اعتبر الأمين العام لحزب الله السّيّد حسن نصرالله أن "ما حصل في صيدا مسيء جدا ونحن حريصون على عدم حصول أي اشكال وما يحصل في طرابلس يجب أن يتوقف بأي ثمن"، قائلاً: "من يريد نصرة النظام فليذهب الى سوريا ومن يريد أن ينصر المعارضة فيلذهب الى سوريا ودعوا طرابلس".

ورأى ان "ما يجري في سوريا مهم جدا بالنسبة الى لبنان ومصير جدا بالنسبة الى لبنان، ونحن نملك جراءة القول والفعل ولذلك لنتكلم اليوم بالصراخة المطلوبة في اللحظة التاريخية الحرجة"، مشيراً إلى أننا "منذ البداية، قلنا ان هناك مطالب شعبية محقة وان المطلوب هو الاصلاح عن طريق الحوار وان لا يصوب أحد على أحد بندقية أو رصاصة"، موضحاً أننا "لاننا نعرف ماذ تعني سوريا بالنسبة الى المقاومة، عملنا مع الرئيس بشار الاسد ومع شخصيات بالمعارضة من أجل الوصول الى حلي سياسي والاسد وافق والمعارضة هي التي رفضت منذ البداية"، معتبراً ان "القيادة السورية دائما كانت تقبل بالجلوس الى طاولة الحوار واجراء الاصلاح لكن المعارضة هي التي ترفض منذ البداية على أمل أن النظام سوف يسقط، وتصورت أن من يقف الى جانبه الكثير من الدول سوف ينتصر".

وفي كلمة له في احتفال لحزب الله لمناسبة ​عيد المقاومة والتحرير​، قال نصرالله: "نحن أمام مرحلة جديدة بالكامل بدأت في الاسابيع الاخيرة بالتحديد، اسمها تحصين المقاومة وحماية ظهرها، وتحصين لبنان وحمايته، وأنا لا أطالب أحد بالمساعدة، وهذه المعركة نحن أهلها وصناع انتصارها، وكما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا".

وأشار الى ان "الاحداث تطورت وبسرعة بدا ظاهرا ان هناك محور تقوده اميركا يتشكل وهي صاحبة القرار الأول والاخير فيه وجميع الباقيين يعملون عندها، وهذا المحور تدعمه ضمنا ​اسرائيل​، وادخلت فيه القاعدة وتنظيمات تكفيرية وقدمت لها التسهيلات من كل دول العالم، وبدأت حرب عاليمة على سوريا، عشرات الاف المقاتلين لم يزعجوا اصدقاء سوريا في عمان لكن أزعجتهم ثلة من المقاتلين في حزب الله"، لافتاً إلى أن "المحور الاخر مصر على المضي في المعركة حتى الاخر، ولا كلام عن الحوار، ونعرف على مدى عامين ان هناك اقتراحات وتسويات معقولة قبلت بها القيادة السورية وعرضت على دول اقليمة وتم رفضها لان هذه الدول لا تستطيع ان تتحمل بقاء هذا النظام".

ولفت إلى أن "هناك معارضة في الخارج لا علاقات لها ولديها منطق ورؤية ومستعدة للقيام بحوار وهذا حق لهم، لكن هناك جزء موظفين عند العديد من المخابرات وقرارهم ليس بيدهم، أما على الارض التي أصبحت تحت سيطرة المعارضة المسلحة فالجميع يعلم أن التيار الغالب هو التيار التكفيري ولا أحد يمون عليهم، وجم سيدفعون ثمن أي تسوية في سوريا". وقال: " ناك دول عربية تريد أن تتخلص من النظام السوري ومن هذه الجماعات، ولكنه لم تنتبه الى انهم سيعودون".

واعتبر أن "كل العناوين التي تطرح لا تحمي وطن ولا تردع عدو، الوضع الحالي يمكن أن يردع أما اذا صممنا أو قبلنا "بوضع المقاومة تحت امرة الدولة تخبزوا بالفراح" ويعني انتهاء المقاومة لان لدينا دولة لا تستطيع ان تحمي جنازة في صيدا ولا تستطيع ان تنهي الصراع في طرابلس ولا تستطيع ان تتفق على قانون انتخاب جديد، وهل أحد يستطيع أن هناك دولة تستطيع أن تأخذ قرارا يردع العدو، ونحن دعينا الى بناء دولة قوية وقادرة وعادلة من أجل أن تدافع عن لبنان".

