أشار رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية ​عزام الايوبي​ خلال حضور انشادي وسياسي لمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج ودعما لنضال الشعب السوري في عكار الى أن "فئة قامت لمناصرة الظالم في بلاد الشام، هذه الفئة التي لطالما غطت وتزينت بلبوس المقاومة والممانعة ونصرة المستضعفين، فاذا بها في لحظة فاصلة من هذا الزمن تظهر على صورتها البشعة على صورة من يمعن في الظلم من اجل ان يستعلي في الارض"، مضيفاً "هذه الفئة التي احتفلت بالامس بسقوط القصير، وكانت تباهي بما حاولت ان تسميه نصرا بعد ثلاثة اسابيع من مقاومة ابداها ابناء القصير الذين اعتمدوا في هذه الملحمة الكبيرة على قوة ايمانهم والحق الذي يدافعون عنه بصدور عارية في مقابل رجال يفوقونهم عددا وعدة وجيوش وطائرات واسلحة من كل الانواع".

ورأى ان "الصورة تتبدل بين الامس واليوم والمواقع من كان بالامس يدافع عن ارضه في مواجهة المحتل فيصمد ويتباهى حتى وان اضطر ان ينسحب قسرا بعد مواجهات طويلة هو نفسه الذي ياخذ دور المحتل وياخذ ابطال سوريا والقصير دور المقاومة ليقفوا في وجه الظالمين الغزاة المحتلين، ويقولون نحن المقاومة ونحن الممانعة التي تصمد في وجه من كان يعتبر نفسه بالأمس اقوى من العدوان الاسرائيلي"، مضيفاً "بالامس القريب لم تسقط القصير، فمعارك التاريخ كلها تعرف ان المعركة اما تقيم في آخر ايامها وليس في الكر والفر، بيروت وصيدا ومارون الراس سقطت وقبل ذلك في تاريخنا معارك كثيرة اضطر المسلمون فيها ان يتراجعوا أو ينسحبوا لكنهم كانوا في كل موقعة لا يتخلون عن الحق، بل ينكفئوا من اجل ان يعودوا يدافعوا عن هذا الحق الذي يتمسكون به، والذي منه يستقون قوتهم المعنوية والمادية، يستقون نصرة السماء لهم، يستقون المعاني والنصرة فيتفوقوا على عدوهم".

اضاف"بالامس لم تسقط القصير، بل سقط حزب الله الذي كان يدعي في الماضي انه ناصر المستضعفين، فإذا به ينطبق عليه قول من قال في كتاب الله عز وجل "انما تريد أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين" ويدعون أنهم يدافعون عن محور الممانعة في مواجهة الكيان الاسرائيلي ويقولون في الوقت نفسه أن معركتنا مع التكفيريين، سبحان الله كيف اجتمع هدف أولوي لمحور الممانعة الذي يدعي أنه يواجه أمريكا واسرائيل مع أولوية هدف أمريكا واسرائيل نفسه، أمريكا تقول ان معركتها الأولى مع التكفيريين وحزب الله اليوم معركته الأولى مع التكفيريين، من الذي يتقاطع اليوم مع المشروع الأمريكي وهم يدعون أن الثورة في سوريا هي مؤامرة أمريكية اسرائيلية، فإذا بهم يخوضون الحرب نفسها التي تخوضها امريكا واسرائيل، أي مفارقة هذه، ومن الذي يتقاطع مع المشروع الامريكي الاسرائيلي الذي يقاتل الجهة نفسها ويوجه سلاحه الى الجهة نفسها، الذي يستطيع أن يصول ويجول على حدود الجولان ليواجه الثوار الذين يريدون الحرية، واسرائيل لا تحرك ساكنا في مواجهتهم، أم الذي يريد ان يسقط حكم الظلم الذي لطالما دافع عن حدود الكيان الاسرائيلي "".

واعتبر الايوبي ان "ادعاءهم بأن القضية قضية تكفيريين فهذا بحد ذاته لا ينطلي على احد، سلاحهم الذي وجه الى صدور الناس العارية لم يوجه اليوم فقط، ومنذ العام 2008 عندما شهر هذا السلاح واستعمل في وجه اهل بيروت في 7 ايار لم يكن هناك تكفيريون، وتنظيم قاعدة وجبهة نصرة، سلاحهم الذي يستخدم من قبل زبانيتهم في احياء طرابلس وصيدا والبقاع من اجل ارباك هذه المناطق وايقاعها في حروب استنزافية من اجل ان تتحول الانظار والجهود عن نصرة الثورة السورية، هذه الأسلحة انما تستخدم من اجل حماية مشاريعهم الخاصة، وليس من أجل حماية لا ممانعة ولا مقاومة ولا محاربة التكفيريين، والمصيبة كبيرة ليست المصيبة في ان حزب الله قد انزلق الى هذه المكانة السحيقة من الفتنة، فهو ان اراد ذلك فله ما شاء، لكن المشكلة أن هذا الحزب يريد ان يزج طائفة بكاملها الى آتون معركة لا تقف عند حدود محددة بل تصل الى الفتنة، حزب الله اليوم هو من يوقد نارها، الحرب المذهبية بين السنة والشيعة، حزب الله اليوم بخطابه الطائفي باشهاره للسلاح في وجه اهلنا في سوريا تقتيلا وتشريدا، هذه الممارسات هي التي تشعل وتؤسس لحرب مذهبية لن تقف عند حدود سوريا، وبالأمس قال الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من اراد أن يقاتلنا فليذهب الى سوريا"، هذا كلام ليس فقط كلام ساقط من الناحية الأخلاقية بل من كل النواحي، اضافة الى ان هذه الأمنية لا أظن أنها ستتحقق".

ولفت الايوبي الى أن "في سوريا هناك من يدافع عن دينه وارضه وعرضه، وفي غير سوريا لن تبقى الأمور على هذه الحال"، محذراً أن "هذه الفتنة التي يصنعها حزب الله بأفعاله وأقواله فتنة ستأكل الأخضر واليابس وستنهي حالته عن بكرة أبيها، انه يستعدي عليه الأمة الاسلامية بأكملها ويستعدي ليس فقط ثوار سوريا وليس فقط السنّة في لبنان وانما كل الأمة الاسلامية..اقول انه بالأمس لم تسقط القصير ومن سقط هو حزب الله، من سقط هو عنوان الممانعة والمقاومة، الذي به بلغ حزب الله آفاق الدنيا ورفعت أعلامه وصوره في عواصم العرب والمسلمين، فإذا بحقيقته البشعة التي ظهرت اليوم بعد الثورة السورية وبعد اعترافه بانه يشارك النظام السوري الظالم في حربه ضد الثوار، هو اليوم قد أحرق الصورة بيده في كل بقاع الأرض".

وتوجه الى الطائفة الشيعية بقوله "أعيدوا حساباتكم لأن هذا الحزب يجركم الى حرب ليست في مصلحتكم، ولستم أنتم أهلها، وأقول لهم اخرجوا لنا راية جديدة تكون أهلا للعلاقات الاسلامية-الاسلامية، لأن هذه الراية التي سقطت في وحول سوريا لم تعد مؤهلة ولا لأي علاقة أخوية اسلامية-اسلامية".