أكد الناطق باسم حركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة ​أسامة القواسمي​ أن تصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية الأخيرة والتي تناول فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس تدلّ على ما أسماه "جهله في أبجديات السياسة وإدارة الصراع مع المحتل الاسرائيلي".

وفي حديث لمراسل "النشرة" في الأراضي الفلسطينية ​محمد فروانة​، ذكّر القواسمي بأنّ حركة "فتح" توافقت مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، بما فيها حركة "حماس"، على المقاومة الشعبية، لافتا إلى أنّ حركته صريحة وصادقة مع الشعب الفلسطيني.

تصريحات لا تعبر عن ثقافة الفلسطينيين

وأوضح القواسمي أن حركة "فتح" والقيادة الفلسطينية في رام الله ترتكز في صراعها مع المحتل الإسرائيلي على محاور ثلاثة واضحة، تتمثل في المقاومة السياسية والتي أنجزت فيها الدولة الفلسطينية من خلال اعتراف الأمم المتحدة، والاعتماد على المقاومة الشعبية في هذه المرحلة، وعلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ووحدته.

وإذ أكد القواسمي أن القيادة الفلسطينية تصارح شعبها بكل ما تتفق عليه، رفض المزايدة عليها من قبل رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، معتبرا أنّ الأخير هو الذي "يكرّس حالة من الهدنة والتهدئة مع إسرائيل ويستجدي العالم كله وقت العدوان الإسرائيلي على غزة، ويفتح قنوات سرية مع الاحتلال الاسرائيلي، سواء كانت أمنية أو تجارية، ويحاول المزايدة بها على الرئيس أبو مازن حسب الموقف الوطني و القرار الفلسطيني المستقل، والذي أصبح واضحاً للقاصي والداني"، مشيرا إلى أنّ كلّ هذه العوامل تؤشر إلى محاولة هنية "الاصطياد في الماء العكر"، على حدّ تعبيره.

ودافع القواسمي بشدّة عن عباس، لافتا إلى أنه يحظى بتأييد أغلبية ساحقة من الشعب الفلسطيني، وهذا ما كان واضحاً وجلياً في مهرجان انطلاقة حركة "فتح" في قطاع غزة، ومن خلال الانتخابات الأخيرة في الجامعات الفلسطينية، التي تعكس مؤشراً على شعبية الرئيس وحركة "فتح" في الشارع الفلسطيني، مشيراً إلى أن عباس صادق وصريح مع شعبه في برنامجه السياسي، ولم يقل في يوم من الأيام أنه يعتمد في هذه المرحلة على المقاومة المسلحة وخطف الجنود، بل على المقاومة السياسية والدبلوماسية والمقاومة الشعبية وتعزيز صمود شعبنا.

مصارحة للشعب الفلسطيني

الناطق باسم حركة "فتح" أشار إلى أن تصريحات عباس هي بمثابة مصارحة للشعب الفلسطيني وصدق موقف وتعبر عن استراتيجية النضال في هذه المرحلة، على عكس هنية الذي يحاول المزايدة على الرئيس في أي موقف. وشدّد على أن عباس يتمتع بدعم مطلق من حركة "فتح" والشعب الفلسطيني، لأنه لم يقل كلمة واحدة في برنامجه السياسي قبل الانتخابات ولم ينفذها ما بعد الانتخابات، وطيلة الستة سنوات الماضية منذ أن تولى الرئاسة حتى هذه اللحظة، وهو صادق مع شعبه وما يقوله في الغرف المغلقة مع الأميركيين والأوروبيين والوفود العربية والدولية، هو الذي يقوله للشعب الفلسطيني، فهو صامد على الموقف فيما يتعلق بالمفاوضات مع اسرائيل على الرغم من التهديدات والضغوطات الأميركية عليه، حسبما قال.

وأضاف القواسمي: "كان الأجدر بإسماعيل هنية أن يلتفت إلى حجم الدمار الذي يلحق بالقضية الفلسطينية من خلال تمسكه بالانقسام وضرب القيادة الفلسطينية وهي تتوجه إلى كل المحافل الدولية من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، وننصحه أن يتوجه إلى الوحدة الوطنية وعدم محاولة إثارة النعارات الفصائلية والاصطياد بالماء العكر".

نعلم كيف ندير الصراع

وحول تصريحات الرئيس عباس فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، قال القواسمي: "نحن نعلم كيف ندير الصراع مع المحتل الاسرائيلي من خلال العلاقات الدولية ووضع الكرة في الملعب الاسرائيلي، وإن كان هناك اتفاقات أمنية مع إسرائيل فهي معلنة للشارع الفلسطيني ونحن نعيش تحت الاحتلال وبحاجة إلى أن نمر على عشرات الحواجز الإسرائيلية يومياً، وعندما نمر إلى الاردن أو غيرها أو من أجل التنسيق لإدخال المواد الغذائية والأدوية، هذه كلها لا تمر عبر العلاقات السياحية أو الثقافية مع إسرائيل، ولكن من باب العلاقات الأمنية".

وأشار القواسمي إلى أن هناك اتفاقا أمنيا بين رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية، وإسرائيل، خصوصاً بعد العدوان الأخير على غزة، لافتاً إلى أن حركة "حماس" في قطاع غزة تعتقل كل من يقاوم إسرائيل، متسائلاً: "هل هذا يأتي من باب تنسيق ثقافي وسياحي وتبادل الأدوار، أم من باب التنسيق الأمني السري؟"

وتابع: "هناك اتفاق تم توقيعه بين ​حركة حماس​ وإسرائيل، وهنية شخصياً أرسل رسالة إلى قيادة الاحتلال الإسرائيلي يقول فيها أنه ملتزم مئة بالمئة بمنع إطلاق رصاصة على إسرائيل".