اعربت السفيرة الأميركية لدى لبنان ​مورا كونيللي​ في حديث تلفزيوني عن قلقها بشأن الوضع في لبنان، مشيرة الى ان "لبنان يعاني تداعيات النزاع في سوريا".

وأسفت كونيللي لعدم اجراء الانتخابات النيابية في لبنان "لانها كانت تسمح باستمرار سير العملية السياسية"، مشددة على انه "من المهم تأليف حكومة جديدة، وعملية التأليف داخلية ولكننا نأمل تأليف الحكومة سريعا ونرجو ان نتعاون معها بشكل قريب".

ورأت السفيرة الأميركية ان "اشراك حزب الله او عدم اشراكه في الحكومة يشكل عقدة أساسية أمام تشكيل الحكومة على الصعيد اللبناني الداخلي، ولا يعود للولايات المتحدة أن تقرر من يجوز أن يكون جزءاً من الحكومة العتيدة".

ولفتت كونيللي الى "اننا نعتبر حزب الله منظمة ارهابية ولكن الاهم ان يتوافق اللبنانيون على الصيغة الحكومية الافضل لمصلحة لبنان"، موضحة ان "تعاوننا مع الحكومة الجديدة يعتمد على المعايير ذاتها اي تركيبة الحكومة وبيانها الوزاري وعملها على الارض"، مشددة على اهمية ان يتمتع لبنان بسلطة تنفيذية خاصة في هذا الوضع.

وجددت كونيللي التأكيد انه "ليس لدينا أي اتصال بحزب الله ونحن لا نوصل إليه أو نتلقّى منه أي رسائل"، معلنة "انّ فكرة إرسالنا أي معلومات امنية إلى حزب الله لا أساس لها من الصحة"، لافتة الى "أنّنا نتشارك بالمعلومات حول التهديدات مع القوى الأمنية اللبنانية والعكس صحيح. فهناك حوار دائم معها لتبادل المعلومات حول التهديدات المختلفة".

واعرب عن قلق بلادها "إزاء تسلل عناصر من القاعدة أو من جبهة النصرة إلى لبنان، وهذا من أسباب استعدادنا لمساعدة الجيش اللبناني على تحسين إدارته للحدود، لأنّ دخول هؤلاء العناصر إلى لبنان يشكّل خطراً على الجميع أكان ذلك علينا أو على اللبنانيين".

وعن الصواريخ التي اطلقت باتجاه قصر بعبدا، اكدت كونيللي على اهمية "اكتشاف من اطلق هذه الصواريخ ويجب اخذ العملية على محمل الجد فهي مؤشر على تدهور الوضع الامني في لبنان ويجب ايقاف الفاعلين فورا".

واعلنت ان "الجيش هو ابرز مؤسسة وطنية في لبنان ونتعاون بشكل وثيق معه وهنأت العماد جان قهوجي للتمديد له ونتطلع الى استمرار العمل معه"، مشيرة الى "اننا عملنا بشكل وثيق مع الجيش اللبناني منذ العام 2005 وقدما مساعدات له وسررنا برؤية الجيش يصدر خطته للسنوات الخمس المقبلة ونود ان نتعاون معه لتطوير هذه العملية"، لافتة الى "اننا نعمل مع الجيش لتحديد حاجاته فقد ارسل جنوده الى الحدود ونطور رزمة مساعدات لادارة الحدود".

واكدت كونيللي ان "القرار 1701 كان ولا يزال فعالا حتى اليوم ويرسم الطريق امام الجميع للحفاظ على الاستقرار في لبنان"، معتبرة ان "اليونيفيل قامت بعمل جبار خاصة في السنتين الاخيرتين".

وعن الخرق الاسرائيلي الذي حصل في اللبونة، اعلنت السفيرة الأميركية "اننا نتتظر نتائج التحقيق والحادث لم يتفاقم لان الجميع عرف انه يمكن الذهاب الى الآلية الثلاثية فهذه الالية واليونيفيل شكلتا طريقة جيدة لحفظ الأمن على الخط الازرق".

ورأت كونيللي ان القرار 1559 لا يزال قائما اليوم وهو دعا الى نزع سلاح مكونات السياسية، مشيرة الى ان "اعلان بعبدا نتج عن الحوار وهو تعبير مهم عن المصلحة اللبنانية، وهذا دليل على ما يمكن ان ينتجه الحوار، واذا توصل الحوار الى توافق حول سلاح حزب الله فنحن نرحب به".

اما عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فاعتبرت كونيللي هذه المحكمة "افضل اداة للتعبير برسالة قوية انه لا يجوز استخدام الاغتيال كأداة سياسية ولا يجوزالافلات من العقاب"، معلنة "اننا قلقون بشأن التأخير في عمل المحكمة ونريد ان نرى الاجراءات القانونية تتقدم اكثر ومن المهم ان تستمر الدول المساهمة بدعمها وكذلك لبنان ان يدفع المتوجبات عليه"، لافتة الى ان "الاجراءات القانونية تأخذ قانونيا طويلا والمحكمة تتبع الوتيرة القانونية ونحن نريد ان نرى الامور تتقدم بشكل اسرع ولكن يجب ان نسمح للمحكمة بالقيام بما عليها".

اما عن الوضع السوري، فقالت كونيللي "اننا لا زلنا نؤمن ان الحل السياسي ضروري في سوريا لأنه يعيد الاستثقرار الى سوريا ويمهد الطريق امام مصالحة وطنية"، لافتة الى "ان النظام السوري واجه طموحات الشعب بالحرب والقمع ويجب سؤال النظام لماذا يعتبر ان العنف هو الحل الانسب؟".

واملت ان يعقد مؤتمر جنيف 2 "لانه افضل حل للتفاوض بشكل سليم ولكن على النظام ان يكون جاهزا لتقديم تنازلات وعليه ان يبرهن عن نيته بالذهاب بنية جيدة الى المؤتمر".

ولفتت الى "اننا نعمل مع المعارضة المدنية في سوريا منذ وقت طويل ويعرفون اننا ملتزمون بمساعدتهم"، معتبرة ان النظام السوري "استعمل حزب الله وايران وقام بكل ما وسعه ليهزم المعارضة بالوسائل العنيفة ونحن سنستمر بدعم المعارضة المدنية ونبحث بطرق دعم المجلس العسكري".

ورأت ان "تدخل حزب الله في سوريا عبر دعم النظام عسكريا ادى الى تفاقم الوضع وادى الى التوتر في لبنان".

واعتبرت كونيللي انه "من سخرية القدر أن يدعي النظام السوري الآن أنه ضحية للإرهاب، فهو سمح الأخيرة للإرهابيين باستخدام أراضي سوريا للدخول إلى العراق، وهذا النظام هو من سمح لهؤلاء العناصر أن يستخدموا الأراضي السورية بكلّ حرية، وهو يدعي الآن أنّه يخوض معركةً سامية ضد الإرهاب".