في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" انتقد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الاحمد بعنف الوساطة التي يقوم بها الوزير الأميركي جون كيري من أجل إستئناف المفاوضات الفلسطينية " الإسرائيلية" موضحاً أن الجولة المكوكية التي قام بها الوزير الأميركي في المنطقة كشفت عن دور غير نزيه تلعبه الإدارة الأميركية في ملف المفاوضات بين الطرفين. وقال الأحمد أن مشكلة السلام في الشرق الأوسط "اسرائيل" وحسب بل هي سياسات الإدارة الأميركية المنحازة للجانب "الاسرائيلي". ولفت إلى أن ما تحدثت عنه وسائل الإعلام بخصوص مبادرة يحملها الوزير كيري من أجل دفع عملية السلام قدماً مصدرها وسائل إعلام "اسرائيلية" أو اميركية متهماً الاعلام العربي بالترويج لما تطرحه وسائل الاعلام "الاسرائيلية" والاميركية والتي تحدثت عن قبول رئيس حكومة الكيان بنيامين نتانياهو القيام بمبادرة حسن نية تجاه السلطة ورئيسها والمتمثلة في الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين القدامى والمعتقلين ما قبل اوسلو بعد الحصول على قرار من المجلس الوزاري المصغر في الحكومة "الاسرائيلية" على أن يستمر اطلاق سراحهم وعلى دفعات وفقاً لتقدم ما يسمي بعملية السلام والمفاوضات، بالإضافة الى تجميد الاستيطان من خارج الكتل الاستيطانية والتي اصبحت بحكم الأمر الواقع. وتتابع الصحف قولها: هذا التنازل الذي سيقدمه نتانياهو سيقابله تنازل من جانب رئيس السلطة الفلسطينية والمتمثل في تخليه عن المطالبة باستئناف المفاوضات على أساس حدود العام 1967 كمرجعية للتفاوض.

هذا السياق الإعلامي لرئيس كتلة فتح البرلمانية السيد عزام الاحمد يناقض السياق الذي سارت عليه الجولة الخامسة للوزير الأميركي جون كيري الى المنطقة في إطار الجهود المبذولة الى دفع عملية المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة "الإسرائيلية" من خلال الأيام الأربعة لجولاته المكوكية بين القدس وعمان ورام الله في لقاءات أمضاها لساعات امتدت لتسع عشرة ساعة من المداولات والاجتماعات مع كل من السيد محمود عباس وبنيامين نتانياهو. لينهي وزير الخارجية الاميركية كيري جولته بتصريح للصحفيين على ارض مطار بن غوريون قال فيه "أنا سعيد بإخباركم بأننا احرزنا تقدماً حقيقياً في هذه الرحلة وأعتقد انه بالمزيد من العمل فإن بداية مفاوضات الحل النهائي ستكون في متناول اليد ". وتابع تصريحه بالقول " لقد بدأنا مع فجوات عميقة للغاية وقمنا بتقليصها بشكل ملحوظ "وبحسب كيري فإن الفجوة تضيق بين الطرفين " لدينا تفاصيل محددة ونعمل لمواصلتها ولكنني واثق للغاية بأننا على الطريق الصحيح وبأن الاطراف كافة تعمل بإيمان شديد بأننا سنصل الى المكان الصحيح ".

وما يعزز الكلام المتفائل للوزير كيري ما صرح به السيد محمود عباس قائلاً بأن كيري قدم "طروحات مفيدة وبناءة " لإستئناف مفاوضات السلام وعليه" نحن متفائلون لأن كيري جاد ومصمم على الوصول الى حل. ونأمل بأن يأتي الوقت القريب جداً للعودة الى طاولة المفاوضات وتناول كافة القضايا الاساسية بيننا" ويتابع ابو مازن واصفاً محادثاته مع كيري بالقول "عقدنا مع كيري في الايام الثلاثة الاخيرة اجتماعات للوصول الى ارضية للبدء في المفاوضات . وقدم كيري طروحات مفيدة وبناءة وليست سيئة, لكنها تحتاج الى مزيد من التوضيح والتفسير حتى نتمكن من العودة الى المفاوضات". وختم تصريحه بأن الوزير كيري سيعود الى المنطقة خلال أقل من 10 ايام , بعد أن ترك خلفه "فريق من الخبراء" لمتابعة الاتصالات بين الجانبين. كما أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين في م.ت.ف الدكتور صائب عريقات ان هنالك مقترحات لدى وزير الخارجية الامريكية كيري تقدم بها الى للجانب الفلسطيني و"الاسرائيلي" ولكن ليس من اللائق الحديث عن بنود التفاوض وكشفها اثناء عملية المفاوضات .

وفي ظل هذا الغموض الذي اكتنف الجولة الخامسة لوزير الخارجية الامريكية جون كيري والمداولات التي اجراها مع كل من ابو مازن ونتنياهو , والتي لم يتم الكشف عن فحواها او تقاطعات التفاهم بينهم . لا يمكننا التكهن اين تكمن الحقيقة حول صحة التقدم من عدمه فبين تصريح الوزير كيري الذي اكد فيه احراز تقدم معزز بكلام رئيس السلطة محمود عباس وكبير مفاوضيه في مقابل ما صرح به السيد عزام الاحمد والذي اكد فيه ان لا جديد قد حمله الوزير كيري متهما اياه بلعب دور غير نزيه. يبقى علينا ان ننتظر الايام المقبلة وما ستطلعنا عليه من خفايا المحادثات التي خاضها الوزير كيري مع رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس ورئيس حكومة الكيان" الإسرائيلي " بنيامين نتنياهو لنبني على الشئ مقتضاه لأننا وبوضوح لا يمكننا الوثوق بما نسمع ليس لأننا وكما قال السيد عزام الأحمد من مروجي ما تسربه وسائل الإعلام <<الإسرائيلية>> أو الأميركية . بل بحكم التجربة الطويلة والمريرة التي انتهجتها السلطة ومفاوضيها منذ اوسلو حتى الأن ؛ ومن باب ذكر أن نفعت الذكرى أليس أتفاق أوسلو كان ثمرة لنتائج مفاوضات ثنائية سرية عقدتها منظمة التحرير الفلسطينية مع " الإسرائيليين" بعيدة عما كان يدور في أروقة مؤتمر مدريد للسلام " .ويومها كان المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافى رئيس الوفد الفلسطيني إلى هذا المؤتمر والذي قدم استقالته من رئاسة الوفد احتجاجاً لأنه أعتبر المفاوضات السرية في أوسلو ومن خلف ظهره والوفد الذي يرأسه عمل غير أخلاقي بحقه وحق وفده الفلسطيني أنذاك . أليس ما أعترف به قبل أيام وزير الأسرى الفلسطينيين السابق أشرف العجرمي عن لقااءت سرية عقدت مع نتنياهو في منزل الأخير .يقع في سياق هذه التجربة المليئة بالأخطاء والخطايا . وليؤكد أن ثمة شئ كبير يحضر في سياق ما صرح به الوزير كيري في ختام جولته الخامسة للصحفيين أننا نسير بخطى من شأنها أن تكون مفاوضات للحل النهائي . وهل بعد كل ذلك الوزير كيري ينطق عن الهوى.