لفتت صحيفة "الجمهورية" الى أنه "منذ عام إنقطعت زيارات الوفود الممثِلة للائتلاف السوري المعارض الى روسيا، وذلك بعد زيارة رئيسه السابق عبد الباسط سيدا الى موسكو في 12 تموز من العام الماضي حيث التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف.

ولم تنفِ أوساط الخارجية الروسية محاولات الجمع بين ​أحمد معاذ الخطيب​ ووزير الخارجية السوري ​وليد المعلم​ في لقاء برعاية روسية، واضعة هذه المحاولات ضمن سياق "عملية إطلاق الحوار بين كل مكونات الشعب السوري، لأنّ موسكو ترى أنّ أياً من الأفرقاء لا يستطيع الحسم ميدانياً".

وأكدت الأوساط أنّ "روسيا أعلنت مراراً وتكراراً أنّ أبوابها مفتوحة لكل أفرقاء الأزمة السورية باستثناء "جبهة النصرة" على اعتبار انها فصيل إرهابي ينتمي الى تنظيم "القاعدة".

ورفضت الاوساط توصيف العلاقة بين موسكو والمعارضة السورية بأنها "تمر بمرحلة القطيعة"، كاشفة أنّ "خيوط التواصل ما تزال قائمة مع بعض مكونات الائتلاف السوري المعارض، ولكنّ موسكو لم تلمس حتى الآن تجاوباً واضحاً وإيجابياً لجهة الخوض في المفاوضات، وهذا ما يؤخر بدوره انعقاد مؤتمر "جنيف 2"، الذي يرى فيه المجتمع الدولي فرصة جدية لوقف العنف، وأرضية خصبة لإطلاق الحوار وحلّ الأزمة".

وعزت الأوساط أسباب توقف زيارات الائتلاف المعارض الى موسكو إلى "عدم تكوّن رؤية سياسية واضحة لدى معارضي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لأنهم يتّبعون سياسة إقصاء الفريق الآخر، علماً أنّ الأسد هو رئيس منتخب ولا يزال يمثل شريحة كبيرة من الشعب السوري. إضافة الى ذلك، فإنّ العوامل الخارجية باتت تتحكم بقرارات الائتلاف السوري المعارض، وقد بدا ذلك واضحاً بعد توافق لافروف - كيري، إذ إنّ النظام السوري أبدى استعداده للتفاوض، في حين ما يزال الائتلاف رهينة مواقف بعض الجهات الخارجية وتحديداً بعض المواقف العربية المتصلبة تجاه الأسد".

وأكدت الأوساط أنّ "موسكو لا تتسرّع في عقد لقاءات مع المعارضة لأنها تريد أن تتمخض عن هذه اللقاءات نتائج إيجابية في سبيل تعزيز فرص الحل السلمي للازمة"، لافتة الى أنّ "كل وفود المعارضة السورية التي زارت موسكو أو التقت المسؤولين الدبلوماسيين الروس، أكدت رفضها حلولاً سياسية لا تتبنّى رحيل الأسد، وأنه في حال نصّت مقررات مؤتمر جنيف على تنحّي الأسد قبل بدء مرحلة انتقالية، فهذا أمر مرحب به وكلّ ما عدا ذلك مرفوض".

وكشفت الأوساط أن "لا زيارات لوفود من الائتلاف السوري المعارض في المدى المنظور الى موسكو".