أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور، أن "التطورات الميدانية الأخيرة على الساحة السورية مؤشر كبير للمرحلة القادمة، وخاصة أن ​مدينة القصير​ التي سيطر عليها الجيش السوري تشكل نقطة إستراتيجية ومفصلاً مهماً ميدانياً وجغرافياً وإستراتيجياً".

واوضح في حديث لـ"الوطن" السورية إن "الجيش السوري بسيطرته على مدينة القصير حقق إنجازاً إستراتيجياً كبيراً فعلاً بشهادة كل المحللين العسكريين، على اعتبار أن القصير نقطة في وسط سوريا ترتبط عبر الريف باللاذقية وطرطوس على ساحل البحر المتوسط وتلتقي أيضاً مع حماه وحمص وجنوباً مع دمشق"، لافتاً إلى أن "هذه المنطقة الموصولة أصبحت الآن تحت سيطرة الجيش السوري ومن خلالها يستطيع أن يحقق فيما بعد الإنجازات التي يريدها".

واعتبر منصور أن "منطقة القصير مع ريفها تشكل نقطة ثقل إستراتيجي جغرافي وسياسي وعسكري واقتصادي"، مشيراً إلى أن مدينة حمص التي تبعد 35 كيلومتراً عن القصير هي العصب الصناعي والاقتصادي لسورية، مضيفاً: "هذه المنطقة كلها أصبحت اليوم تحت سيطرة الشرعية السورية".

وشدد وزير الخارجية اللبناني على أن مقاتلي حزب الله "دافعوا فقط عن إخوتهم اللبنانيين في القصير"، لافتاً إلى أن بعض الأطراف تشوه موضوع حزب الله وكأن ما يجري على الساحة السورية منذ عامين مسؤول عنه الحزب ويتحمل تبعاته.

اضاف "حزب الله لم يقاتل في جنوب سوريا ولا درعا ولا في إدلب ولا القامشلي، فقط في قرى القصير التي يوجد فيها لبنانيون (أكثر من 35 ألف لبناني منتشرون في 20 قرية) دفاعاً عن هؤلاء الذين تعرضوا للاضطهاد والتنكيل من المجموعات المسلحة وقتل منهم من قتل ودمرت بيوتهم وحرقت أرزاقهم".

وأشار الى ان: "الحزب لن يشارك في العمليات العسكرية لأنه إذا قلنا إن الحزب هو الذي يقوم بهذه العمليات فنحن ننقص من قدرة وقيمة الجيش السوري، وهو جيش كبير ومن الجيوش الـ20 أو الـ25 القوية في العالم، وتعداده 400 ألف، ولديه احتياط 400 ألف، ولا يعتمد الجيش السوري على فصائل مسلحة أياً كانت هذه الفصائل".

ودعا منصور العرب والجامعة العربية للعمل على حل الأزمة التي تمر بها سورية عبر الحوار السياسي وأن "نتخلى عن الاتهامات وتحميل كل طرف المسؤولية للآخر". كما دعا منصور المعارضة السورية "للقبول بالحوار ولا شيء غير الحوار، وخاصة بعد المتغيرات على الأرض".

وشدد على انه "علينا اليوم أن ننقذ سوريا ولا يجوز تركها على ما هي عليه، ولا يجوز الاستمرار بإرسال السلاح والمال والمقاتلين الذين يأتون من 40 دولة في العالم. لا أتصور أن الشعب السوري يقبل أن يأتي إلى أرضه مقاتلون من 40 دولة، ليس لهم أي علاقة أو أي ارتباط، وعندما يهدمون لا يهدمون في أوطانهم وإنما يهدمون على أرض سورية"، واكد أنه "آن الأوان لصحوة.. آن الأوان لإدراك ما يجري على الأرض، ويلتف كل السوريين على بعضهم البعض لإنقاذ وطنهم من هذه المحنة التي يتعرضون لها".