الانتصار الكبير والنوعي الذي حققه الجيش اللبناني على الارهاب المتمثل (بجماعة الاسير) وأعوانه من المرتزقة، هو خطوة كبيرة وثابتة نحو إرساء قواعد السلم الاهلي في البلد، وهو أيضاً نقلة نوعية في مسار الحياة السياسية في لبنان، حيث تأكد لكل الناس، وللمجتمع الدولي والعربي، ان القرار السياسي الداعم للقدرة العسكرية، بإمكانه فعلاً إنقاذ الوطن من كل المؤامرات التقسيمية والمخططات التفتيتية التي يتعرض لها لبنان منذ سنوات.

ان دماء الجيش التي أهرقت على مذبح لبنان، هي التي أنقذت مجتمعنا من حالات الانفلات الأمني الذي كاد لو تطور ان يقضي على الامال التي بنيت من اجل النهوض بوطن يليق بالإنسان اللبناني.

ولا يمكن فَهم خطورة المؤامرة التي كان يتعرض لها هذا البلد الجميل، إلا من خلال معرفة مستوى الجريمة الكبرى التي كان يعدّها الارهاب المنظم، للانقضاض على مقومات الكيان اللبناني سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، وهذا ما كشفته المعاينات والتحقيقات الميدانية، بعد القضاء على بؤرة الارهاب في منطقة عبرا التي كانت مخطوفة من قبل جماعات إرهابية خارجة عن القيم الدينية وكافرة بالتعاليم الروحية وغارقة بالإجرام.

***

نعم حسناً فعل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والمسؤولون في الدولة، عندما أمّنوا الغطاء السياسي للجيش وقالوا للمؤسسة العسكرية، "إن الامرة للجيش... وان انقاذ الوطن هو مسؤولية ابطال الشرف والتضحية والوفاء". نعم، لقد انتصرت الجمهورية وانتصر لبنان من خلال ما حققه ضباط الجيش ورتباؤه وأفراد الاشاوس، من بطولات خارقة وتضحيات استثنائية. وهذا ما اراح اللبنانيين والمجتمع الدولي الذي اعتبر ان قضاء الجيش على المنظومة الارهابية من شأنه ان يساعد لبنان على استعادة سلامه واستقراره وان ينطلق عمل المؤسسات الدستورية بشكل يكفل عودة الهدوء الى البلد، حتى تنطلق عمملية البناء والازدهار والنمّو الاقتصادي من جديد.

***

لقد أثبت اللبنانيون بكل طوائفهم ومذاهبهم واتجاهاتهم أنهم فوق الفتنة واقوى من المؤامرات، وان التفافهم حول المؤسسة العسكرية هو خيار ثابت ونهائي لاحياد عنه، بدليل ان الشهداء الذين ارتفعوا فداء عن الوطن، هم من كل جغرافية لبنان وطوائفه، وهم اليوم يسكنون في قلوب كل اللبنانيين وضمائرهم وفي وجدان الوطن.

***

نعم انتصر الجيش وانتصر لبنان، كل لبنان ...!

نعم انتصر القرار الحازم للجيش، بقيادته الحكيمة وبجرأة العماد جان قهوجي ومساعديه في قيادة الجيش، الذين انقذوا لبنان برؤيتهم الوطنية، وبانجازاتهم الميدانية الرائعة.

فشكراً لدماء الجيش وأرواح ابطاله وتضحيات رجاله...!

وشكراً للقائد العماد جان قهوجي الذي بذل جهوداً، وقدم تضحيات غالية من اجل حماية السلم الوطني وقتل المؤامرة في مهدها.

وشكراً لكل القوى السياسية التي منحت الجيش ثقتها، وأكدت التفافها حول راية النصر التي حققها الجيش.

وكلنا أمل، ان يعود السلام الى لبنان، ... وان يبقى الجيش صورة لبنان... ورمز لبنان الواحد...

وإنني كرئيس للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أتقدم من لبنان، رئيساً وجيشاً وشعباً، لأقول لهم نيابة عن ملايين اللبنانيين في بلاد الانتشار، شكراً لان انتصار الجيش هو انتصار لكل لبنان.

* رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم