أكد أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ​ابراهيم كنعان​ أن "التيار الوطني الحر" سيكمل الطريق حتى النهاية، ولن يحبط عزيمته قضاء عاجز أو مماطلة او التفاف سياسي، لأنه يعرف ان "الابراء المستحيل" يطاول جذور الدولة اللبنانية بمختلف مكوناتها"، مشدداً على "متابعة العمل في المجلس النيابي ومن خلال محكمة الشعب، ولدينا أوراق أخرى ستفاجىء كثيرين"، لافتاً الى أن "المساءلة بالنسبة إلينا ليست كيدية، بل وسيلة أساسية وضرورية ولا رجوع عنها للاصلاح".

كلام كنعان جاء خلال ندوة نظّمتها لجنة الدراسات في التيار حول "الابراء المستحيل والحقائق المالية" في الامانة العامة للتيار-ميرنا شالوحي، في حضور الأمين العام للتيار ايلي خوري، ومنسق لجنة الاعلام والعلاقات العامة وسيم هنود، ومسؤول لجنة النقابات ايلي حنا، واعضاء لجنة الدراسات.

وأوضح كنعان أن "كثيرين يعتقدون أن "الابراء المستحيل" ليس سوى عمل سياسي على أبواب الانتخابات. ونحن نقول إن السياسة بالنسبة الينا ليست كناية عن ديماغوجية أو صف للكلام بلا بعد أو رؤية، بل هي مضمون ومال وتربية وصحة ودفاع ومؤسسات وانماء".

وأوضح كنعان أن "هذا الكتاب ليس ابن ساعته، بل نتيجة جهد متواصل منذ أربع سنوات في لجنة المال والموازنة، بعد تسلّمنا لرئاستها عقب الاستحقاق الانتخابي عام 2009"، وقال " بدأنا فور وصولنا الى اللجنة، في ارساء منهجية جديدة لاعداد موازنة للبنان، وقمنا بجهد متواصل قال فيه المتابعون ان لبنان ام يشهد مثيلاً له من قبل. ونحن نقول أننا نمثل تياراً اصلاحياً، قدّمنا من خلال تمثيله نموذجاً جديدا".

وتابع "نحن لم نقدّم "الابراء المستحيل" لنبقى فيه، بل لننتقل الى الاصلاح الممكن والمحاسبة الأكيدة. فمن دون إصلاح لا بناء للدولة والمؤسسات، وذلك لا يتمّ الا بالمحاسبة. الابراء المستحيل، لكي نكون عكس السير. فهو يعني المحاسبة الأكيدة لا بخلفيات كيدية، بل لتبقى الدولة وتبقى المؤسسات لأولادنا من بعدنا".

وزاد "كل رقم تضمّنه الكتاب مرجعه تقارير ومحاضر رسمية، وهو يحصي في فصوله الـ16، وفي صفحاته الـ257، إنفاق الجمهورية اللبنانية منذ العام 1993. من الهبات الضائعة والشيكات المفقودة الى الـ170 مليار دولار انفقوا ما بين 1993 و2010 من دون حسابات. نحن حاضرين لنساءل عن مضمون الكتاب، ولكن هل يقبل رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة وتيار المستقبل مساءلتهم ومحاسبتهم، ويقروا ويعترفوا ويناقشوا لا عبر وسائل الاعلام بل في القضاء او في المجلس النيابي؟ هذا هو التحدّي لأن حق الشعب الذي قهر وقاسى من الاحتلالات، وتعرّض للاهانات وانتهاك الكرامات، وكل شهيد سقط وكل مواطن هجّر وكل عائلة فقدت عزيزاً عليها، حقّه على تيار المستقبل ان ينزل الى المجلس النيابي ويخضع للمساءلة، لا ان يشنّ حملات على نواب ووزراء تكتل التغيير والاصلاح الذي يشرفون بآدائهم البلاد".

