شددت سفيرة الاتحاد الأوروبي في بيروت أنجلينا إيخهورست على "أهمية الحوار المبني على المعرفة والأبحاث العلمية"، ودعت الى "نظرة نقدية حول الشراكة الأوروبية مع حوض المتوسط وتحديدا لبنان، وحث الاتحاد الأوروبي على تقديم المزيد"، موضحة أن "أوروبا تتغير لذا على لبنان أن يتغير أيضا".

وجددت ايخهورست في كلمة القتها في إفتتاح كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأنطونية بالتعاون مع "معهد باسل فليحان المالي"، مؤتمرها الدولي الثالث بعنوان "ملاحظات حول العلاقات الأورو- متوسطية: تقييم وتقدم"، "دعم أوروبا للبنان خصوصا للأفكار الجديدة والمبتكرة"، لافتة في هذا الاطار الى أن "الدعم هذا يتجلى على مختلف الأصعدة سواء في الجنوب على المستوى الأمني من خلال تواجد عناصرالأمم المتحدة الذين يمثلون 12 دولة عضو في الاتحاد أو عبر نسج الشراكات ومنح المساعدات للقطاع الجامعي والزراعي والتجاري والاقتصادي".

ودعت الطلاب الى التحلي "بالايجابية وبالأمل والايمان بأن الأمور ستتحسن دائما نحو الأفضل".

من جهته، رأى العميد المؤسس لكلية الأعمال الوزير الأسبق ​دميانوس قطار​ أن "من أهم أهداف الشراكة ما بين الاتحاد الأوروبي ودول المتوسط ليس تسهيل هجرة شباب المنطقة الى أوروبا بل تمكينهم من الحصول على تعليم أفضل والاطلاع على آخر الابتكارات والمستجدات العلمية". وذكر أن "كل مساعدة أوروبية للبنان يقابلها سنوات من الحوار وتراكم الخبرات والبناء المؤسسي والتضامن"، معتبرا أن "أهمية لبنان تكمن في كونه مختبرا للحوار والتنوع" داعيا الى "تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والى الاستثمار في عنصر الشباب".

أما الأب الرئيس للجامعة الأنطونية ​جرمانوس جرمانوس​ فرأى في كلمة ألقاها، أنه "رغم أن منطق وروحية التضامن الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي طغت على أجواء "مسار برشلونة" في 1995 و"سياسة الجوار" في 2003 و"الاتحاد من أجل المتوسط" في 2008 من أجل ارساء تنمية مستدامة وانخراط وتبادل فعلي في منطقة حوض المتوسط، إلا ان الضغوط التي تمارسها القوى السياسية والاقتصادية العظمى المتحاربة معطوفة على النزاعات والثورات السياسية والاجتماعية المحلية وتدفق اللاجئين والمهجرين والبطالة والأزمات الاقتصادية وسباق الشركات الاقتصادية الكبيرة الى الربح السريع لم تسهل الأمور".

وذكر الأب جرمانوس "بالتحذير الذي أطلقه الحبر الأعظم منذ فترة في ما خص ديكتاتورية الاقتصاد الوحشي الذي يولد طغيانا جديدا غير مرئي في عالمنا، والذي غالبا ما يدفع ضريبته الفقراء"، داعيا الى إصلاح مالي واقتصادي أخلاقي".

ومن جهته، جدد عميد كلية إدارة الأعمال جورج نعمة "التزام كلية ادارة الأعمال وتصميمها على تشجيع البحث ونشر الأبحاث العلمية في موازاة الانفتاح والتطوير المتواصل لشراكاتها الاستراتيجية في ما خص التعليم العالي والانخراط في سوق العمل على الصعيدين المحلي والعالمي".

ويهدف المؤتمر الى تحديد أطر وتقييم محاور اشكاليات عدة تتعلق بعلاقات التعاون والتحديات الأورو- متوسطية. وتتوزع أعمال المؤتمر الذي يمتد ليومين، حول جلسات خمس يشارك فيها باحثون وأكاديميون ومختصون أتوا من فرنسا وايطاليا وتونس ولبنان بغية تبادل وتقاسم المعارف والمهارات كما البحث عن مركز أفضل للبنان والى تقدم ملموس من ضمن الاتفاقات الوزارية التي ترعى تطور سياسة الجوار الأوروبية.

ويعالج المؤتمرون العلاقات المالية العالمية وإدارة الابتكار والتنمية والشباب الجامعي في منطقة الأوروميد إضافة الى الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية الأورو-متوسطية والتحالفات الاستراتيجية كما المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة ومواضيع أخرى.