أكد أمين سر تكتّل "التغيير والاصلاح" النائب ​ابراهيم كنعان​ أن "المشروع الاول للتكتل عقب الانتخابات النيابية هو تحقيق المناصفة الفعلية"، مشدداً على أن "لا تراجع على هذا الصعيد"، ولافتاً الى أن "إجراء الانتخابات سيكون رفضاً للامر الواقع والتمديد على المستويات كافة واستفتاء على المناصفة".

وأوضح في لقاء حول كتاب "الابراء المستحيل" استضافته هيئة قضاء زحلة في "التيار الوطني الحر" في قاعة الكلية الشرقية، "الابراء المستحيل ليس فضيحة للمتاجرة والاثارة، بل حقائق نظهّرها لتغيير الواقع والوصول الى الاصلاح وفق الاصول والمعايير المعتمدة. نعم نريد انتخابات وان يكون هناك صوت حرّ يذهب الى مكان يفيد لبنان ويؤمن عودة 40 الف شاب يهاجرون سنوياً بعدما فقدوا الثقة بالوطن. نحن ننظر الى الانتخابات كوسيلة ديمقراطية للاصلاح والتغيير. السعيد بالوضع القائم موقعه ليس الى جانبنا. ولكن الذي يؤمن اننا في حال تآكل، وان نظامنا المالي والسياسي يؤثر على نظامنا الانتخابي. ولا تقولوا لي بقناعة معينة او سحر ساحر تبدّلت مواقف البعض من قانون الانتخاب".

ولفت الى أنه "استمعنا الى موقف النائب الزميل سامي الجميل مناشداً العماد ميشال عون بمسألة تتعلّق بقانون الانتخاب. ليس صحيحاً ان المسؤولية تقع على المسيحيين فقط عن هذا الوضع، كما قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالإمس. المسيحيون اتفقوا وحلّت العجيبة وذهبوا بالاقتراح الارثوذكسي وقد باركته بكركي. والرفض اتى من بعض الشركاء في الوطن الذين رفضوا المناصفة. وهذا هو لب الموضوع. اما الامر الواقع الذي ذهبنا اليه بالترشيحات فهو لمواجهته ورفضه واحترام مبدأ تداول السلطة الذي يعتبر من اهم اركان اي نظام ديمقراطي في العالم، والذي بتحقيقه يمنع التشكيك بمشروعية الدولة اللبنانية دولياً وعالمياً، والاّ فاننا سائرون بركب الانظمة المارقة وما اكثرها في المنطقة. الامر الاول هو اتفاقنا وهو حصل، والثاني التزامنا حتى النهاية بما اتفقنا عليه وهو ما لم يحصل للاسف في الخامس عشر من ايار. لأنه هو الذي يوصل في النهاية الى تغيير قانون الانتخاب. وبالتالي الارادة التي تعلو فوق ارادة شريك اساسي في الوطن هو الشريك المسيحي لا يمكن حلّها بتقنيات، ولا بأربع وعشرين ساعة ولا بمهلة ترشيح اذا كانت للاثنين او للاسبوع المقبل".

اليوم انتهى عهد الوصاية، ولكن هناك من يحاول مجدداً فرض وصاية خارجية كالطائف على قرارنا وقوانينا الانتخابية ويجب عدم القبول بذلك. لذلك اقول لكل من يناشدنا بأن الحل برفض الامر الواقع بالسياسة والاتفاق على وحدتنا والتزامنا بما نقرر في بكركي. اما تقنيات الامر الواقع فحلها بسيط جداً عندما تتوافر الارادة السياسية".

وأضاف "أما بالنسبة الى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعتبر ان نتيجة الاقتراح الارثوذكسي لم تكن مضمونة في المجلس النيابي، فنقول إنه يجب الذهاب بالقضايا المبدئية حتى النهاية. فالقضايا الاساسية التي تتعلق بحقوق الشعوب والجماعات لا تخاض على خلفية نتائجها فقط، بل في أكثر الاحيان على خلفية تكرسيها من خلال تراكم المعارك والاستمرار بالنضال والموقف حتى النهائية وصولاً الى تحقيق الهدف".

وتابع كنعان "نحن لم نرفض اقل من المناصفة للذهاب الى 34. ولكن ما الذي يؤمن الـ64 نائباً سوى قانون الانتخاب؟ القضية ليست مسألة ترشيح أو عدم ترشيح. وقد يكون الترشيح هو رفض للامر الواقع. ومن يحاول تيئيسنا اليوم ويقول لنا ليس لكم مكان أو دور، نقول له لا، نحن مشاركون في النظام، ولنا دور ونريد التغيير ولكننا في حاجة الى ارادة سياسية جامعة. ونطالب شريكنا المسلم الذي نريد معه بناء البلاد بذلك. وعلى شريكنا ان يكون واع الى ان اي انتقاص من حقوقنا كمسيحيين سيرتد يوماً على سوانا في الوطن، ونحن لا نريد الدخول في هذه الدوامة مع شركائنا. ولكن الظلم يؤدي الى الظلم، والقهر يؤدي الى القهر، والتعدي الى الحقوق يوصل الى التعدي على الحقوق. لذلك الموضوع بهذه الاهمية ولا يتلخص بمهل، ونأمل في ان تكون كل المهل التي تم التعبير عنها، جدّية وحقيقية، كالنوايا التي نعبر عنها وعبّر عنها العماد ميشال عون بصلابة وشجاعة. ونقول انه اذا جرت الانتخابات رفضاً للتمديد على المستويات كافة. رفضاً لتمديد الواقع الفاسد وقانون الانتخابات لاربع سنوات. لانه عندما تنتهي هذه الانتخابات، فمحور معركتنا ومشروعنا سيكون المناصفة".

وأكد كنعان أن "على الرأي العام أن يحاسب، فكل من يخرج عن إطار معين رسمه لنفسه وقال انه يريد القتال من أجله، يجب ان يحاسب. فكما نطالب بمحاسبة سياسة مالية منذ العام 1993 وحتى اليوم اوصلت الى 170 مليار دولار من دون حسابات مالية، فمن يتغاضى عن تمثيل سياسي ومسيحي في النظام مبارح واليوم وغداً بشعارات واهية وبـ"يا جماعة مش قادرين" ومن يطرح اسئلة بعد من "يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب" يجب ان يحاسب. فنحن غير قادرين بعد كل العذابات والنفي والسجون والهدر في المال والهجرة، أن نتحمّل أخطاء وخطايا ترتكب في حق اللبنانيين. ويجب عدم التهاون، لاننا اليوم هنا وغداً لسنا هنا. ولكن اولادكم سيكونون هنا، وزحلة والمتن وجبل لبنان وكسروان وكل لبنان سيبقى ويستمر بنا وبكم لا بغيرنا. فهذه الارض أرضنا والحقوق حقوقنا، وكل شيء يجب أن يرخص من اجلها. والموضوع ليس قضية انتخاب فلان او علان. القضية قضية جماعية وهدف وطني يجب تحقيقه".

ودعا كنعان الى "الانتباه الى ان "الابراء المستحيل" هو شهادة للتاريخ وموقف نفتح من خلاله باب ليكون في المستقبل الاصلاح ممكناً".

وعلى صعيد أموال البلديات، اشار كنعان الى ان "التكتل في صدد تقديم مراجعة لدى مجلس شورى الدولة للطعن بمرسوم توزيع عائدات الصندوق البلدي المستقل التي ذهبت 80% منها كديون للبلديات دفعتها الدولة عنهم لشركات النفايات".