أشارت صحيفة "المدينة" السعودية إلى أنه "لم تعدْ فرضية خشية واشنطن من تكرار الخطأ الأميركي في أفغانستان والعراق في سوريا بأنها سبب في تردد إدارة الرئيس أوباما في دعم مقاتلي الثورة السورية بالأسلحة النوعية، فلا شك أن تداعيات ثورات الربيع العربي في تونس، ومصر، وليبيا، أصبح يشكّل عبئًا ثقيلاً عليها، خاصة بعد مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، وعدم نجاح الأنظمة الجديدة -وقبلها العراق- في التحول إلى النهج الديمقراطي الذي كانت تراهن عليه، وهو ما كان له أثره في تعقيد الأزمة السورية التي زاد من وطأتها الدعم الروسي غير المسبوق لنظام دمشق، وأيضًا استخدام موسكو لحق الفيتو أكثر من مرة للحيلولة دون صدور قرار إدانة لهذا النظام القاتل لشعبه، بما أعطى ديكتاتور دمشق ضوءًا أخضرَ، ومزيدًا من الوقت لقتل المزيد من أبناء شعبه مستخدمًا السلاح الروسي المميت الذي ظلت روسيا تشحنه للأسد بسخاء وبدون توقف على مدى العاميين المنصرمين منذ اشتعال الأزمة".

ولفتت إلى أن "رهان موسكو على بقاء النظام السوري يمر عبر خطة الأسد المعدة سلفًا، والتي تبدأ مع انهيار نظامه، وذلك من خلال العمل على توفير ممر آمن للمناطق العلوية يبدأ من وسط سوريا متّجهًا نحو البحر، وصولاً إلى طرطوس التي يرمي مخطط الأسد -الذي تدعمه إيران، وحزب الله- لتكون عاصمة لدولة علوية، حيث توجد القاعدة البحرية الروسية التي توفر لموسكو متنفسًا إستراتيجيًا في المياه الدافئة. هذا السيناريو الخطير يتطلب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية التي وضعت خمسة شروط لحضور "جنيف -2" الانتباه إلى خطورته، بحيث يصبح الحيلولة دون تقسيم سوريا أهم شرط للمعارضة ليس فقط لحضور المؤتمر، وإنما أيضًا ليكون القرار الأهم في المؤتمر، لا سيما وأن من شأن إقامة دولة علوية تشجيع النعرات الطائفية الانفصالية للعلويين في تركيا، وهو ما ينبغي أن تضعه واشنطن وأنقرة في الحسبان لسبب أن انشغال تركيا بالمواجهة مع بؤرة انفصالية في أراضيها لن يكون في مصلحة واشنطن؛ لأن تركيا إحدى القوى الرئيسة في الناتو، كما سيعني تجدد انشغال تركيا بنزاعات داخلية تهدد أمنها القومي بعد أن تخلصت من كابوس حزب العمل الكردستاني".