أكد ممثل حركة حماس في لبنان ​علي بركة​ أن حماس "ليست فريقا في الأزمة السورية وحريصة على الحل السياسي بما يحقق تطلعات الشعب السوري"، وأن الحركة "لا تقاتل في سوريا ولا تقدم دعماً مادياً للمعارضة لكنها لا يمكن إلا أن تكون إلى جانب الشعوب". وشدّد على أن حماس "نأت بنفسها عن الأزمة وخرجت لكي لا تكون طرفاً، لكن القيادة السورية اتخذت منها عدواً. برغم أننا لم نخرج من مربع الى آخر، بل ما زلنا في مربع المقاومة ضد اسرائيل".

أما في لبنان، فيشدد بركة على حرص حماس على "ألا تكون هناك تداعيات للأزمة السورية"، وسط خشية من أن "تستخدم المخيمات لتصفية الحسابات أو تحول إلى صندوق بريد بين الأطراف اللبنانية التي قد تتقاتل". اضاف "ما زلنا في معركتنا مع العدو الإسرائيلي حصراً، ولن نوجه البندقية إلى مكان آخر"، يؤكّد بركة، ويضيف: "نسعى إلى التنسيق مع الفصائل والقوى الإسلامية لضبط الأوضاع داخل المخيمات والحفاظ عليها لتحييدها عن أي صراع لبناني أو سوري". تلك التحركات والاتصالات "زادت وتيرتها بعد معركة القصير التي ارتفع بسببها وبسبب مشاركة الحزب في سوريا، منسوب الخطاب المذهبي في لبنان".

وحول الموقف الشعبي من حزب الله ودور حماس، يجيب: "ليست مهمتنا أن نبرر للحزب مشاركته في القتال أمام القوى الفلسطينية، بل تحييد المخيمات في حال انتقلت المعركة من سوريا إلى لبنان، خصوصاً في ظل وجود انقسام بين اهالي المخيمات حول الازمة نفسها". يدرك بركة أن الفلسطيني في حال حيّد نفسه عن الصراع اللبناني، فإنه لن يتطور إلى اقتتال "لأن اللبناني يعتمد على الفلسطيني كوقود للمعارك. كما حصل عام 1975 عندما انزلق إلى الحرب الأهلية اللبنانية. وعندما تصالح اللبنانيون في اتفاق الطائف، دفع الفلسطينيون وحدهم الثمن".

من هنا، يشدد بركة على أن مهمة حماس حالياً "مد اليد لكل القوى لمنع الاقتتال المذهبي في لبنان ومنع الفلسطينيين من المشاركة فيه لأنهم ليسوا مرتزقة عند أحد وليسوا طائفة، بل شعب مناضل حتى العودة". أما من خرج من المخيمات للقتال في سوريا "فقد فعل ذلك بمبادرة فردية، وليست لحماس علاقة بهم لأنها ضد المشاركة في القتال في سوريا".

وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، نفى بركة سعي حماس الى تشكيل جبهة إسلامية داخل المخيمات تضم القوى الإسلامية بقيادتها. بل إن ما تعمل عليه هو "توحيد الموقف الفلسطيني وتشكيل مرجعية فلسطينية موسعة تضم فصائل المنظمة والتحالف والقوى الإسلامية"، معلناً عن تنظيم قيادة سياسية بين قوى التحالف والمنظمة "نريد أن نضم القوى الإسلامية اليها وأن نضع وثيقة سياسية مشتركة يوقع عليها الجميع تنص على ضبط المخيمات والدفاع عن حقوق اللاجئين". اما غياب الحركة عن اللجان الأمنية فيبرره بركة بأن الحركة "لا تملك ميليشيا، ونعوّض عن ذلك بتغطيتها ودعمها مادياً. وندرس مستقبلاً امكانية المشاركة بفرز عناصر بالتفاهم مع الدولة والفصائل".