توجه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "بالتحية لجميع العاملين بإذاعة "النور"، مشيراً الى أن "هذه الاذاعة بدأت كجزء من مسيرة المقاومة بخبرة ناشئة وفتية وبأمل عظيم بالمستقبل وثقة بالنفس باننا قادرون على صنع الانتصار في اي مجال من المجالات، وكما بدأت المقاومة كمجموعة صغيرة، بدأت اذاعة "النور" بغرفة صغيرة وامكانيات متواضعة وكانت البداية تعبر عن الصفاء والبساطة وعدم التعقيد والمبادرة الذاتية"، لافتاً الى أنه "كما تطورت مقاومة الميدان تطور اعلام المقاومة بنفس الجدية والاخلاص والانتاجية وكان دائما اعلام المقاومة مواكبا لعملها الميداني"، مشدداً على ان "اذاعة النور هي جزء من اعلام مقاوم وملتزم كان المهم والاهم الصدق والامانة في القول والفكر والنية والعمل والممارسة، وهذا الالتزام كان حاسما وقاطعا، ولكن احيانا بالحرص على السبق الصحفي يتورط الكثيرون بالكذب وتغيير الوقائع وتحريفها، ووظيفة وسيلة الاعلام ان تنقل الاحداث لا ان تخترع ولا ان تزور ولا ان تلفق. كنا نقول للاخوة ان نقل بعض الاخبار الصادقة قد يخدم العدو، وليس بالضرورة ان ننقل كل الاحداث ولكن يجب ان لا نزور ونفتري"، مضيفاً "حتى في الحرب النفسية، الصدق في تجربتنا هي نقطة القوة في اي حرب نفسية خضناها مع العدو. الحرب النفسية التي شنتها المقاومة الى جانب عملها الميداني كان يعتمد على الصدق، اما من يهول ويخترع ويكتشف العدو انه يخترع، فتصبح الحرب النفسية مجرد كلام ليس له اي أثر".
ورأى في كلمة له ي الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقة إذاعة "النور" أن "اخطر معضلة يواجهها الكثير من وسائل الاعلام في العالم والعالم العربي ومع كثرة وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية وغيرها هي عدم المصداقية والتضليل وافتراء الوقائع والكذب بالسياسة والعلاقات والاخبار وغيرها من المجالات"، مشيراً الى أن "البعض يتعمد الكذب وهم يعرفون انهم يكذبون الى ان وصلنا الى وقت اليوم عندما تشاهد الفضائيات او تسمع الخبر، فعليك ان تدقق لترى الوسائل الاعلامية الثانية ماذا ستقول والمصادر وامكانية تاكيد الخبر، واحيانا يتم نقل اخبار عن معارك طاحنة في اماكن ليس فيها معارك اصلا، وفي مواجهة من هذا النوع يجب ان نتمسك بصدقنا والتزامنا وامانتنا ونحن لا يجوز لنا ان نفتري على الاخرين او ان نتهمهم زورا وظلما لان هذا السلوك يثبت المصداقية ويصنع النصر"، لافتاً الى أن "مع كل خطوة وحركة كان اعلام المقاومة يواكب لذلك استطاع في الجانب الذاتي الذي يتعلق بالمقاومة تثبيت الامة وتبيين الحق والحقيقة والدفاع عن المقاومة امام اتهامات الارهاب وامام اتهامات التبعية ومحاولات الشيطنة وتشويه الصورة مع ان محاولات الشيطنة موضوع عمره 30 سنة، بالاضافة الى الصورة الاخلاقية والصورة الجهادية وصورة الاخلاص والدفاع عن الوطن والامة والمقدسات وساهم في المس بمعنويات العدو"، مضيفاً "وسائل المقاومة ستستمر باداء هذا الواجب الجهادي الى جانب كل مواقع المقاومة التي تتطلع بكل ثقة الى الانتصار".
وأشار الى أن "المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية اليوم كالارض والهوية، لان الارض من الممكن ان تحتل لمئات السنين ولكن عندما لا يعترف بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة مستمرة ولكن التسليم بهوية الاحتلال فهذا يعني ان المعركة انتهت، وما يجري في المنطقة يساعد العدو على الاستفادة من الفرص المتاحة والعدو يحسن الاستفادة من الفرص ونحن امة تضيع الفرص"، لافتاً الى أنه "عندما ينظر الاسرائيلي حوله ويجد الساكتين امضوا اكثر سكوتا ويجد ان المهتمين يتم اشغالهم بتحديات خطيرة، فلماذا لا يستفيد العدو؟، وعندما يجد العدو ان النظام الرسمي العربي اكثر استعدادا للتنازل عن الحقوق بعد الربيع العربي، وخلال الربيع العربي والصحوات الشعبية كان العدو في حالة رعب شديد، والشعب الفلسطيني كان يطمح ان يجعل الربيع العربي من العرب اكثر تمسكا بالحقوق"، متسائلاً "عندما يكون هناك وزراء عرب مستعدون للتنازل عن الحقوق فأليس هذا محزنا؟".
