أشارت معلومات وردت في تقرير امني حصلت عليه صحيفة "الجمهوريّة"، إلى أنّ "النظام السوري ينوي الحسم في منطقة ​القصير​ واستردادها من مسلحي المعارضة، والجيش النظامي يطوّق هذه المنطقة الآن من الجهة الجنوبيّة. وهنا تبدي الأجهزة الأمنيّة خشيتها من هروب عناصر "​جبهة النصرة​" الموجودة في هذه المنطقة، والتي يبلغ عددها نحو 12 ألف عنصر".

وكشفت المعلومات أنّ "هناك نيّة لدى الفريقين في سوريا لتوريط لبنان في النزاع القائم على أرضها عبر خلق مناخات وتجمّعات موالية مهمّتها احتضان عناصر "جبهة النصرة" لأهداف عقائديّة سلفيّة. فجماعة "الإخوان المسلمين" في منطقة شبعا الجنوبيّة تضغط على الأهالي، إما عبر دفع المال أو محاولة إقناعهم بضرورة احتضان هذه الجماعة، الأمر الذي ولّد خلافاً كبيراً بين السكان والجماعات الإسلاميّة المتطرّفة الموجودة في المنطقة".

وتابعت المعلومات: "هذا عدا عن الاجتماعات الليليّة والنهاريّة التي تُعقد في طرابلس ومخيم عين الحلوة و​عرسال​ بقيادة مشايخ معروفين، بهدف توريط لبنان في النزاع القائم في سوريا أولاً، وإنشاء إمارة إسلامية سلفيّة في أرض التعدّدية الدينية والعيش المشترك، للدفاع عن أهل السنّة في مواجهة النظام العلوي في دمشق، وإحلال الخلافة الإسلامية محلّه".

وفي المعلومات، أنّ "مخيّم عين الحلوة يعمل على استقطاب مجموعة كبيرة من أتباع "النصرة" يساعدهم في ذلك وجود عناصر غير منظّمة تؤمن بأفكار الجبهة في المخيّم، وهذه المجموعات متعاونة تعمل على تشييع قتلى فلسطينيين في المخيّم سقطوا في المواجهات السورية".

وتتحدث المعلومات الأمنيّة هنا عن أنّ "جند الشام يحاولون تجنيد مراهقين للقتال في سوريا مقابل مبالغ مالية". وفي هذا الإطار، أرسل المدعو زياد مبارك (جند الشام) الذي موّل ​الشيخ أحمد الأسير​ وزوّده بالسلاح، المدعوَّين معاوية زبيدات وشخصاً آخر من آل عبد الرزاق من داخل المخيّم".

ولفتت الى أنهما "ذهبا الى طرابلس برفقة ابراهيم (ابن زياد مبارك) وقد سلّمهما الأخير الى شادي المولوي والشيخ سالم الرفاعي بهدف تدريبهما لإرسالهما الى سوريا، الأمر الذي دفع والد زبيدات الى مطالبة المولوي والرافعي بإبنه، مهدّداً إياهما بعقد مؤتمر صحافي إذا أرسل ابنه إلى سوريا. بعد ذلك جرى الاتصال بالأب من أرقام وأماكن مختلفة ليجد ابنه في النهاية على الطريق في احد شوارع طرابلس".

وأوضحت المعلومات أنّ "جبهة النصرة تعيش هاجس التخلّص منها في حال وصول الثورة السورية الى هدفها بإسقاط النظام، لأنّ هذه الجبهة بالتحديد هي التنظيم الأشدّ فاعلية بين فصائل المعارضة، وهي تؤمن بالجهاد ضد الآخر لإقامة "الدولة الإسلامية العليا"، ولذلك هي مستعدة لاستعمال كلّ المحظورات تحقيقاً لأهدافها من تفجير السيارات في المناطق المدنية، اضافة الى الانتحاريين واعتبار المدنيين وقوداً للنزاع، على عكس المعارضة السورية التي تسعى الى إجراء انتخابات ديموقراطيّة وإحداث تغيير جذري في الحياة السياسية السورية".

ووفقاً لمعطيات أمنيّة يمكن تحديد أماكن وجود "جبهة النصرة" في لبنان بالآتي:

- قوة عرسال، وكان قائدها خالد حميّد الذي قتل على يد مخابرات ​الجيش اللبناني​. هذه القوة مجهول قائدها حتى الآن، إلاّ أنها تضمّ مسلحين لبنانيين وسوريين يتولون التنسيق معها داخل عرسال وتحديداً مع الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ"ابو طاقية"، وهو الذي اصدر فتوى بقتل عناصر دورية الجيش اللبناني في عرسال، يعاونه مجموعة من السوريين هم على التوالي: محمد خالد حجازي، محسن الصالح وأحمد الريس، ويمكن القول إن عرسال تحوي اليوم نحو 200 عنصر من "جبهة النصرة".

- قوة طرابلس، يرأسها ياسر اللباديدي سوري الجنسيّة، ويعاونه محمد قاسم الحصني (لبناني)، اضافة الى عبدالله محمد وأيمن الخياط الملقب بـ"أبو حدّو" وكلاهما يحملان الجنسية السوريّة. هذه القوّة تُؤتمر مباشرة من خليفة بن لادن في لبنان حسام الصباغ والشيخ سالم الرافعي اللذين يشكلان الغطاء لها، وتتخطى هذه المجموعة الـ 600 شخص من لبنانيين وفلسطينيين. أما مكاتبها فتقع في حي أبي سمرا قرب المدرسة الكويتيّة، ويطغى على المكتب شعارات (لا اله إلاّ اللّه، النصرة")، وهي الشعارات نفسها التي تحملها "القاعدة"، كما هناك مكاتب أخرى لهذه المجموعة في ساحة النجمة في طرابلس.

- قوة عين الحلوة، وتضمّ نحو 250 مقاتلاً، يرأسها قياديّون فلسطينيون أهمّهم أسامة الشهابي الذي يؤمّن دخول الفلسطينيين من مخيم اليرموك في سوريا إلى لبنان، للانضمام إلى خلايا "جند الشام" المنتشرة في مخيمات برج البراجنة ومار الياس والبداوي، هذه القوة تابعة مباشرة للتكفيريين في اليرموك أي لتنظيم "جند الشام".

- قوة عكار، تتركز في حلبا، القويطع، أكروم حيث يتركز عدد لا يستهان به من أنصار "النصرة"، ويرأس هذه المجموعة خضر خويلد الملقب بـ"أبو ثائر"، وتضم أكثر من 300 عنصر من الجنسيتين اللبنانية والسورية".