيف 2006 تلوثت وأُصيبت جدا، علاوة على أنه في العام الأخير اتهم الحزب بالنفاق وبالحديث المزدوج، وبأن عمليا يقوم بتنفيذ أجندات خارجية، وتحديدا إيرانية. وتابع شفايتسر قائلاً إن الانتقادات ضد حزب الله تنامت كثيرًا في الأشهر الأخيرة، إلى جانب التقارير التي أكدت على أن عناصره يحاربون إلى جانب النظام السوري، وزعم الباحث أن الحزب قام بتدريب الجيش السوري، وقدم الدعم العملياتي لنظام الأسد، وأن عدد المقاتلين من حزب الله الذين يُشاركون في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا غير معروف، ولكن بات واضحًا وجليًا أن الحزب أصبح صرفًا في الأزمة السورية، على حد تعبيره.

بالإضافة إلى ذلك، قال الباحث الإسرائيلي إن حزب الله يتعرض لضغوطات دولية، ومع أن لوائح الاتهام التي قُدمت بحق عدد من عناصره في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، لم تؤد إلى تراجع في قوته السياسية، إلا أن الاتهامات التي وجهتها مؤخرا بلغاريا للحزب بتورطه في عملية بورغاس من شأنها أن تؤثر عليه كثيرا من الناحية السلبية، كما أن اعتراف أحد العناصر الذي اعتقل في قبرص بأنه جُند لصالح الحزب لجمع معلومات عن أهداف إسرائيلية زادت الطين بلة، على حد قول الباحث، الذي أضاف أن هذه الأحداث مجتمعة أثارت نقاشًا وجدالاً عميقين داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، الذي لم يوافق منذ زمن بعيد على المطالب لإدراج حزب الله على قائمة التنظيمات الإرهابية، سوى من قبل هولندا وبريطانيا.

وخلص الباحث إلى القول إن حزب الله بات في موقف ضعيف للغاية، وبالتحديد من وجهة النظر السياسية، ولكن على الرغم من ذلك، أكد الباحث على أن حزب الله هو تنظيم عسكري قوي للغاية، ومؤهل بما فيه الكفاية، في حال اندلاع مواجهة مع إسرائيل، أنْ يخوض حربًا طويلة ومُدمرة.