يطلّ علينا عيد الجيش هذا العام، ولبنان يعيش تحديات عميقة وواسعة، بفعل انقسامات الداخل وتأثيرات الوضع الاقليمي وتداعيات الاحداث الاليمة في سوريا على الحالة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

فالأول من آب بما يحمله من معانٍ وطنية سامية، وبما يختزنه من علامات الانتماء الى وطن كامل السيادة، والالتزام بقضايا كيانية، يشكل محطة التقاء وتفاعل لكلّ اللبنانيين بأطيافهم السياسية والعقيدية، لأن عيد الجيش الى جانب عيد الاستقلال يشكلان الثنائية التي يلتقي المواطنون حولها لإعلان ولائهم ومحبتهم للمؤسسة الضامنة للاستقرار والحافظة للسيادة والحارسة للأمن القومي والكرامة الوطنية المطلقة.

لقد أثبتت مؤسسة الجيش اللبناني، منذ تأسيس الكيان اللبناني المستقل، انها عنوان السيادة الوطنية، وأنها حامية المؤسسات الدستورية والحريات العامة، وانها الحصن المنيع الذي لم تقوَ ولن تقوى عليه المؤامرات الهادفة الى زعزعة ركائز الوطن واسقاطه، من قبل طامعين بدور، او هادفين الى بناء زعامة زائلة ... اومجد لا يدوم ...!

ان التوافق الوطني الجامع حول دور الجيش وابقائه خارج النزاعات السياسية، يؤكد بقوة ان لا لبنان قوياً من دون جيش قوي، يزيد من حصانة البلد ويبعده عن الاخطار القاتلة والأهداف الهدامة. فالجيش هو عنوان السيادة ورمز الانفة والإباء، وهو ضمير الوطن الذي يحفظ صورة الشهداء الابطال ويفتخر بهم لانهم البخور الذي يتصاعد على مذبح لبنان من اجل وخير كل اللبنانيين، في الوطن والمهجر وبلاد الانتشار.

واذا كانت فرحة اللبنانيين المقيمين، بعيد الجيش هي على قدر حبهم لهذه المؤسسة وأبطالها وتضحياتهم، فإننا في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، نقدر عاليا جهود الجيش وتضحياته التي انقذت لبنان مراراً وتكراراًً من المهالك القاتلة، ونعتز ان الاتكال على حكمة الجيش وقدرته، هو المخرج الوحيد من الازمات التي يتخبط فيها لبنان الذي استنزفته الاحداث وجعلته جرحاً مفتوحاً على مزيد من الاخطار والتراكمات.

ان لبنان ألانتشار الذي يحيي ذكرى عيد الجيش اللبناني بكثير من الحب والاندفاع يعتبر ان التقاء الزعماء والقادة والفعاليات على تمديد خدمة قائد الجيش العماد الصديق جان قهوجي، الذي أثبت أنه ابن المؤسسة وقائدها الذي يعرف كيف يحافظ على معنويات الجيش، وكيف يحترم الخصوصيات المجتمعية، ضمن اطار السيادة الوطنية، و احترام صورة الجيش وفرض هيبته وحضوره... من اجل لبنان الوطن ولبنان الشعب ولبنان الحضارة والدور الريادي الجامع.

وان كان للجــامعــة اللـبــنانية الثقافـيـــة في العالم، من وقفة عزّ في هذا المقام ألاحتفالي الذي يجمع على الاعتزاز به كل اللبنانيين، فإننا نترحم على شهداء الجيش الابطال ونحتضن ذكراهم في قلوبنا وضمائرنــا، ونشد على يد أبناء هذه المؤسسة قائداً وضباطاً و رتبــاء وأفراداً ونقول " مبروك للجيش ... والمجد للبنان ... "

* رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم