أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن "عودة المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل التي أعلن عنها أول من أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري خطوة إيجابية في منحى كان يفترض التوجه إليه منذ اتفاق أوسلو في عام 1993، غير أن تلاعب إسرائيل وتعنتها ومحاولاتها تغيير شروط الاتفاق لصالحها حالت دون إنجاز شيء يذكر على مدى العقدين الماضيين".

ورأت أن "اللقاء المقرر الأسبوع المقبل في واشنطن بين الطرفين لا بد أن يحمل بوادر إيجابية من قبل إسرائيل التي عطلت كل مشروعات ومبادرات السلام في المنطقة وإلا فإن ما أعلنه كيري لن يكون أكثر من حركة دعائية لها فيما هي كالعادة تبيت غير ما تعلن، وتمضي في سياستها التوسعية. لذلك فإن المفاوضات في حقيقتها يجب أن تبدأ من حيث توقفت عند بنود اتفاق أوسلو باعتراف إسرائيل بالسلطة الوطنية وإنهاء بقية القضايا العالقة مثل موضوع القدس وإشكالية اللاجئين وكذلك موضوع الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود، وقضية المستوطنات التي لم تهدأ فيها إسرائيل خلال السنوات الماضية محاولة فرض الأمر الواقع".

وأشارت الى أن "تبني تفاصيل الاتفاق التي لم يوضح كيري شيئاً منها على أسس واضحة فذلك هو المسار الصحيح بدل المراوغات الإسرائيلية، لذا على الفلسطينيين أن يذهبوا إلى اللقاء المزمع برؤية ثابتة وتصميم على عدم التراجع عن مطالبهم الحقة وعدم التنازل عن أي شيء منها، وأهمها الالتزام بحدود عام 67 كمرجعية للمفاوضات، وبالتالي يحسم أمر المستوطنات الإسرائيلية التي أنشئت على الأراضي الفلسطينية، ويقوم الفلسطينيون بتكوين قوة فعلية للشرطة قادرة على ضبط النظام والأمن في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة".

وإعتبرت أن "على الولايات المتحدة باعتبارها راعية للسلام بين الطرفين أن تضغط على إسرائيل لتنفذ التعهدات وبنود الاتفاقيات التي تجاهلتها، لتنطلق الأمور في الوجهة السليمة بعد أن تعثرت مراراً لعدم قدرة إسرائيل على أن تكون جزءاً مسالماً في المنطقة، خصوصاً مع الجار الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه ذات يوم، وتريد له أن يكون الحلقة الأضعف فتوسعت واعتقلت من الفلسطينيين عشوائياً حتى بات ملف الأسرى من أهم ما يجب الانتهاء منه أيضاً".

ورأت أن المفاوضات بين الجانبين تنجح أن أبدت إسرائيل حسن النية، وإلا فالمسألة ستطول كثيراً.