إعتبرت صحيفة "المدينة" السعودية أن "ليس من قبيل المبالغة القول إن شحنة صواريخ أرض - جو الروسية المتطورة التي وصلت دفعتها الأولى إلى النظام السوري بالفعل تعتبر لطمة على وجه مؤتمر جنيف -2 وللجهود التي بذلها جون كيري من خلال جولات مكوكية بدأها حتى قبيل تسلمه لمنصبه كوزير للخارجية في ولاية أوباما الثانية".

ورأت أنه "بالرغم مما تمخض عنه اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي من قرار برفع الحظر عن توريد الأسلحة للمعارضة السورية، إلا أن القرار فقد قدرًا كبيرًا من أهميته بعد أن تقرر العمل به حال فشل مؤتمر السلام الذي لم يحدد بعد أطرافه المشاركة ووقت انعقاده، بل أصبح معرضًا للإلغاء بعد وصول تلك الشحنة لبشار الأسد".

وشددت على أنه "بالإمكان القول في ظل هذه التطورات، لاسيما بعد الخلافات التي ظهرت في صفوف الائتلاف السوري الموحد، خلال مؤتمر اسطنبول الذي استمر أسبوعًا بعد أن كان مقررًا له ثلاثة أيام دون أن ينجح في انتخاب رئيس جديد له خلفًا لرئيسه المستقيل معاذ الخطيب، ودون أن ينجح في التعبير عن موقف محدد إزاء المشاركة في مؤتمر "جنيف -2، بالإمكان القول في ظل هذه التطورات إن الثورة السورية تمرّ في أصعب مراحلها، ليس ذلك بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن دعم الشعب السوري وتردد الغرب في تزويد المعارضة بالأسلحة النوعية وحسب، وإنما أيضًا لأنه لايبدو الوضع أفضل على الصعيد العسكري، بعد ظهور قوي تعتبر نفسها خارج إطار الجيش السوري الحر، ولا يشمل ذلك جبهة النصرة فقط، وإنما أيضًا تنظيمات أخرى مثل "الجبهة الإسلامية السورية"، و"جبهة تحرير سوريا الإسلامية" التي تعمل كل منها خارج إطار الجيش السوري الحر، بما ينعكس سلبًا على أداء هذا الجيش".

وإعتبرت أن "تراخي الموقف الأميركي إزاء هذه التطورات لا يؤدي فقط إلى اهتزاز مصداقية واشنطن وإنما أيضًا إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية والعودة إلى فترة الحرب الباردة، لكن ذلك كله لا يعفي قوى المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري من مسؤوليتها إزاء الشعب السوري والعمل على تحقيق آماله الوطنية، بالعمل على التوحد في جبهة موحدة تضع في أولوياتها وقف نزيف الدم السوري وإنهاء حكم بشار الأسد والحفاظ على وحدة الإنسان والتراب السوري".