صحّت المعلومات التي كانت "النشرة" قد كشفتها نقلا عن دبلوماسي شرقي حول التطورات الميدانية المرتقبة في سوريا وبالتالي التأكيد بأنّ شهر آب سيكون الأكثر سخونة باعتباره شهر الفصل أو إعادة التوازن أو بالأحرى شهر إعادة ترتيب الاوراق وجمعها من قبل رعاة المعارضة المسلحة الجدد من جهة والنظام وحماته الايرانيين من جهة ثانية، خصوصا أنّ شهر أيلول المقبل سيشهد بدوره على لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك اوباما مع ما يعنيه ذلك من إمكانية حصول تسويات أو صفقات على حساب هذا الفريق أو ذاك من المقدر أن تدفع أثمانها الغالية الدول الراعية للمعارضة وليس واشنطن بالطبع أو تلك الداعمة للنظام وليس موسكو بالطبع.

إزاء هذه المعادلة الحساسة، لا ينكر زوار العاصمة السورية تقدم المعارضة على محورين الأول ريف اللاذقية والثاني شمال سوريا أي مطار مينغ العسكري وهو من أكبر مطارات المروحيات في سوريا. إلا أنّ ذلك لا يعني بحسب هؤلاء أنّ الواقع الميداني والتفاوضي اذا ما جاز التعبير قد تبدل بدوره، فالتقدم في ريف اللاذقية هو للاشغال فقط لعلم المعارضة ورعاتها بان القدرات العسكرية الهائلة في اللاذقية عموما لا يمكن ان تقهر بهذه السهولة، وبالتالي فإنّ العملية الخاطفة التي نفذتها كتائب من الاسلاميين المتشددين انتهت مفاعيلها ليبدأ العد العكسي الذي انتهى حتى الان الى طرد المتسللين من عدد لا بأس به من القرى والى تكبيدهم خسائر فادحة لا يمكنهم المحافظة على ما أنجزوه نظرا لفداحتها.

أما بالنسبة لمطار مينغ العسكري، فلا ينكر هؤلاء أنه أصبح فعلا تحت سيطرة المعارضة ونيرانها، إلا أنّ هذا لا يعني بأنه أصبح في قبضتها نظرا إلى أنّ المعركة لم تنته بعد في ظل مقاومة شرسة من الكتيبة المولجة حمايته التي قد تكون تعلمت درسا قاسيا من نتائج معركة خان العسل ما يعني بان مقاومتها ستستمر حتى الرمق الاخير، خصوصا أنّ المعلومات تؤكد أنّ الكتيبة المحاصرة في المطار العسكري تلقت منذ أيام بعض الامدادات الغذائية والعسكرية التي تكفيها لحين تدخل سلاح الجو.

ويبقى السؤال الابرز وهو كيف سيرد النظام على الخرقين المنظورين في ظل حاجة المعارضة الماسة إلى انتصار معنوي يعيد لها بعض الثقة بالنفس بعد سلسلة الانهيارات المعنوية والعسكرية في القصير وحمص. وهنا، تكشف المصادر أنّ النظام أنهى حكما فترة السماح الممتدة حتى نهاية شهر رمضان بعد العملية العسكرية التي نفذتها المعارضة في ريف دمشق وحصلت خلالها على كمية لا بأس بها من الصواريخ والاسلحة، والتي لم تستفد منها نظرا الى نجاح الغارة التي نفذها الطيران السوري على الاسلحة المصادرة من قبل المعارضة في تدميرها بالكامل، وبالتالي الاسراع في تنفيذ عملية جبل القلمون الممتد حتى النبك وسائر الريف الدمشقي، وهي قد تبدأ بين لحظة واخرى، فضلا عن الاسراع في حسم معركة حمص تمهيدا لتعزيز المواقع الدفاعية في شمال البلاد والانصراف بعدها الى عمليات تحرير الشمال السوري برمته اذا ما سمحت الظروف، وبالتالي فانه لا بد من انتظار الاعلان عن بدء معركة القلمون والريف الدمشقي وتحريرهما وهذا متوقع في خلال الشهر الجاري.

وتخلص المصادر إلى أنّ المعادلة الجديدة تحولت بين ليلة لتصبح على الشكل الآتي: "معركة المعارضة هي لتسجيل ربح او خسارة اما معركة النظام فهي معركة بقاء اي حياة او موت".