أوضح رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان ​عمار القربي​ لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "أكثر المناطق في جنوب دمشق باتت محاصرة، وصولا إلى درعا"، مشيرا إلى أن النظام "يكرر سيناريو القصير في ريف دمشق، وحمص وسهل الغاب وجنوب دمشق من جهة كناكر، بغية إرهاب الناس وتفتيت الحاضنة الشعبية للمعارضة".

وأشار إلى أنه "في المناطق المحاصرة لا مساحة لخلوّ المدنيين، حيث يُعاقب الشعب السوري بشكل جماعي، وتدفع الحاضنة الشعبية للمعارضة الثمن بالقتل".

ولفت القربي إلى أن "تهديد جيل كامل من أطفال سوريا بفقدان التعليم، بدأ منذ أكثر من سنتين، مع انطلاق الاحتجاجات"، مشيرا إلى أن "الأطفال، في أغلب المناطق بسوريا هم خارج المدارس وإطار التعليم". ورأى أن "الدولة استقالت من دورها، وركزت اهتمامها على الحلين العسكري والأمني، اللذين خرجا الآن عن القاعدة المتبعة بالعلوم العسكرية، لصالح القتل باستخدام الشبيحة والمرتزقة".

وأكد القربي أن "أول ضحايا النزاع، هم الأطفال وتعليمهم"، لافتا إلى أن "التقرير أضاء جزءا من الحقيقة"، واصفا واقع التعليم وواقع أطفال سوريا "بالكارثي".

وفي داخل سوريا، أكد القربي أن "مأساة حرمان الأطفال من التعلم مردها في جزء منها إلى تحويل المدارس إلى معتقلات منذ اليوم الأول، في درعا، حيث استخدم رجال الأمن المدارس معتقلات بعد ملء السجون بالمعتقلين". وأشار إلى أن "المدارس تحولت فيما بعد إلى مراكز لجوء للنازحين، مما شكل عائقا أمام عودة الطلاب إلى المدارس".

وطالب القربي المجتمع الدولي "باتخاذ قرار بوقف العنف والقتل، كونهما السبب الأول لمشكلة النزوح وانخفاض التعليم"، مشددا على وجوب "فرض منطقة حظر جوي، لوقف استهداف المدنيين جوا"، لافتا إلى قرار "سيتم التقدم به إلى مجلس الأمن لفرض منطقة حظر جوي قريبا، لكنه سيواجه بـ(فيتو) روسي للمرة الرابعة".