وشدد على أن "سوريا تواجه حربا قاسية جدا وفي لبنان معروف ما فيه وتفترضون ان ايران محاصرة والنظام الرسمي العربي يتصرف مع فلسطين واللاجئين الفلسطينيين والاقصى وكنيسة المقدس على انهم عبء تاريخي، وهو يحتاج الى الظرف والشجاعة ليقول ذلك، لذا نرى كلما سمحت الفرصة انه يقتحم نحو التنازل، وفي يوم من الايام كان هناك اقوال عن ان العالم العربي سيتحرك ان تم المس بالاقصى"، أسفاً لأن "هناك اشخاص يقولون ان الاولوية ليست للمسجد الاقصى. الاولوية اصبحت كيف نقتل بعضنا في سوريا والعراق وكيف ندفع لبنان الى الهاوية"، لافتاً الى أن "المطلوب اعتراف رسمي عربي وليس فلسطيني فقط بالاعتراف بيهودية الدولة وهذا ما يحمله وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة، ويجب ان يعرف الناس ما هي مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة على اللاجئين والمقدسات وعلى فلسطينيي 48 وعلى نضالات الشعب الفلسطيني منذ مئات السنين"، مشيراً الى أنهم "يسوا جاهزين لان يدفعوا الاموال للمسلمين السنة في الصومال الذين يموتون من الجوع، وليسوا مستعدين لان يقدموا دعما حقيقيا للمقدسيين ليبقوا في ارضهم ولو ثمن مدينة رياضية واحدة من كرة القدم العالمية، ولكنهم جاهزون ليدفعوا لليهود الاموال والتعويضات"، مضيفاً "هناك مخاطر كبيرة وجمة حضارية وبيئية واقتصادية وديمغرافية وغيرها يجب ان تشرح، ومن جملة المساعي الاسرائيلية ان ما يجري الان في ما يتعلق بالمسجد الاقصى نفسه، من الاعتداء على المقدسيين وتدنيس القدس واعتقال مفتي فلسطين، والشعب الفلسطيني يدافع عن المسجد الاقصى بلحمه العاري وصدره ونسائه واطفاله، وهناك خشية حقيقية من تحويل دخول المستوطنين الى المسجد الاقصى امر طبيعي، قبل ان نصل الى موضوع بناء الهيكل"، مشيداً "بالموقف الصادر عن البرلمان الاردني ورفع التحية له، ففي هذا الزمن الصعب، ان يخرج هكذا موقف من البرلمان الاردني فهذه خطوة قوية ومعبرة".
وعن العدوان الاسرائيلي الاخير على سوريا أكد نصرالله أنه "يجب ان نتوقف عند المشهد العام والتحديات الموجودة في المنطقة عندما أتى العدو الاسرائيلي وقصف دمشق وتحدث العدو الاسرائيلي عن عدو العدو وصديق الصديق، وهذه من معياراتنا الاسلامية"، لافتاً الى أن "الاسرائيلي "له اهداف وهو يحاول ان يحقق هذه الاهداف، ودائما من اهدف العدو الاسرائيلي واهداف غيره اخراج سوريا من معادلة الصراع مع العدو الاسرائيلي، وسوريا لم توقع على معاهدة للسلام مع اسرائيل كما الدول الباقية ولكن الكل يعرف ما علمت سوريا، وان اتى يوم يقول فيه اخواننا المقاومين الفلسطينيين في الجلسات الداخلية سيقولون ان لم يقدم احد دعم لنا كما قدمه نظام الرئيس السوري بشار الاسد"، مشيراً الى أن "الاسرائيلي يعرف ان من اهم مصادر القوة للمقاومة سوريا وطبعا ايران، وهو يريد ان يخرج سوريا من المعادلة، والاسرائيلي يقول انه لن يسمح بنقل سلاح كاسر للتوازن في هذه المرحلة ويقول نه سيمنع تعاظم قوة المقاومة في لبنان، اي انه لن يسمح لكم ان تضيفوا اليه سلاحا"، مشدداً على أن "الاسرائيلي قصف دمشق، ولست انا من يقول ما هي الاهداف التي قصفت بل القيادة السورية، ولكنه يريد ان يقول ان استهداف سوريا هو لاخضاع سوريا واخراجها من معادلة الصراع من العدو، وهدف الغارات هو خروج سوريا نهائيا من معادلة الصراع مع العدو الاسرائيلي"، نافياً "الكلام عن ان هناك 300 قتيل في سوريا"، موضحاً "هناك فقط 4 شهداء حسب معلوماتي وهم من العسكريين الذين كانوا يحرسون المكان"، ولكن "الرد السوري هو ان يقول السوريون خذ علما ايها الاسرائيلي ان سوريا ستعطي السلاح للمقاومة، وهذا قرار استراتيجي كبير، واكثر من هذا، ان سوريا ستعطي المقاومة سلاحا اعلى واقوى، دلوني على نظاما عربيا يجرؤ على اعطاء بندقية للمقاومة وليس سلاحا نوعيا، من الربيع العربي وغيره"، مشيراً الى أن "هذا الرد هو اكبر بكثير من القصف في فلسطين المحتلة. الرد الثاني هو فتح الجبهة للمقاومة الشعبية في الجولان وهذا طبيعي، فرضتم حربا على سوريا فهذا يعني ان المقاومة الشعبية في الجولان اصبحت متاحة"، كاشفاً أن "الاسرائيليين ارسلوا رسائل تطمينات ورسائل تهدئة".
