الأطفال هم زهرة الحياة، بفرحهم ولعبهم وحركتهم يملأون الدنيا، لم يقدر على إسكات ضحكاتهم سوى ذلك المرض الخبيث الذي يتغلغل الى جسمهم فيمتص تلك الرغبة بالعيش، إنه السرطان. ذلك المرض الخبيث، الذي لا يرحم، إن اصيب طفل به تلاشت قوته وإنتهت حياته. اليوم بات لهذا المرض علاج مبتكر يرافق علاجه العادي وهو Clown therapy، فأصبح بإمكان هذا الطفل أن يقاوم الى حدّ التخلص من الورم إن لم يكن متفشياً بشكل كامل في جسمه.
هذا العلاج ليس رواية أو قصة خيالية، بل هو تجربة حقيقية إختبرها أشخاص في حياتهم وقرروا نقلها الى العالم أجمع. إنهم أفراد مجموعة Vip Verona Clown Therapy القادمون من شمال إيطاليا. تلك المجموعة مؤلفة من 14 شخصاً تدربوا لسنوات طوال حتى أصبحوا "مهرجين" تركوا كل شيء خلفهم وقروا التجول في العالم مجاناً مبشرين بهذه الرسالة التي آمنوا بها، وهدفهم زرع البهجة في قلوب الأطفال المرضى بالسرطان لمقاومة هذا الورم والشفاء.
نؤمن بنجاح تجربة Clown therapy!
في صالة كنيسة مار الياس انطلياس التقت "النشرة" بهذه المجموعة التي كانت تدرب شباناً وشابات من جماعة foie et lumiere . الفرح باد على وجوه الجميع هم ليسوا كثراً عددهم لا يتجاوز الـ30 شخصا، يؤمنون أن المرح أفضل دواء لأصعب الأمراض وأن العلاج بالضحك أو clown therapy لم يعد مجرد كلام أو اشاعات نسمعها من هنا أو هناك بل أصبح واقعاً. فنسبة الشفاء بهذه الوسيلة ارتفعت يوماً بعد يوم وقد تجاوزت الـ10%، هذا ما يؤكده أحد أفراد هذه المجموعة الإيطالي الجنسية Bronzina لـ"النشرة"، تاركاً كل شيء خلفه ليفرح قلوب الأطفال، مضيفا: "نحن إختبرنا نجاح العلاج بهذه الوسيلة في حياتنا وإن لم أؤمن بما حدث معي فلن أستطيع أن أنقل هذه التجربة الى الآخرين".
Clown therapie عمل تطوعيّ مجاني!
من يسمع عن هذه المجموعة يظن أن Clown مهنتهم الأسياسية، ولكن اللافت أن اختصاصاتهم تختلف كثيراً، فمن بينهم ممرضون ومدراء شركات... ويبقى السؤال ما الذي يدفع هؤلاء الأشخاص للقيام بهذه الأعمال والسفر الى مختلف البلدان الفقيرة على نفقتهم الخاصّة في حين أنهم يمارسون أرقى المهن؟ والإجابة من Buseta buton الذي يعتبر أنه "عندما تعطي الفرح لأشخاص آخرين فهذا يعود عليك بالخير أضعافا مضاعفة". أما Bronzina فيرى أن "لا فرق بين عمله في الشركة وبين أن يكون Clown therapie بالعكس هذا يساعده كثيرا لأنه يوصل نفسية "المهرج" الى شركته. رأي Pera لا يختلف كثيرا عن الآخرين، فرغم أن "الفارق كبير بين برمجة الكومبيوتر وأن تكون بهلواناً، إلا أن الفراغ في حياتها تملأه بالفرح والضحك".
تشيد Pera بالشعب اللبناني وبالأطفال اللبنانيين الذين يحبون الضحك والمرح ولا يستغربون عندما يروننا وخصوصاً أننا من جنسيات مختلفة، ولكن أحببنا فيهم بساطتهم وتعاونهم معنا. أما Bronzina فيؤكد أن "تسهيلات عدة تقدم لنا في هذا البلد الجميل وهذا دليل على ايمانهم بما نقوم به".
الفرح يساعد على التغلب على المصاعب!
وإذا كنا تحدثنا عن مجموعة Vip Verona فلا ننسى جماعة إيمان ونور الحاضرة بأفرادها في تلك الصالة يصغون بشغف الى ما يمكن أن ينقلوه الى أشخاص معوقين يهتمون بهم. غادة شيبان المسؤولة عن هذه الجماعة تؤكد عبر "النشرة" أن "هذه الطريقة تساعدنا كثيرا أن نخلق علاقات صداقة مع الأشخاص المعوقين الذين نتعامل معهم، وبالتالي نستطيع أن نساعدهم على التغلب على كل المصاعب، لذا قررنا وعلى مدى يومين أن ننعزل في هذه الصالة مع هذه المجموعة التي أنستنا همومنا"، بدوره منسق الحملة بين لبنان وإيطاليا بسام شمالي يرى أن " الضحك يخفف من وطأة المصاعب خصوصاً مع الأزمات التي نمر بها في لبنان"، ويعتبر أنه "وبهذه الطريقة يكون يشارك الآخرين أحزانهم وأفراحهم".
المرح يرفع من قيمة الحياة والروح المعنوية ويجعلك تحب كل شيء من حولك، ولا ننسى انه أصبح اليوم علاجاً وقائياً يحسن من وظائف الجسم ويعالج حتى الأورام. هذا ما آمنت به مجموعة Vip Verona clown therapy وقررت نشره في العالم. عسى أن تحصد هذه الطريقة نسبة شفاء كبيرة.