نفذ موظفو المصارف في الشمال، اعتصامه الاول من سلسلة الإعتصامات التي ستعم المناطق كافة امام مباني مصرف لبنان.

وقد تجمع الموظفون في شارع المصارف في التل - طرابلس، ثم انطلقوا باتجاه مصرف لبنان مرورا بساحة عبد الحميد كرامي، رافعين اليافطات المنددة بعدم تنفيذ العقد الجماعي والمطالبة بحقوقهم، بمشاركة نقباء المهن الحرة، نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، مسؤولي الروابط، رئيس اتحاد موظفي المصارف جورج حاج، رئيس ​نقابة موظفي المصارف​ في لبنان أسد خوري واعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد.

وامام مصرف لبنان وبعد النشيد الوطني، القت النقيبة مها المقدم كلمة رحبت فيها بالمشاركين، وقالت: "من امام مصرف لبنان في طرابلس تنطلق الشرارة الاولى للتحرك الذي سيعم لبنان إن شاء الله. هذا يومنا، يوم المصرفي الحر، يوم الكرامة ولقمة العيش، صبرنا حتى مل الصبر منا، صبرنا لثلاث سنوات على مفاوضات هي الأطول في تاريخ المفاوضات لتجديد عقد عمل جماعي هو كرامة بالحد الدنى، هو حفاظ على المكتسبات القديمة أكثر منه المطالبة بمكتسبات جديدة. رضينا بالهم والهم لما رضي فينا. أيها الزملاء لم نترك فرصة إلا وأعطيناها، لم نترك بابا إلا وطرقناه، لم نترك وساطة إلا وتعاملنا معها بإيجابية. إبتداء من المفاوضات المباشرة التي إمتدت لحوالى السنة ونصف الى وساطة وزارة العمل وهي أطول وساطة في تاريخ وزارة العمل على ما أعتقد والتي إمتدت الى ما يزيد عن السنة وثلاثة أشهر الى وساطة حاكم مصرف لبنان التي إمتدت الى حوالى الثلاثة أشهر وانتهت كما إبتدأت وساطة الحاكم مثل ما يقول المثل "لا شار ولا دستور". إنتهت وساطة الحاكم دون إبداء الأسباب لإنتهائها. وهم عند مواقفهم لم يتزحزحوا قيد إنملة. ثلاث سنوات صبرنا على ظلمهم وجبروتهم وطغيانهم وفوقيتهم تفاديا للوصول الى ما نكره ويكرهون حفاظا على سمعة ومنعة هذا القطاع البقية الباقية من قطاعات لبنان الإقتصادية بل هو القطاع الأول في لبنان والعالم العربي.أحرجونا فأخرجونا، رهانهم ضعفنا وخوفنا وتفرقنا".

وأشارت إلى أنهم "يريدون إلغاء العقد وعندما فشلوا وهذا خط أحمر راحوا يفرغونه من مضمونه تارة بالمطالبة بإلغاء الأشهر الأربعة أي 13-14-15و16 وتارة بإلغاء الزيادة الإدارية وتارة بزيادة ساعات العمل وتارة بدوام عمل متحرك الى المدارس والجامعات الى آخره، ولمن يعتقدون أن موظف المصرف مميز عن غيره في المكتسبات والرخاء وسعة العيش، أقول: موظفو المصارف عند سن ال64 متروكون لقدرهم وحتفهم حين يكونون بأشد الحاجة للطبابة والدواء ولقمة العيش عندها يرفع عنا كل الغطاء، غطاء الراتب والطبابة والدواء ولقمة العيش بكرامة بالحد الأدنى. تصوروا بسن ال64 نحن فقراء يرمون إلينا بتعويض بالكاد يغطي فاتورة إستشفاء مثلنا كمثل حصان السباق إذا كسر أطلقوا عليه رصاصة الرحمة ونتغنى بإمكانات القطاع المصرفي وقوته ومناعته وفوق هذا كله يستكثرون علينا زيادة سنوية 3 بالمئة تنعكس ملاليم على تعويض نهاية الخدمة".

ولفتت الى "ان موظفي المصارف ينؤون تحت إلتزامات لا طائل لهم عليها من غلاء المعيشة في المأكل والمشرب والملبس الى المدارس والجامعات الى المحروقات. من منكم لم تترتب عليه ديون نتيجة الأقساط المدرسية".

وأَافت: "تجاوز الظالمون المدى تجار البندقية أكلوا الأخضر واليابس أرباحهم بالمليارات ويرمون إلينا بالفتات التي إستكتروها علينا، وخرج المارد من القمقم، القطاع المصرفي نحن عماده وبانوه، علا وارتفع وحلق من دمنا وعرقنا وتضحياتنا أيام الحرب والحرب إذ ليس هناك سلم (طائر فينيق لبنان الحديث وهو القطاع المصرفي، نحن عماده وملائكته وشياطينه إذا إقتضى الأمر ، نحن أم الصبي كما يقول الرئيس جورج الحاج) لا عودة الى العبودية والإستعباد، لا تهديد في لقمة العيش، أقولها من هنا أحرجتمونا فأخرجتمونا. لا تجربونا بالنهاية أنتم تديرون أموال المودعين وتجنون أرباحا طائلة على ظهورهم وظهورنا وترمون إليهم وإلينا بالفتات. وأقول لكل الزملاء في كل لبنان إتحادكم ونقاباتكم شيك غير قابل للتجيير، شيك يدفع للمستفيد الأول وهو انتم. المستفيدون فيه أنتم على إختلاف ألوانكم وطوائفكم وانتماءاتكم. من له إنتماء سياسي فليكرس إنتماءه لمصلحة النقابة وليس العكس وهذا هو العمل النقابي الحق. وأقول للزملاء جميعا من يتعرض منكم للتهديد والضغط فليبلغ النقابة ولشياطين النقابة التصرف بهذا الموضوع، هذا ليس تهديدا ولكن أعود فأقول ظلمكم جاوز المدى، والعين بالعين والسن بالسن وأنتم الذين إبتدأتم".

وتوجهت الى وزير العمل سليم جريصاتي والى المدير العام للوزارة بالوكالة عبد الله رزوق "لأشكرهم على رعايتهم للوساطة وإن لم تؤد الى نتيجة لأن الساعي الى الخير كفاعله وأنتم في وزارة العمل أكبر شاهد على ظلمهم وجبروتهم وعنادهم ونتمنى لكم التوفيق في مسعاكم وإن كنا غير آملين فيه ومشوارنا نحن ماضون فيه للآخر. كما أريد أن أتوجه الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالقول شكرا لك أيها الحاكم على مسعاك الكريم بشخص نائبك الثاني الدكتور سعد العنداري الذي لا يسعنا إلا أن نشكره ونقدره على وساطته علما أننا لا نعلم كيف ابتدأت ولماذا إنتهت ونقول للدكتور رياض سلامة أنت الحاكم والحكم في قضيتنا نتمنى عليك كما كنت دائما مفخرة للدولة اللبنانية وللمصارف المركزية العربية والعالمية أنت صمام أمان هذا القطاع ننتظر منك قول كلمة الحق في حقوقنا، أنت الحريص دائما على منعة هذا القطاع في وجه الأنواء والرياح كذلك نتمنى أن ينعكس حرصك على موظفي هذا القطاع وحقوقهم ومكتسباتهم".

كما وتوجهت الى جمعية المصارف بالقول: "نحن بنظركم رقم يساوي دولارا ولكن إبتداء من اليوم سوف نكون بالنسبة لكم الرقم الصعب ، الرقم الذي سيقول لا للظلم، لا للعبودية، لا للعمل بالسخرة، أنتم بجبروتكم وفوقيتكم تتلاعبون بلقمة عيشنا وعيش أولادنا ومستقبلهم، اليوم نقول لكم لا، لا، وألف لا، كرامتنا فوق أرقامكم وميزانياتكم وأرباحكم ولن نتخلى عن طموحاتنا مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، نحن وإياكم في مركب واحد إما أن نصل سوية الى شاطىء الأمان وإما أن تتدحرج كرة الثلج اليوم لتعم كل المناطق، فللجنوب رجاله ولنقابة الجنوب رجالها ونساؤها ولنقابة البقاع رجالها ونساؤها كما للشمال رجاله وأخوات رجاله وصولا الى أم المعارك الى بيروت بقيادة زميلنا وأخينا أسد خوري ورائدنا جميعا الأب والأم وفخر نقابات موظفي المصارف في لبنان الرئيس جورج حاج".

وختمت المقدم: "نقول كلنا سنميل الى بيروت قومي يا بيروت يا أم الشرائع يا أم النقابات يا أم الإتحادات نحن وإياك على موعد قريب وقريب جدا لنرفع معا صوت المظلومين، لنرفع معا صرخة مدوية، صرخة وجع وألم، صرخة الكرامة. الشكر الجزيل لكل من ساند وحضر من المجالس النقابية الأخرى ولب النداء الشكر الجزيل للزملاء الموظفين وعاش إتحاد نقابة موظفي المصارف والنقابة في الشمال وقطاع المصارف في لبنان".