رأى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري ​سمير نشار​، أن "توقيت الغارة الاسرائيلية على مواقع عسكرية في دمشق زاد من تعقيد الأوضاع السورية من الناحيتين الاقليمية والدولية"، معتبراً أن "هذا التحوّل يساهم في بناء مرحلة جديدة يمكن أن يكون طابعها العام عسكرياً".

وأكد نشار في حديث صحفي، أن "الغارة الاسرائيلية حصلت على موافقة أميركية قبل أن يُباشر الاسرائيلي في تنفيذها"، مشيراً الى أن "الغارة رسالة أميركية للنظام السوري وحلفائه وليست فقط رسالة اسرائيلية"، وموضحاً أنها "أتت قبل زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لروسيا وزيارة وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي للاردن ما يؤدي الى طرح علامات استفهام كثيرة".

ولفت نشار الى أن "الأزمة السورية في المرحلة المقبلة سيكون طابعها العام تصعيدياً من الناحية العسكرية الى حين اجتماع الرئيسين الأميركي والروسي باراك اوباما وفلاديمير بوتين مطلع الشهر المقبل"، موضحاً أن "العسكريين في هذا الموقع يشكلون النخبة المدافعة عن النظام في مدينة دمشق"، مشيراً الى أن "جبل قاسيون عبارة عن ثكنة عسكرية كبيرة جداً يوجد فيها عشرات المواقع العسكرية المهمة"، لافتا الى ان "هذه المواقع كلها من قوات النخبة التي تنتمي الى البنية الصلبة للنظام"، مشيرا الى ان "الغارة ستدفع الجهات الدولية والاقليمية وكذلك النظام الى إعادة ترتيب الموقف خصوصاً أن تداعيات الضربة قد تكون متلاحقة عسكرياً وعلى المستويين الاقليمي والداخلي".

واعلن نشار "اننا كنا نظن أن النظام بعد هذه الضربة سيوجه صواريخه الى اسرائيل فهو يعتقد أن ثمة تحالفاً بين الارهابيين والكيان الصهيوني"، متسائلاً "لماذا لا يضرب اسرائيل أيضاً وبذلك يجنب المدنيين السوريين الضرر؟".

وشدد نشار على أن "النظام لن يرد على الغارة الاسرائيلية لأنه يخوض معركة البقاء وتالياً لن يفتح أي معركة سيكون خاسراً فيها"، مؤكداً أنه "سيجد المبررات تحت شعار التوقيت المناسب والمكان المناسب".

ورداً على ما نقلته مصادر في المعارضة السورية عن أنها ستبحث تغيير رئيس الحكومة الموقتة الحالي ​غسان هيتو​ وتعيين بديل له تتوافق عليه جميع القوى المعارضة، وذلك في اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف السوري، التي ستعقد في إسطنبول يومي 11 و12 مايو الجاري

ولفت نشار الى ان "النقاش حول تغيير رئيس الحكومة المؤقتة الحالي غسان هيتو وتعيين بديل له ما زال مستمراً وحتى الآن لم تتبلور أفكار واضحة"، مشيراً الى أن "أعضاء الائتلاف الوطني طالبوا هيتو ببذل جميع الجهود الممكنة للحصول على التأييد المطلوب كمحاولة لتشكيل الحكومة"، كاشفاً عن أن "هيتو يواجه بعض الصعوبات والعراقيل ما أدى الى تأخير الاعلان عن الحكومة".

وأكد نشار أن "الجيش السوري الحر لا يملك غاز الأعصاب القاتل السارين، وحتى الجهات المسلحة السورية ليس لديها مثل هذا السلاح الكيماوي"، معتبرا انه "ذا كانت هذه المزاعم بشأن استخدام مقاتلي المعارضة السارين صحيحة، فعلى النظام السوري أن يسمح للمحققين الدوليين الموجودين منذ فترة في قبرص بدخول سوريا والتحقيق في هذه القضية بغية تحديد الجهة العسكرية التي لجأت الى هذا السلاح".