وأعلن عن إستعداد المقاومة لأن "تستلم سلاحا نوعيا مهما كان وان نحمي هذا السلاح، وسندفع بهذا السلاح عن العدوان ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا، ووقوف المقاومة الى جانب المقاومة الشعبية السورية ونقدم العون والتنسيق والتدريب والتعاون من اجل تحرير الجولان السوري".
وأوضح أن من "يريد ان يبقى المسجد الاقصى لاهله وان تبقى المقدسات الفلسطينية المسيحية والاسلامية وان تعود فلسطين وان يحقق امال الفلسطينيين ليس في الجامعة العربية ولا الامم المتحدة ولا مجلس الامن ولا منظمة التعاون الاسلامي، ولكن الخيار من البداية كان المقاومة وهو اليوم المقاومة ولن تجدوا من يقف الى جانبكم الا من وقف الى جانبكم خلال عشرات السنين"، مشيراً الى أن "الوضع من سيء الى أسوأ لذلك حافظوا على اسس القوة في محوركم لذلك فان كل سعي جاد لمنع سقوط سوريا فهذه هي معركة القدس والمسجد الاقصى وفلسطين"، داعياً الى الكف عن "هذا التآمر وليتحرك بقية الشرفاء والاحرار في العالم وليعملوا على انجاز التسوية، فمن المعيب ان يصبح الاميركي المتآمر هو المخلص في سوريا وان تكون الجامعة العربية هي من دمرت سوريا".
وعن الوضع الداخلي اللبناني طالب "بتشكل حكومة في اسرع وقت ونريد اجراء الانتخابات في مواعيدها"، مشيراً الى أن "التأجيل التقني تأجيل طبيعي، وان الوضع جيد جداً"، معلناً أن "حزب الله" جاهزة لخوض الانتخابات ولا يدفع من أجل تأجيل الانتخابات"، لافتاً الى أن "فريق "8 أذار" سمى الرئيس نجيب ميقاتي، وفريق "14 أذار" لم يسمه وحجبوا الثقة عنه وكل فريقنا كان موافقا على حكومة وحدة وطنية، وبعدها شنوا حربا شعواء، ودعوا العالم لمقاطعة حكومة ميقاتي وحرق اطارات واشتباكات واعلام قاسي وكل الهدف كان سقوط الحكومة"، لافتاً الى أن بعد "استقالة ميقاتي وتسمية الفريق الاخر لرئيس الحكومة المكلف تمام سلام وهي شخصية من فريق 14 اذار ونحن قبلنا بهذه التسمية وتعاطينا معها بايجابية، وانها فرصة للبلد ان نذهب لحكومة وحدة وطنية وحكومة انقاذ وطني ومصلحة وطنية وليس لحكومة تحدي، وبطبيعة الحال يجب ان يشعر الافرقاء انهم موجودون"، مشدداً على "أننا لم نطالب ان نشارك باحجامنا الواقعية المشاركة في الحكومة بل باحجامنا النيابية وهذه الحكومة حكومة ستشرف على كل المسؤوليات وليس فقط مسؤولياتها الانتخابية حتى لو بقيت اسبوعا واحدا، وفي الدستور هذا الامر مفتوح ويجب عدم التحجج بالدستور"، موضحاً "أن "حزب الله" يريد "حكومة مصلحة وطنية في الظرف الحالي وما يجري في المنطقة والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والتوتر في المنطقة، فالمصلحة تكمن في تشكيل حكومة شراكة حقيقية، ويجب عدم تضييع الوقت في هذا الموضوع وفريقنا متمسك بتمثيله حسب الاحجام النيابية".
وأشار نصرالله الى أن "حزب الله" "سيصوت مع قانون اللقاء الارثوذكسي لاننا اعطينا كلمتنا وكنا واضحين ولا نناور بهذا الموضوع ونحن صادقون بهذا الالتزام. وان تم التصويت على هذا الموضوع فيسير بمساره الدستوري وعندها لكل حادث حديث، ولكن ان لم يتم التصويت، فنحن في فريقنا لم نتفق الى الان على بديل ومستعدون للتشاور على ضوء مشاورات 15 ايار، والامر سيكون متروكا لطبيعة الجلسات وحشرة الوقت، ولكننا بالتأكيد لسنا مع الفراغ والخيارات الاخرى غير الفراغ كلها قابلة للنقاش"
وفي موضوع مخطفي اعزاز وما يجري حول هذا الملف أوضح ان "ما علينا القيام به قمنا به والامور انشاءالله ستأخذ مسارها الايجابي والباقي عند الدولة".
وعن القصف على المناطق اللبنانية توجه لأهالي تلك المناطق بالقول "انتم تتحملون لان هذه الضريبة يدفعها الشعب السوري وسوريا وسنعمل على معالجة الموضوع واعتقد انه سيعالج انشاءالله".