عندما ينفذ صبر أهالي اللبنانيين المخطوفين في أعزاز ويهددون بخطف رعايا أتراك داخل الأراضي اللبنانية، فذلك لا يكون أبداً من باب المزاح أو التهديد، خصوصاً أن هذا الإعلان لم يأت إلا بعد عملية توقيف أحد أقربائهم من آل صالح من قبل فرع المعلومات الأمر الذي إعتبره الأهالي خطوة إستفزازية تهدف الى تصفية حسابات سياسية معهم تنفذها قيادة الفرع المذكور ومرجعيته السياسية أي تيار المستقبل.

"بعد توقيف صالح ليس كما قبله" تقول المصادر المتابعة كاشفة أن القضية لم تعد مرتبطة فقط بأهالي مخطوفي أعزاز. وفي هذا السياق تشير المصادر الى أن دخول فرع المعلومات على خط هذه القضية إستنفر كل العشائر الشيعية التي هي في كنف أهالي المخطوفين من آل المقداد الى آل جعفر وآل أمهز، فعشيرة آل زعيتر وغيرها من العشائر التي تضم في صفوفها أجنحة عسكرية، وعندما تتوسع دائرة الإستنفار، يتوسع التنسيق وتتوسع معه لائحة الأهداف التركية على الأراضي اللبنانية.

لائحة الأهداف التركية واسعة جداً، يرفض الأهالي الغوص في تفاصيلها منعاً لكشف أي مخطط يتم التحضير له. عمليات الرصد والمتابعة على قدم وساق وتتركز على محاور ثلاث هي بيروت وعاليه والجنوب، حتى ان عمليات الرصد هذه كشفت للأهالي أن بعضاً من الأتراك الموجودين في لبنان، عمد الى تغيير مكان سكنه خلال الأيام القليلة الماضية هرباً الى مناطق يعتبرها أكثر أماناً له وتصنف هذه المناطق في خانة المحسوبة على تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي.

وسط هذا المشهد يمكن القول إن أهالي المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، كما العشائر المتعاطفة معهم، إقتنعوا بقراءة آل المقداد التي تقول إن التحركات الإحتجاجية ضد المصالح التركية في لبنان لا تقدم ولا تؤخر، وما من شيء قد يحرك القضية داخلياً ودولياً إلا الخطف وخير دليل على ذلك كيف أن لبنان برمته قام ولم يقعد وكذلك السلطات التركية عندما خطف المقداديون المواطن التركي ايدين طوفان الأمر الذي وضع الدولة اللبنانية في موقع تفاوضي بارز.

هناك بين أهالي مخطوفي أعزاز من يقول "لو سمحت المرجعيات السياسية أي حزب الله وحركة أمل لآل المقداد بأن ينفذوا بداية العام 2013 عملية خطف 35 تركياً رصدهم الجناح العسكري للعشيرة وحدد مكانهم في عاليه، لكانت قضية المخطوفين اللبنانيين إنتهت الى غير رجعة ولعاد هؤلاء الى ذويهم في لبنان على الفور في عملية تبادل مع السلطات التركية، التي لم تكن قادرة على مواجهة الضغط الشعبي الذي كان سينتج في الداخل التركي جراء عملية بهذا الحجم في لبنان".

إذاً بعدما إكتشف الأهالي أن خلية الأزمة المنبثقة عن مجلس الوزراء باتت مشلولة ولم يعد يسمع عنها أي جديد عبر وسائل الإعلام وبعدما شعر الأهالي بأن الدولة اللبنانية أعلنت الإستسلام في هذه القضية، قرروا التدخل لإيجاد الحل على طريقتهم، "وكيف لا وتيار المستقبل لم يعد يكتفي بما يقوم به نائبه عقاب صقر على هذا الصعيد، بل حرك فرع المعلومات أيضاً وأقحمه في هذه القضية"؟