انتهت معركة ​القصير​ بعد ثلاثة أسابيع على اندلاعها. الجزء الأخير منها لم يستغرق أكثر من ساعة واحدة، وأسفر عن سيطرة الجيش السوري على المدينة بالكامل وفرار المسلّحين. هذا الجزء أتى تتويجا للمرحلة الأخيرة من المعركة التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، حيث سقطت كافة قرى الريف، باستثناء قريتي الضبعة الضيعة والبويضة الشرقية وضبط النظام كافة المداخل والخارج خصوصا على الحي الشمالي الشرقي من القصير، والذي كان يتمركز فيه عدد كبير من المقاتلين السوريين والعرب والأجانب بما يعادل نحو 3000 مقاتل من أصل 5000، وقد أصبح هذا الحيّ محاصَرا من كافة الجهات وقطع عنهم الماء والكهرباء والمواد الغذائية والاستشفائية.

رغم الحصار، لم تسكت أصوات القذائف والرصاص على امتداد هذه المرحلة ليلا نهارا لا من جهة الجيش السوري الحر وجبهة النصرة الارهابية التي تضم عناصر من كافة الاقطار العربية والاجنبية، ولا من جهة اخرى الجيش السوري النظامي واللجان الشعبية.

وتعتبر القصير نقطة وسط استراتيجية بين عرسال والهرمل وشمال لبنان وحمص وطريق عام حمص دمشق وصولا الى خط الساحل السوري، كما تطال خاصرة "حزب الله" وخزان المقاومة الشعبي من الهرمل الى بعلبك. وتضم القصير كافة الطوائف والمذاهب من السني والعلوي والمسيحي والشيعي باستثناء الحي الشمالي الشرقي الذي يعتبر بيئة حاضنة لجبهة النصرة والاصولية السلفية، ولهذه الاسباب الاستراتيجية وضعت المعارضة السورية ثقلها العسكري فيه، فكان "خطأها المميت" حيث استقطبت افضل المقاتلين اهمهم من الشيشان وأفغانستان والدول العربية والاجنبية الذين شاركوا في معارك ضد الروس والأميركيين في أماكن عدّة في العالم.

مصدر عسكري ميداني في المنطقة المذكورة أوضح لـ"النشرة" أنّ المواجهة حصلت مع نخبة من المقاتلين بأفضل الأسلحة التي وضعت تحت تصرفهم والتي وقع بيد مقاتلي الحزب عدد كبير منها واهمها رشاشات اميركية الصنع عيارها 12.7 يصل مداها الى 8 كلم خط نار واحدث المتفجرات والعبوات وافضل المهندسين الفلسطينيين الذين تدربوا على يد "حزب الله" لشق الانفاق في غزة.

ويلفت المصدر إلى أنّ "حزب الله" الذي حارب إسرائيل، عندما قرّر أن يشارك في القتال في القصير، كسر في بداية المعركة اول خط دفاع من اصل ثلاثة بشكل دائري وصولا الى اخر خط دفاع والاخير وهو الحي الشمالي الشرقي الذي تعتبر مساحته 35 بالمئة من مساحة القصير، فدفع الحزب 85 قتيلا و250 جريحا مقابل سقوط من الفريق الآخر 930 قتيل و300 اسير من جنسيات عربية واجنبية، و1500 جريح عولج منهم 450 جريح في عرسال بمستشفيات ميدانية خصصت لهذا الغرض.

وتشير المعلومات العسكرية إلى أنّ القصير أصبحت ساقطة عسكريا منذ ساعات طويلة، لتبدأ بعدها معركة قرى سلسلة الجبال الشرقية ابتداء من القرى المقابلة لبلدة عرسال وصولا الى الزبداني بطول 70 كلم.