ورأى أن "وضعنا على لائحة الارهاب لا يقدم ولا يؤخر وهو حبر على ورق".

وأشار الى ان "هذه الجماعات اذا تمكنت من السيطرة على المحافظات المحاذة للحدود ستكون خطرا على المسليمين والمسيحيين والدليل على ذلك هو ما يحصل في سوريا حيث من يقاتل هو امتداد لتنظيم دولة العراق الاسلامية واسألوا أهل السنة في العراق عن ماذا فعل هذا التنظيم بهم".

وقال نصرالله: "هذه العقل التكفيري في العراق فقط وباكستان وافغانستان والصومال قتل من السنة فقط أكثر بكثير من باقي الطوائف الاخرى، وهذا الوباء تعاني منها اليوم تونس وليبيا والدول التي صنعته وصدرته ونحن موعدينا بأن يشرف الى لبنان، هذا هو الخطر بالعقل الغير قابل للحوار وليس لديه شيء اسمه حوار وقواسم مشترك"، سائلا "أي مستقبل لسوريا ولبنان وفلسطين في ظل هذه الجماعات؟".

وأشار إلى أن "منذ البداية كانوا يقولون سيسقط النظام في سوريا وقادمون اليكم الى لبنان، وكانوا يقدمون اوراق اعتماد الى اميركا، ومن البداية خطفوا الزوار اللبنانيين في أعزاز"، معتبراً ان "سوريا هي ظهر المقاومة وسندها والمقاومة لا تستطيع ان تقف مكتوفة الايدي أو يكشف ظهرها أو يكسر سندها ولا نكون أغبياء والغبي هو من يتفرج على المؤامرة تزحف اليه ولا يتحرك".

ولفت الى انه "اذا سقطت سوريا في يد الاميركي والتكفيري وادواتها في المنطقة ستحاصر المقاومة وسوف تدخل اسرائيل الى لبنان لتفرض شروطها عليه وسيعاد ادخال لبنان الى العصر الاسرائيلي، واذا سقطت سوريا ضاعت القدس وشوعب منطقتنا مقبلة على عصر قاسي وسيء ومظلم ونحن الان امام طرفين في الصراع الاول هو المحور الغربي والاميركي والذي يتوسل في الميدان الجماعات التكفيرية التي تدمر الحاضر والماضي والمستقبل، وفي الطرف الاخر دولة لها موقف من المقاومة وتدعو الى الحوار، وحزب الله لا يمكن ان يكون في جبهة فيها اميركا واسرائيل أو نابشي القبور وشاقي صدور".

واعتبر أننا " سقطنا ما سبق المشروع الحالي بدماء الالف من الشهداء ونحن لا نتسطيع الا ان نكون في الموقع الاخر، ومن اراد ان يقف على الحياد فليقف على الحياد، ومن العام 1982 كان هناك ناس تعتقد ان لا احد قادر على تغيير المعادلة واستطعنا ان نغيير المعادلة، ونحن نعتبر اننا ندافع عن لبنان وفلسطين وسوريا".

وقال: "لا يستطيع أحد أن يتهمنا بالمذهبية ومحاولات النيل من معنوياتنا ومن معنويات عوائل شهدائنا غير صحيحة وهو سابقون علينا جميعا ويقولون في منازلهم ما نقوله نحن"، قائلاً: "ليس لدينا شباب تذهب الى الجبهة بالقوة، ونحن اليوم عاملين تقنين نتيجة الاندفاع الكبير الموجود، نحن لسنا محتاجين لنعلين الجهاد، في كلمتين فقط ستجدون عشرات الالف يذهبون الى تلك الجبهات"، كاشفاً عن أن "حزب الله قاتل في البوسنة والهرسك في السابق من أجل الدفاع عن المسلمين وهناك لا يوجد شيعة".

وأوضح أننا "نواجه مجموعة من التهديدات والاخطار، يتقدمها خطران كبيران سنتحدث عنهما اليوم، الاول هو الخطر القائم منذ النكبة هو اسرائيل واطماعها، والثاني التحولات الحصالة في سوريا اي في جوارنا وعلى حدودنا، وبروز التيارات التكفيرية في الميدان".

وأشار إلى أن "إسرائيل تواصل تنفيذ مشروعها في فلسطين المحتلة بكل طمأنينة وهي لا تتعرض حتى للانتقاد من المجتمع الدولي، وهذه اسرائيل منذ حرب تموز تدرب وتتجهز وتضع الخطة وتعيد النظر بها، وتناور على الجبهة الداخلية، وهي تقوم بمناورة في كل سنة على مستوى الجبهة الداخلية، وهي تبدء من رئيس الحكومة الى الشرطة الى الجيش الى الدفاع المدني الى مختلف المستويات، وغدا لديهم مناورة على الجبهة الداخلية، وهم يطلقون عليها اسم جبهة صلبة واحد".

وأشار إلى أنهم "يعتبرون ان لديهم جبهة داخلية صلبة وجاهزون للحرب على كل المستويات، وهم لديهم وزارة خاصة تدعى وزارة الجبهة الداخلية، وهي تدير الجبهة الداخلية كلها في حال حصل أي شيء، ولكن نحن عند سقوط طائرة "ضاعة الطاسة عندنا"، لافتاً إلى أن "اسرائيل تهدد لبنان بالحرب في كل يوم وهي تحشد قواتها على الحدود وتعتدي على سوريا وتقصف، بالنسبة الى لبنان اسرائيل تجهز من العام 2006 وتعالج الثغارات"، سائلاً "ماذا فعلنا نحن في لبنان؟ الدولة كلها ماذا أعدت لمواجهة اي احتمال قد يحصل على المستوى الاسرائيلي، وماذا فعل الشعب، وهل هو يطالب دولته بأن تعد وتجهز وتتحمل المسؤولية؟".

وشدد على أننا "كلنا ننادي بجيش قوي يدافع عن الوطن ويتحمل المسؤولية، لكن ماذا فعلنا على مستوى التسليح والعديد وفي ايجاد هيبة للجيش في عين العدو، ونحن منذ العام 2005 حتى اليوم لا جواب أو أن هناك اجواب اعتذارية، والأميركان واضعين فيتو، نعم ممنوع أن يتسلح أي جيش عربي اذا كان هذا السلاح صد اسرائيل".

وقال: "ممنوع بيع السلاح لسوريا لكن هناك الكثير من السلاح الذي يباع الى العديد من الدول لان هناك ضمانات بعدم اطلاق رصاصة على اسرائيل، هناك خشية من تسليح الجيش لأنه سيقاتل اسرائيل". وسأل "بالشق المدني ماذا فعلت الدولة منذ العام 1948 حتى اليوم، ومن هو المسؤول عن الجبهة الداخلية في لبنان؟ لا شي هناك من تجهيزعلى الاطلاق، وفي لبنان ليس هناك من ملاجىء ولا غرف أمنة، وهل المطلوب من المقاولة أن تتولى الشق المدني أيضاً؟"، مشيراً الى ان هناك جهود من رئيس مجلس النواب نبيه بري بخصوص البنى التحتية".

وقال: "اسرائيل تسلح مواطنيها في القرى الحدودية ونحن نعتبر السلاح الموجود بين أهل أهل بلدتنا في القرى الحدودية غير شرعي".

واعتبر أنه "يجب ان لا تنسى ايضا الايام الحزينة جداً، يوم النكبة والنكسة ونضعهم بالقرب من بعضهم، في تاريخنا المعاصر هناك نكبة ونكسة وانتصارات، النكبة عام 1948 هي ليست نكبة فلسطين وشعبها بل نكبة كل العرب والمسلمين وكل شعوب المنطقة ومن الخطىء التعاطي معها على انها تعني شعب واحد، وان منطقتنا لا تزال تتحمل تداعيات ونتائج تلك النكبة حتى اليوم، وكذلك الامر بالنسبة النكسة"، مشيراً الى أن "البعض يريدنا ان ننسى كل تلك الايام لانه يريدنا بلا ذاكرة ولا تاريخ".

ورأى أن "يوم التحرير هو يوم من ايام الله، تجلت فيه رحمة الله وبركاته وتأييده وكرمه لضعبنا الصامد والمقاوم، وتجل فيه غضب الله على المحتل والمعتدي، فكان الانتصار هو يوم من ايام الله وكان هزيمتهم يوم من ايام الله"، قائلاً: "في هذه اللحظات نستحضر كل التضحيات والشهداء وعوائلهم وكل الجرحى والاسرى والذين خرجوا من السجون وكل اهلنا الذين صمدوا في ارضهم وكل المضحين من الجيش والشعب والمقاومة ومن اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وفي مقدمتهم السيد عباس الموسوي والشيخ حرب والقائد عماد مغنية وجميع الشهداء المضحين".