وسأل كنعان "لماذا الابراء مستحيل؟ لأن ابراءهم مستحيل، فلا يمكن أن ينتظروا سنوات وسنوات من دون تقديم حسابات. عام 1997، وعد الوزير فؤاد السنيورة في حينه بتقديم الحسابات أمام المجلس النيابي، وبعد شهرين وعد مجدداً بذلك، وحتى الامس القريب لم يف بوعده وبقي لبنان بلا حسابات خلافاً للدستور، ويحرج من يقول ان الابراء المستحيل افتراء؟ لو ان صاحب دكان، كما قال العماد ميشال عون، لم يقدّم حساباته لخربت مصلحته وتعرّض للمساءلة. وكم من الحالات التي مرّت عليّ كمحام من اناس " اخترب بيتن" وباعوا املاكهم وتعرّضوا للمساءلة القضائية، فيما الدولة اللبنانية في عهد السنيورة، بمكوناتها وجيش المستشارين، الذين يقولون "يا ارض اشتدي وما حدا ادّي"، لم تقدّم حساباتها، وفي حال فعلت يرفضها ديوان المحاسبة ويصدر 14 قراراً قضائياً في شأنها".

وسأل كنعان، "بعد كل الذي عايناها وعانينا منه، كيف يخرج احد ليتحدّث عن العبور الى الدولة؟ وعن اي دولة يتحدّث وقد اسهم في ضرب السيادة والتطاول على الجيش ومد اليد على المال العام؟ وقال " لقد بات " الابراء المستحيل" تحدّ لكل هذا النمط الذي كان قائماً. ولولا ما يقوم به التيار الوطني الحر، من ارساء للنمط الاصلاحي، مستنداً على الدعم الشعبي، والصلابة والدينامية التي يجسّدها الرجل الاستثنائي الذي هو العماد عون، لما كان ما وصلنا اليه، فقد قرعنا جرس انذار في كل ادارات الدولة، ووضعنا الرقابة البرلمانية على السكة الصحيحة من اجل لبنان، والأجيال المقبلة. فالشعلة التي انطلقت سننقلها لمن بعدنا، ونحافظ عليها مضيئة ومشعّة، ليجتمع حولها اكبر عدد من الناس المؤمنين بالتغيير والقادرين عليه. ومن هذا المنطلق، فنحن لا نريد الأكثرية النيابية لنلغي احداً، بل لنقوم ونستمر بالاصلاح المطلوب. فالاصلاح بات في متناول اليد ويجب ان يدعّم ويعزز ويستمر".

اضاف كنعان" لقد اتحفنا البعض بنظريات بأن البلد فاسد و"كلهم حرامية" وان التيار الوطني الحر "ما طلع بإيدو شي". ونحن نقول لهم فليرتاحوا لأنه خلال العشرين سنة الماضية، عندما كنا في المنفى، وكانوا هم في لبنان، لم يقوموا بأي شيء على صعيد الرقابة البرلمانية والاصلاح. فنحن الذين نسأل سوانا عما فعله ولا نسمح لأحد بالتنظير علينا. ومن يريد ان يضع يده في يدنا فأهلاً وسهلاً به، ولكننا لا نريد الرفضي الذي يعتقد ان حياته السياسية تتوقّف على رفضيته. وعلى الرأي العام، ان يضع خطاً وحداً للرفضيين والفاسدين، فنحن لسنا من هذه الطينة، بل نحن عصب التغيير والاصلاح وسنستمر. في السنوات الأخيرة، تمكّنا من قرع جرس الانذار، واليوم هناك ادارة منهمكة في تحضير ملفاتها لأنها تعرف ان الرقابة البرلمانية لن تتوقّف، وان المحاسبة في انتظارهم".

وختم كنعان بالقول "نحن أبناء الرجاء، وقد قاومنا كل قهر وإحتلال، ولن نيأس على رغم العرقلات والمؤامرات. لقد باتت لدينا المعرفة بما حدث من خلال عملنا في لجنة المال، والدواء بالنسبة الينا هي المحاسبة، والامكانات لاستكمالها نطلبها من الناس ليمنحونا ثقتهم فنستمر بهذا العمل حتى النهاية".