أكد مفتي الديار المصرية ​شوقي علام​ ان "إراقة الدماء" ستقود مصر إلى نفق مظلم لا يعلم عاقبته إلا الله، داعيا الى مصالحة وطنية "سريعة وعاجلة" لرأب الصدع وليكون الإسلاميون بكل فصائلهم وأحزابهم جزءا أصيلا منها.

وقال علام في في حديث صحافي ان "الإسلام حرم سفك الدماء وجعلها أشد حرمة عند الله تعالى من بيت الله الحرام، وإراقة الدماء لا تحل القضايا بل تزيد الوضع اشتعالاً، وستقود مصر إلى نفق مظلم لا يعلم عاقبته إلا الله جل وعلا".

واعتبر علام انه "لا بد من مصالحة وطنية سريعة وعاجلة لرأب الصدع ليكون الإسلاميون بكل فصائلهم وأحزابهم جزءًا أصيلا من عملية المصالحة، لأن استمرار هذا النهج يسهم في صناعة جيل من الشباب الناقم على ما يتعرض له وساعتها سيخسر الوطن كله لعقود طويلة".

ورفض علام تصنيفه على أي فريق سياسي، قائلا ان "المفتي مثل القاضي لا يتم حسابه على فصيل سياسي دون غيره، ومحاولات جر المؤسسة الدينية إلى معارك سياسية وحزبية لن تفلح، فلن نسمح لأحد بإقحامنا في المعترك السياسي الحزبي، لكننا سنشارك علماء الأزهر في العمل الدؤوب لرعاية مصالح الأمة وشؤونها العامة".

واشار الى ان "دار الافتاء رصدت في الفترة الأخيرة بعض الظواهر السلبية، واجهناها بفتاوى مضادة لإبطال مفعولها مثل السلوكيات الخاطئة في المجتمع، إضافة إلى التصدي لفتاوى التكفير التي من شأنها أن تحدث بلبلة بين المسلمين وتكون عواقبها وخيمة". وأكد أن "دار الإفتاء المصرية أعدت خطة للقضاء على فوضى الفتاوى الدينية من خلال العمل على تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تخلفها تلك الفتاوى الشاذة، وبث مزيد من الوعي العام لدى جماهير الأمة".

وعما اذا كانت مصر تتعرض بالفعل إلى محاولات للتشيع، قال المفتي ان "محاولة غرس شيء في غير بيئته تكون النتيجة موته وعدم قدرته على النمو، والتشيع من هذا القبيل، فنشره في غير بيئته لن ينمو ولن يثمر بل بالعكس سيحدث نوعًا من الفتنة والاضطراب وإثارة القلاقل وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي، فالذين يريدون نشر التشيع في مصر لن يفلحوا لأن مصر تربى أهلها على حب آل البيت وتشبعوا بالوسطية والاعتدال من الأزهر الشريف. فمصر ليست تربة خصبة لمذهب الشيعة بل أرض جدباء لن يستطيع الشيعة أن يحولوا أهلها عن مذهبهم السني إلى المذهب الشيعي، وعليهم أن يحزموا أمتعتهم ويعودوا من حيث جاؤوا سالمين دون تعرض لهم بعنف أو جرح أو قتل".